RIOTS /الصفحة الرئيسية

أعمال شغب دامية مناهضة للمسلمين في الهند أدت إلى مقتل ٢٤ شخصا

ارتفعت حصيلة أعمال العنف الوحشية ضد الأقلية المسلمة في دلهي، عاصمة الهند إلى ٢٤ قتيلا وأكثر من ٢٠٠ جريحا وسط اتهامات واسعة النطاق تجاه الشرطة بالمساعدة في استمرار أعمال العنف التي يرتكبها المشاغبون معظمهم من الهندوس في عام ٢٠٢٠.
 
أدلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي استضاف مأدبة فخمة تكريما للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمناسبة أول زيارة رسمية له للهند، تصريحاته بهذا الصدد أخيرا وبعد أيام حيال ما وصفه المحللون بالمذبحة ضد المسلمين.
صرح السيد مودي بأن السلام والوئام أساسيان في روح الهند وناشد أخواته وإخوته في دلهي للحفاظ على جو السلام والأخوة في جميع الأوقات.

تجدر الإشارة إلى أن أعمال العنف اندلعت عندما بدأ مؤيدو قانون تعديل المواطنة الذي وافقت عليه الحكومة الهندوسية القومية برئاسة ناريندرا مودي، يهاجمون على المتظاهرين في العاصمة الهندية الذين كانوا يحتجون بشكل سلمي ضد القانون المذكور أعلاه.

يسارع القانون إلى عملية منح الجنسية الهندية للأقليات الدينية من جميع الأديان في منطقة جنوب آسيا باستثناء المسلمين.

تصاعدت أعمال العنف وتركزت حول المناطق ذات الأغلبية المسلمة بما فيها منطقة موجبور ومصطفى آباد وجعفرآباد وشيف فيهار في شمال شرق دلهي.

هاجمت حشود هندوسية مسلحة بالقضبان الحديدية وعصي الخيزران منازل المسلمين في مصطفى آباد، بينما كانوا يهتفون "جاي شري رام" (يحيى الإله راما)، الإله الهندوسي الشهير المذكور في الملحمة الدينية "رامايانا"، وفقًا لتصريحات شهود عيان الذين تحدثوا مع وكالة فرانس برس.

فيديو على تويتر

وهتف المشاغبون نفس الهتافات في منطقة أشوك ناجار حيث أضرموا النار في مسجد وصعدوا إلى قمة مئذنته، وحاولوا وضع رأية الزعفران، المرتبطة بجماعات اليمين المتطرف الهندوسية.
وأخبر رجل مسلم فر مع أسرته من منزله ولجأ إلى مسجد آخر يحرسه الآن آلاف المسلمين وكالة فرانس برس، بأنه لا يعرف إذا كان منزله قد احترق أم لا، ولكن عندما كان يهرب، سمع الحشد يطلب بسكب زيت الكيروسين وحرق كل شيء.

فيديو على تويتر

قال سونيل كومار، مدير مستشفى غورو تيغ باهادور، إن بعض القتلى أصيبوا بأعيرة نارية، بينما جاء آخرون إلى المستشفى مصابين بأعيرة نارية وطعنات. وكان من بينهم محمد سمير البالغ من العمر١٧ عامًا الذي أصيب بطلقة نارية في صدره أثناء وقوفه على شرفة شقة عائلته يشاهد الغوغاء الهندوس يدخلون منطقته.

أفاد والد الفتى محمد أكرم بأنه عندما أصيب إبنه سمير حمله على كتفه وأسرع إلى المستشفى ولكن عندما رآه الغوغاء، ضربوه وابنه المصاب حيث كان ينزف الدم بشدة. أضاف قائلا بأنه تم إيقافه عدة مرات أثناء محاولته في الوصول إلى المستشفى، وطالب الغوغاء بخلع ملابسهم ليروا إما إذا كان هم مختون حيث المسلمون مختونون بشكل عام، بينما الهندوس ليسوا مختونين.

قام مئات من أفراد الشرطة بدوريات لمنع أعمال الشغب في منطقة كاردامبورا، ذات أغلبية مسلمة حيث قُتل شاب بالرصاص في المنطقة وطلبوا من الناس البقاء في منازلهم.

قال أحد السكان، الدكتور جيفان علي خان، "نحن خائفون ولا نعرف إلى أين نذهب". "لو أرادت الحكومة لكان بإمكانها وقف هذه أعمال الشغب بشكل فوري".

حاول أحد سكان منطقة دمرتها أعمال العنف ضد المسلمين إجراء مكالمات عديدة للشرطة عندما دخلت العصابات منطقتهم. أضاف السيد نعيم ملك بأن الشرطة لم تساعدنا على الإطلاق. حاولنا إنقاذ النساء في موقع الاحتجاج لكن بدلاً من ذلك بدأ رجال الشرطة يضربوننا.

وحينما سئل دونالد ترامب في مؤتمر صحفي عن هذه الهجمات، أجاب بأنه لم يناقش القضية مع نظيره الهندي وإن الأمر شأن الهند الداخلي.

أدلى السيد ترامب تصريحاته: "إذا نظرنا إلى الوراء ونظرنا إلى ما يحدث بالنسبة إلى أماكن أخرى على وجه الخصوص، فقد عملوا بجد على الحرية الدينية".

اتهمت السيدة سونيا غاندي، رئيسة حزب الكونجرس المعارض، حزب بهارتيا جاناتا القومي بإلقاء خطابات تحريضية تنشر جو الكراهية والخوف، نظرا إلى انتخابات مدينة دلهي هذا الشهر. وأكدت السيدة غاندي على أن حزب الكونجرس يناشد الشعب رفض سياسة الكراهية حيث حملت المسؤولية على عاتق وزير الداخلية أميت شاه، الحليف المقرب لمودي، عن أعمال الشغب.

وأثارت أعمال العنف ردود فعل حادة من المشرعين الأمريكيين حيث صرحت النائبة رشيدة طليب، من ولاية ميشيغان، بأن هذا الأسبوع قام السيد ترامب بزيارة الهند والمستجدات المهمة يجب أن تكون أعمال العنف الطائفي الذي من خلاله يستهدف المسلمين في دلهي في الوقت الحالي.

وندد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بقتل المسلمين قائلا بأنه يتم استهداف ٢٠٠ مليون مسلم في الهند الآن. ولابد للمجتمع الدولي التحرك الآن.

قامت الحكومة الهندية برئاسة ناريندرا مودي بعد فوزها بولاية ثانية، بإلغاء الحكم الذاتي الجزئي لكشمير، الولاية الهندية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة.

تم إثارة المخاوف إلى جانب قانون المواطنة من أن رؤية مودي الأوسع هي إعادة تشكيل الهند كدولة هندوسية، وهو ما ينفيه.
اتُهم رئيس الوزراء مودي البالغ من العمر ٦٩عامًا، بعدم اتخاذ خطوات حاسمة لوقف أعمال الشغب الدينية في عام ٢٠٠٢م عندما كان رئيسًا لوزراء ولاية غوجارات حيث قتل فيها حوالي ١٠٠٠شخص، معظمهم من المسلمين.

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابهاوليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

المصدر:  العربي

Take Me Top