TRENDS /الصفحة الرئيسية

حادثتان متماثلتان للقتل ولكن يتلقي كل واحد منهما ردود فعل مختلفة

في 28 يونيو، قطع الرجلان من المسلمين (كما يظهر باسمهما وملابسهما) رأس خياط هندوسي، من منطقة أودايبور،  بسبب تأييده لتصريحات مسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم أدلت بها نوبور شرما، المتحدثة السابقة باسم حزب بهارتيا جانتا، وصورا الجريمة ونشراها على الإنترنت.

وكما ذكرت صحيفة "إندين نيشن" أن الشرطة اعتقلت الضحية قبل ثلاثة أسابيع من مقتله بتهمة تأجيج المشاعر الدينية ولكن سرعان ما تم الإفراج عنه بكفالة.

وادعي زعيم من حزب المؤتمر الوطني (كانغريس) أن أحد المتهمين الرئيسيين في القتل الوحشي لخياط في أودايبور هو "عضو في حزب بهاراتيا جاناتا" ولكن نفي حزب بهارتيا جانتا علاقاته بأحد القتلة.

ومع ذلك، فإن الحادث، أدانه العالم الاسلامي على نطاق واسع.

كما أدانت المنظمات الإسلامية بالهند والقادة من المسلمين جريمة القتل الوحشي ومنهم أسد الدين أويسي، شاهي إمام، ومجلس قانون الأحوال الشخصية لمسلمي عموم الهند ووصفوا بأن القتل لا يمكن تبريره أبداً.

وقالت جميع الافتتاحيات للصحف الإنجليزية وجرائدها بالإجماع إن قتل أودايبور "بربري" و "شنيع".
تلقت حكومة راجستان إدانة قاسية من قادة المعارضة.

كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة 'أنطونيو غوتيريش' الحادث ودعا إلى الاحترام الكامل لجميع الأديان وضمان أن تعيش المجتمعات المختلفة في وئام وسلام على مستوى العالم.

وتم القبض على القتلة بسرعة، كأنهم منتظرون القبض عليهم كما وجدتهم الشرطة في منزلهم فاعتقلتهم.
وإن الحادث لم يثير الغضب في كل درب وديار فحسبُ بل أشعل نقاشات واشتباكات على وسائل التواصل الاجتماعي.
بينما، ألقت شرطة نويدا (مدينة في ولاية أوتار براديش) القبض على رجل لمشاركته مقطع فيديو وإعجابه به كما تزعم الشرطة بأنه يدعم مقتل الخياط كنهايا لال.

وطالبت حكومة مودي شركات التواصل الاجتماعي بإزالة المحتوى الذي يبرر مقتل أودايبور.

في عام 2017، حدث الحادث المتماثل ولكن هل اتخذت الإجراءات مثل اليوم

في عام 2017 أيضا جاء الخبر المؤلم لقتل شخص بري أمام الكيمرا كما لقينا اليوم من الحزن بخبر قتل الخياط من أوديبور. وفي عام 2017  قتل رجلٌ هندوسيٌ شامبو لال راغر، رجلًا مسلمًا أمام الكيمرا طريقة وحشية مماثلة و وكان الحادث مريعا رهيبًا.

كما ذكرت صحيفة "هندوستان تائمز" أن شامبو لال راغر من ولاية راجستهان، قطع رأس شخص مسلم عامل مهاجر وصوّر الحادث بالكاميرا ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم يوجد أي علاقة بين الضحية والقاتل ولا دافع لدي القاتل لارتكاب جريمة شنيعة .... إلا أن أراد قتل مسلم فقتله كما يُزعم، وتعرفت عليه الشرطة من خلال صفحته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي وألقت عليه القبض.

وأفادت صحيفة "اي نيوز روم" بأنه تلقي حوالي 3500 دولار تبرّعها الهندوس للدفاع عن القضية القانونية. وأوضحت صحيفة "اندين ايكسبريس" خلال ثلاثة أيام من اعتقاله، تبرع حوالي 516 شخصًا بمبلغ 275000 روبية هندية لزوجته لتوظيف محام راقيٍ للدفاع عن القضية القانونية.

ولكن في اعلام عالمي لا نجد تفاصيل هذا الحادث المؤلم لأن الاعلام الهندي لم تغطيه إلا محدودًا.
 
وخلال أسبوعين، منح حزب "نوا نِرمانا سينا" من ولاية أترابراديش مهنةً سياسيةً لشامبو لال (نوا نِرمانا سينا يعني جيش الإصلاح هي حزب سياسي وله فروع في جميع أنحاء البلاد). حسبما ذكرت صحيفة فست بوست.

وجدير بالذكر بأنه لم يوصف بلقب 'إرهابي' ولم ترتبط جريمته المليئة بكراهية المسلمين مع الهندوسية.
وتم إفراج عنه بالكفالة، الآن بينما نحن نقرأ هذا المقال وهو ربما يكون مشغولا بإلقاء الخطب بين الناس وإدارة العلاقات العامة كما اختار وظيفة سياسية.

"القاتل شامبو لال ريغر تمتع بالترحيب والتقدير من قِبل المجتمع الهندوسي واستنكر العالم الإسلامي جريمة القاتل رياض اتاري"

ولا يفرّق رجل مثقف بين الضحايا وبين المجرمين بسبب هويتهم أو ديانتهم او لونهم وغير ذلك.

والهند لها تاريخ طويل والعدالة والانصاف من تقاليدها القديمة، والعدل لا يتحقق بدون إعطاء كل شخص ما يستحقه وفي تعبير قديم يُقال 'العدل يعني إعطاء كل شخص حقه بدون أن يمسه الظلم والضيق'.
 
عندما يلبس القاضي نظارة ينظر بها اعتقادات رجال قبل أن يصل إلى الحكم ويفرق بينهم حسب اختلافاتهم في الديانات والمعتقادات والألوان وما إلى ذلك أو عندما يتخذ المسؤولون قرارات حريصين لمنافعهم ومتجاهلين عن مصالح المواطن العامة ويميزون بينهم، فتفقد العدالة مقامها الرفيع بين الناس وتُطرح الأسئلة ضدها.

وعندما تصاعد مثل هذه الصراعات في مجتمع، يغرق المجتمع في الكراهية ضد بعضهم البعض. وهذه الكراهية التي تزرعها وتدعمها الحكومة تؤدي إلى الإبادة الجماعية بعض الأحيان.

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

English

Take Me Top