RIOTS /الصفحة الرئيسية

الإرهاب الزعفراني والتطرف الهندوسي ليس بأسطورة

ترتكب الحكومة الهندية بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي خطأً كبيراً من خلال حماية الإرهابيين من الهندوس المشتبه بهم. يجب أن تتعلم من أخطاء باكستان الفادحة.

قررت وكالة التحقيقات الوطنية مؤخرًا إسقاط جميع التهم المتعلقة بالإرهاب ضد "سادفي براغيا سينغ ثاكور" المتهمة بانفجار في مدينة ماليغاؤن بولاية ماهاراشترا عام 2008م. وكان قرار الوكالة متماشياً مع الخطوط المتوقعة في ظل حكومة ناريندرا مودي، وبالتغاضي عن النتائج السابقة التي وصلت إليها وكالات التحقيق ضد السيدة ثاكور.
قامت وكالة التحقيقات الوطنية خلال الأيام الأخيرة بتمييع العديد من التهم الخطيرة ضد كل من  "شريكانت بوروهيت"، ضابط في الجيش الهندي و"سوامي أيسيماناند"، عضو منظمة آر ايس ايس الهندوسية المتطرفة - وهما متهمان بارزان بارتكاب الأعمال الإرهابية التي تستهدف المسلمين، بما فيها التفجيرفي قطار سامجوتا في عام 2007 والذي أدى إلى مقتل 68 شخصًا. ومع ذلك، إن قرار إسقاط جميع التهم الموجهة إلى السيدة ثاكور قد منح مجموعات الهندوتفا المتطرفة فرصة للإ دعاء بأن الإرهاب الزعفراني والتطرف الهندوسي أسطورة فحسب.
تتهم منظمة آر ايس ايس حزب الكونغرس دائمًا بالتساهل وعدم اتخاذ الخطوات الحاسمة ضد الإرهاب. ولكن عندما تستخدم المنظمة كلمة الإرهاب، فهذا يعني الإرهاب الإسلامي. ولكن عندما يتعلق الأمر بالأنشطة الإرهابية لمجموعات الهندوتفا، يرفض كل من منظمة آر ايس ايس وحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند حاليا حتى الاعتراف بوجوده.

محاربة الإرهاب الزعفراني:

كتب بعض الصحفيين الغربيين عن تهديدات الجماعات الإرهابية الهندوسية ضد الأقليات في الهند في أعقاب أعمال الشغب والعنف في ولاية غوجرات في عام 2002م. ولكن لم تصل هذه الأصوات إلى الهند حتى عام 2010م، وعندما وصف السيد "بي تشيدامبارام"، وزير الداخلية الهندي التهديد بأنه "الإرهاب الزعفراني" أمام تجمع من مسؤولي المخابرات. وكان ناريندرا مودي الذي يتولى منصب رئيس الوزراء لولاية غوجارات آنذاك انتقد "تشيدامبارام" وطلب منه تسمية لون الإرهاب في كشمير.
اكتشفت وكالات التحقيق الهندية في عام 2013م أنه ما لا يقل عن 10 من الأشخاص الذين لهم صلة قوية مع منظمة آرايس ايس، وهم شاركوا في أنشطة إرهابية عديدة في أجزاء مختلفة من البلاد. اتهم "موهان بهاغوات"، رئيس منظمة آر ايس ايس، حزب الكونجرس بالتآمر لوضع مجموعته كمنظمة إرهابية.
ولو أن منظمة آر ايس ايس تعترض بشدة على استخدام مصطلح الإرهاب الزعفراني، إلا أنها لا تجد أي خطأ في استخدام مصطلح الإرهاب الإسلامي. وصف ناريندرا مودي الهجمات على أمريكا بأنها عمل إرهابي إسلامي وذلك في برنامج تلفزيوني عام 2001م.
تصرّح منظمة آر ايس ايس في معظم الأحيان تصريحات مفادها أن الديانة الهندوسية هي أكثر الديانات تسامحًا في العالم، لذا فإن الزعفران والإرهاب مصطلحان متعارضان ولايمكن وضعهما في مكان واحد.
وأفاد السيد "جوفينداشاريا"، مسؤول سابق في حزب بهاراتيا جاناتا بأن مصطلح الإرهاب الزعفراني يشبه وصف الحليب باللون الأسود. واتهم وزير الداخلية "راجناث سينغ" الكونجرس باختراع مصطلح الإرهاب الهندوسي لاسترضاء المسلمين، وسأل هل الهندوس غير قادرين على اتخاذ الإرهاب كتكتيك للفوز في الصراع؟
ليست ظاهرة محلية:
كان نمور التاميل في سريلانكا من بين أخطر الإرهابيين وأكثرهم ضرراَ في العالم، وكانوا أيضًا يتبعون الديانة الهندوسية. في عام 1984م قبل سنوات عديدة من هجمات شنتها القاعدة، تعرضت الولايات المتحدة للإرهاب البيولوجي من قبل أتباع "راجنيش"، وهو رجل دين هندوسي، ولذا، فإن الحجة القائلة بأن الهندوس غير قادرين على ارتكاب أعمال إرهابية غير صحيحة.
بالطبع لا تشجع الديانة الهندوسية ارتكاب أعمال الإرهاب مثل أي دين آخر. ولكن عندما يتم تفسير أي دين على أنه حصري في طبيعته فيظهر الجانب الشرير من هذا الدين. وتم تشويه كل الديانات في العالم لتبرير الحرب والعنف والديانة الهندوسية ليست مختلفة في هذا الصدد. ودفعت مجموعات الهندوتفا تحت رعاية حكومة مودي الديانة الهندوسية الآن إلى تلك الهاوية.
انتقدت منظمة آر ايس ايس بعد استقلال الهند المهاتما غاندي، أب الأمة الهندية، لكونه لينًا مع المسلمين والذي أدى لاحقا إلى مقتل غاندي. وكان "غودسى" قاتل غاندي هندوسيًا وعضوًا سابقًا في منظمة آر ايس ايس.
وفي الفترة ما بعد الاستقلال، بذل حزب الكونجرس جهدها لتهميش قوات الهندوتفا لعدة عقود. ولكن مع تراجع شعبية الكونجرس لا سيما في أيام حركة أيودهيا وهدم مسجد البابري، أدى تقوية مجموعات الهندوتفا وعودة تهديد الإرهاب الزعفراني مرة أخرى.
نستند إلى ما قلنا من خلال ذلك الحدث عندما تم إحراق المبشر المسيحي الأسترالي "غراهام ستينز" وأطفاله الصغار أحياء في قرية نائية في ولاية أوديشا في عام 1999م. وكان دارا سينغ الذي ارتكب هذا العمل الشنيع باسم حماية الدين الهندوسي، ناشطًا في منظمة بجرنغ دل، فرع الشباب لجماعة فيشوا هندو باريشاد الهندوسية المتطرفة.
فإن عمليات القتل الأخيرة المنظَّمة من قِبل المفكرين الهندوسيين، بمن فيهم ناريندرا دابهولكار وجوفيند بانساري وايم ايم كولبورغي وجهت أصابع الإتهام نحو مجموعات الهندوتفا حيث كانوا ينتقدونهم لإيذاء مشاعر الهندوس.
اعترف سوامي أيسيماناند في مقابلة مسجلة مع مجلة كارافان، وهو ما نفاه لاحقًا، بأن سلسلة التفجيرات بين عامي 2006 و2008 قد وافقت عليها منظمة آر ايس ايس.
أدى وصول ناريندرا مودي إلى زمام السلطة في منصب رئيس الوزراء بالهند إلى تعزيز النشاطات لمجموعات الهندوتفا. وتم إنشاء الجيش الديني الهندوسي "دهارما سينا" قوامه 15000 فرد من الشباب الهندوس المسلحين بالسيوف والبنادق في ولاية أوتار براديش من أجل الحصول على دولة هندوسية. وتم تنظيم العديد من معسكرات التدريب لا سيما في الأجزاء الغربية والشمالية من البلاد لتدريب الشباب الهندوس على القتال من أجل تعزيز التفوق الهندوسي. ويظهر الفيلم الوثائقي "العالم قبلها" لنيشا باهوجا أن عددًا كبيرًا من النساء الهندوسيات يتم تدريبهن في هذه المعسكرات أيضًا.
إن رعاية الجيش الباكستاني للجماعات الإرهابية الإسلامية من أجل ميزة إستراتيجية ضد الهند قد انخفض بسرعة. وترتكب الحكومة الهندية بقيادة ناريندرا مودي نفس الخطأ من خلال حماية المسلحين الهندوس. لا شك أن مجموعة "الثعابين في ساحتنا الخلفية" ستشكل تهديدًا أكبر لسلام الهند وأمنها.

الملاحظة: الآراء المعبر بها هي آراء المؤلف فحسبُ
المصدر:

Take Me Top