KLLINGS /الصفحة الرئيسية

قُتل إحسان جعفري أثناء حمايته للمسلمين

الهند أرض تضُم ثقافات عديدة، وأديان كثيرة، وأشخاصاً ذوي هويات متعددة، وألسنة مختلفة، وولاءات متنوعة، وتجتمع كل تلك المواصفات في الولاء للأمة والوطنية في دولة واحدة، ومع كل ذلك الهند شهدت منذ استقلالها كثيرا من النزعات الداخلية التي تؤدي إلى الاعتداء الوحشية والهجمات القاتلة والأعمال الشغب، وجروح تلك الحوادث لم يلتئم بعد.
ومنها أعمال الشغب في ولاية غجرات عام 2002، والمعروف أيضًا باسم "عنف غجرات عام 2002م"، و"مذبحة غجرات"، وكلما يذكر أحد ذلك الحادث فلابد أن يذكر "إحسان جعفري" عضو البرلمان، الممثل لحزب المؤتمر الوطني الهندي الذي مات في سبيل حماية عائلته وعائلة جيرانه من النساء والأطفال بيد الإرهابيين الهندوسيين.
من هو احسان جعفري؟
كان إحسان جعفري (1929 - 28 فبراير 2002) سياسي هندي، وعضو سابق في "لوك سابها السادس"، والذي قتل في مذبحة جمعية "غولبارغ"، والتي كانت إحدى تلك الجمعيات التي تضررت بالعنف ضد المسلمين أثناء أعمال الشغب في غجرات 2002. كان هو من أسرة عانت من أعمال الشغب في عام 1969، التي أدت إلى العنف الطائفي بين الهندوس والمسلمين خلال شهر سبتمبر وأكتوبر من عام 1969 في ولاية غجرات في الهند. وكان هذا العنف هو أول أعمال الشغب الكبرى في ولاية غجرات.
حياته:
وُلد إحسان جعفري في مدينة "برهان بور" ولاية "ماديا براديش" في عام 1929، وكان والده الدكتور "الله بخش جعفري" وفي عام 1935 انتقل إحسان الى مدينة "أحمد آباد" في ولاية غجرات مع عائلته حيث أكمل دراسته في مدرسة "آر- سي".
وبعد، انتخب أمينا عاما لاتحاد التحرير التقدمي، وفي نفس الوقت، حصل على شهادته في القانون، وبدأ رحلته المهنية كمحامي في مدينة أحمد آباد.
وفي الستينات، انضم إلى "حزب المؤتمر الوطني"، وكان آنذاك في رئاسة "إندرا غاندي" رئيس الوزراء السابق للهند، وفي عام 1977 فاز إحسان جعفري على مقعد "أحمد آباد"، وأصبح البرلماني في مجلس النواب السادس. وظل نشطا في الحزب، واشتغل على عدة مناصب في إدارة حزب المؤتمر في ولاية غجرات.
قُتل مظلوما:
وفي التاسعة صباحًا يوم 28 فبراير من عام 2002، أي بعد يوم واحد من اندلاع أحداث الشغب في غجرات، تجمع عدد من الناس مرددين الهتافات خارج مجتمع "جلبيرج" في منطقة "شامانبورا" بمدينة أحمد آباد التي تخضع لهيمنة الهندوس. تتألف ذلك المجتمع من 29 بيتًا من طابق واحد (بنغل) و10 مبانٍ سكنية، كان أغلب سكانها آنذاك من عائلات الطبقتين الوسطى والعالية التي تمارس الأعمال التجارية. وجاء رد فعل الكثير من أولئك السكان على وجود هذه الجماعات خارج منازلهم بالاحتماء داخل منزل عضو البرلمان السابق إحسان جعفري. وثمة بعض روايات تقول بإن الجعفري حاول مرارًا الاتصال بالشرطة هاتفيًا، ولكن دون جدوى. وفي وقت الظهيرة ازداد المشاغبون وازدادت أعمالهم العنفية، فاخترقوا الأسوار ليشعلوا النيران في المنازل ويهاجموا سكانها. وبعد ست ساعات تقريبا، تنفَّس 69 شخصٌ أنفاسهم الأخيرة، وأُصيب ما لا يقل عن 85 آخرين. وكان من بين القتلى إحسان جعفري الذي مُزِق إربًا إِربا وأخذ أثناء ذلك آخر أنفاسه، وأُحرِقت جثته بعد ذلك، وهاجموا على نفس الطريقة على 35 آخرين أو أُحرِقوا أحياءً.
زوجته تدقُّ أبواب المحاكم بحثا عن العدالة:
وتقدمت "زكية جعفري"، زوجة إحسان جعفري بشكوى في 8 يونيو 2006 تدعي فيها أن الشرطة لم تسجلFIR  "تقارير المعلومات الأولية"، ضد رئيس الوزراء لولاية غجرات و62 آخرين من بينهم العديد من الزعماء.
وادعت زكية جفري وجود المؤامرة في إقامة المجزرة للمسلمين، وشمل ذلك توجيه لرجال الشرطة والموظفين بعدم الاستجابة لطلبات المساعدة من المسلمين الذين هوجِموا أثناء أعمال الشغب.
وبعد ذلك، قدمت زكية جعفري شكواها إلى محكمة غجرات العليا التي رفضت في 3 نوفمبر 2007 النظر في دعواها، وطلبت منها تقديمها إلى محكمة الصلح. ومن ثم، توجهت زكية بقضيتها إلى محكمة الهند العليا، التي كلفت في 27 أبريل 2009 فريقا خاصاً للتحقيقات  (SIT)  وكان مكونًا من خمسة أفراد ويرأسه "آر كيه راغافان" - الرئيس السابق لمكتب التحقيقات المركزي (CBI) - بالتحقيق في هذه القضايا، وطلبت من ذلك الفريق التحقيق في الشكوى المقدمة من زكية جعفري التي تدعي تواطؤ الجهات الحكومية مع المشاغبين على مدار اليومين اللذين اندلعت فيهما أعمال الشغب في غجارات.
ومرت هذه التحقيقات من واد إلى واد وفي يوم 8 فبراير عام 2012 بلغت في النهاية إلى النتيجة التي تقول: " بأن جعفري قد قُتل لأنه استفز "جماعة عنيفة" تجمعت "للانتقام من حادث "جودهرا" الذي ارتكبه المسلمون. و" أشار التقرير كذلك إلى أن الجعفري قد أطلق النار على تلك الجماعة "فثارت ثائرتهم وأشعلوا النيران في المكان." وهكذا أصبح المقتول قاتلا ومزِّقت العدالة.  
أسرته:
وقد نجت زوجته، زكية جعفري وابنته، نسرين حسين في الشغب وهي تعيش في "ديلاوير" حاليا.
وكان إحسان جعفري يهتم بالأدب اهتماما بالغا، وكان يصدر المجلة باللغة الأردية، وفي عام 1996م نشر مجموعته الشعرية بعنوان "قنديل" (فانوس) باللغة الأردية.

الملاحظة: الآراء المعبر بها هي آراء المؤلف فحسبُ
المصدر:

Take Me Top