RIOTS /الصفحة الرئيسية

ديون ثقيلة وتعويضات منخفضة: مرور عامين من الاضطرابات الطائفية في دلهي

يعلق كيسان بلاستيكيان على باب مكسور في منزل السيد محمد عرفان في منطقة شيف فيهار في دلهي وكان الباب يفصل منزله عن محل بقالة حيث تعرض كل شيء للتخريب والحرق والنهب خلال الاضطرابات الطائفية وأعمال الشغب في دلهي في شهر فبراير ٢٠٢٠م. ولم يتمكن عرفان من إصلاح الباب منذ ذلك الحين وبقى هذا الباب المدمر تذكيرا ملموسا بالعنف الذي حدث قبل عامين.
هذه الأكياس البلاستيكية ممتلئة بالصور بالإضافة إلى نسخ من تقارير المعلومات الأولوية وبيانات الشرطة واستمارات الطلبات من الحصول على تعويض مبلغ قدره مئة ألف روبية من قبل الحكومة.
يعتبر متجر السيد عرفان واحد من 322 متجراً أحرقت خلال أعمال العنف في عام ٢٠٢٠م في منطقة شمال شرق دلهي والتي أسفرت عن 53 قتيلاً وإصابة أكثر من ٥٠٠ شخص بجروح. حسب تقرير قدمته لجنة رعاية الأقليات بدلهي في المجلس التشريعي في دلهي في شهر مارس بأن اللجنة تلقت ١٥٠٠ شكوى حتى شهر يناير ٢٠٢١م بشأن

الأضرار التي لحقت بالممتلكات التجارية، حيث تمت الموافقة على ١١٧٦ وتم منح تعويض مبلغ إجمالي قدره ١١٢٨١٨٠٤٢ روبية هندية، بينما تم رفض ٣٠٦ طلبا لأن اللجنة لم تستطع تقييم حدوث الضرر.
ولكن ما الذي تغير بعد عامين من أعمال الشغب؟
تم فتح المتاجر المنهوبة أو المدمرة الآن من جديد، ولكن التعويضات التي قدمتها حكومة دلهي لم تكن كافية، مما أجبرهم على أخذ قروض ضخمة. أدت عمليات الإغلاق المتعددة على مدار العامين الماضيين إلى زيادة مشاكلهم فقط.
أخبر السيد عرفان حول ما حدث بتاريخ ٢٥ فبراير ٢٠٢٠م بأن حاول الاتصال بخط مساعدة الشرطة ولكن الشرطة لم تأت. ويرى عرفان أن الحكومة دعمت المشاغبين والقائمين على أعمال العنف.
سئمنا وتوقفنا عن بذل الجهود:

محمد أختر، جار عرفان البالغ من العمر ٥٢ عاما مع زوجته، وأولاده ودراجة محترقة له، يجلس بجانب المنزل حيث تعرض منزل أختر أيضا للحرق والنهب. بالإضافة إلى ذلك، سُرقت جاموساته الـ ١٦ والتي كانت تعتبر مصدر دخله.
أخبر أختر إن كل جاموس كلفه ٩٠ ألف روبية وكان يحقق ربحًا قدره ٢٠٠ روبية على أساس يومي. تم استعادة أربعة منهم ولكن لم يتم العثور على الـ ١٢ المتبقية.
تلقى السيد أختر خمسين ألف روبية من حكومة دلهي كتعويض وتشير استمارة في مكتب لجنة مطالبات مكافحة أعمال الشغب في شمال شرق دلهي بتاريخ ١٦ أغسطس ٢٠٢١م، والتي تعده بمبلغ قدره ١٥٠ ألف روبية إضافية ولكن لا توجد أي تقدم بهذا الصدد حتى الآن.
أكد السيد أختر على أنه سئم وتوقف عن المحاولة حيث أخبره أحد المحامين أنه يمكنه مساعدته لكنه طلب ١٥ بالمائة مما سيحصل عليه.

فر أفراد الأسرة إلى مصطفى آباد، منطقة قريبة من منزلهم ويرجع قرار الفرار أساسًا إلى أن زوجة ابنه وسيم كانت حاملاً في ذلك الوقت وكانوا يخشون على سلامتها. أنجبت طفلة بعد يومين.
أفاد أختر بأننا ذهبنا إلى مصطفى أباد ولم نحمل أي شيء سوى ملابسنا ولقد ساعدنا المسلمون هناك في المنطقة  وعدنا إلى المنزل بعد شهر ولكن حينما رجعوا وجدوا كل شيئ دمر ونهب وتم إحراق المنزل.
نظرية الغرباء:

امتلأ صوت رام باران سينغ في منطقة شيف فيهار بالألم عندما سُئل عن تعويض قدره مئة ألف روبية حصل عليه من الحكومة. وماذا نفعل بهذا الكمية القليلة من المال؟ هل تنظر إلى أسعار الأشياء هذه الأيام؟ تم حرق متجري بشكل كامل.
قام الحشد بحرق متجر السيد سينغ وسرقوا الأشياء الموجودة فيه. وحصل السيد سينغ مثل أختر، على قرض بمبلغ سبعين ألف روبية بعد أعمال الشغب لإعادة متجره.
لكن التجارة تغيرت وكان يشتري على منتجات بقيمة مئة ألف روبية من المتاجر الكبرى ويدفع المبلغ في غضون ١٥يومًا ولكن لا يمكن له الآن دفع هذا المبلغ بسهولة. أخبر بأنه من المفروض أن يتلقى مئة ألف روبية من الحكومة ولكنه لم يحصل عليه بعد.
قال سينغ بأنه خلال أعمال الشغب احترقت حتى الملابس التي كانت معلقة في شرفته. أسرع لإنقاذ حياته. أضاف بأنه لا يوجد شخص واحد لم يحاول الاتصال بالشرطة. وصلت الشرطة أخيرًا بعد ثلاثة أو أربعة أيام فقط.
صرح السيد سينغ بأنه لم يكن هناك اضطراب طائفي قط في هذه المنطقة خلال ٢٥ عامًا ويعتقد أن المتورطين كانوا غرباء. ولكن لا يتفق الجميع مع نظرية الغرباء.

يسكن هاشم في منطقة شيف فيهار منذ ٣٥ عامًا. يدير متجرًا للأقمشة على بعد بضعة ممرات من سينغ، وخلال أعمال الشغب احترق منزله ومتجره. وفي فبراير ٢٠٢٠م، قدم شكوى بخصوص إحراق منزله ونهبه وتدنيس المسجد، حيث ذكر في شكواه أسماء ١٤ شخصًا متورطين في أعمال الشغب.
لكن الشرطة ربطت شكواه بشكوى ساكن آخر، واعتقلته على أساس لقطات تلفزيونية حيث قالت الشرطة بأنه كان يحرض الغوغاء. تم الإفراج عنه بكفالة بعد شهرين، ووصفت المحكمة اعتقاله بعبث واضح. وزعم أن الشرطة تقول إنه ليس لديها دليل ولكن يوجد لديه فيديو للأشخاص الذين كانوا متورطين في أعمال الشغب.
ويسرد إبراهيم الذي يدير متجراً للهواتف المحمولة في شيف فيهار، قصصاً عن أعمال العنف وقد فر إلى مصطفى آباد ولكن أحد أصدقائه أرسل له صوراً لمتجره مشتعلاً في رسالة نصية. وتلقى لاحقًا تعويضًا قدره ١٦٢٥٠٠ روبية من الحكومة.
وهكذا حصل رام براكاش الذي يدير متجرين مقابل متجر إبراهيم على مئة ألف روبية كتعويض بعد إشعال النار في متجره.

وقال براكاش مشيرًا إلى متجر إبراهيم إنه كانت هناك دائمًا أخوة بين الهندوس والمسلمين في المنطقة. وأكد هو مثل الآخرين على أنه حاول مرارا الاتصال بالشرطة بينما أحرق الغوغاء متاجره ولكن لم يجب أحد.

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابهاوليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع
المصدر:
نيوزلاندري

Take Me Top