RIOTS /الصفحة الرئيسية

وجدنا رجل أخي فقط كجثته: آثار هجمات العصابات الوحشية في دلهي على المسلمين

كان يرجع السيد عمران خان إلى منزله بعد بيع الملابس في شوارع مدينة نيودلهي عندما أوقفه حشد من الرجال وسألوه عن اسمه. بمجرد أنه نطق إسمه عمران - وهو اسم المسلمين - بدأ أكثر من عشرة رجال يضربونه بقضبان حديدية ومطارق وهراوات.

استيقظ السيد خان بعد ساعتين عند القمامة بالقرب من حي شيف فيهار الذي تقطنه أغلبية هندوسية.

أخبر خان لصحيفة وائس وهو جالس على سريره في المستشفى وذلك بعد ثلاثة أيام من هذا الحادث بأن المهاجمين قاموا بربط حبل حول رقبته واعتقدوا أنه ميت.

اندلعت المذابح الهندوسية اليمينية ضد المسلمين في نيودلهي، عاصمة الهند بتارريخ ٢٣ فبراير٢٠٢٠، بعد شهور من التوتر والاحتجاجات على سياستين مناهضتين للمسلمين تدعمهما الحكومة الهندية. تجدر الإشارة إلى أن الهند لديها تاريخ طويل من التوترات بين المسلمين والهندوس ولكن ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تغرسها الحكومة القومية الهندوسية برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بلغت إى آفاق جديدة.

بدأت الهجمات في دلهي بعد أن طلب عضو في حزب بهارتيا جانتا الحاكم من الشرطة إخلاء مواقع الاحتجاج في منطقة شمال شرق دلهي وكان آلاف المسلمين، ومعظمهم من النساء، يقومون بتنظيم احتجاجات ضد قانون تعديل المواطنة والسجل الوطني للمواطنين حيث يمنح قانون المواطنة الجنسية لغير المسلمين من أفغانستان وبنغلاديش وباكستان. وسجل المواطنين هو قيد التنفيذ في ولاية آسام ويمكن أن يتم تنفيذه قريبًا على المستوى الوطني ويتطلب من جميع الهنود إثبات جنسيتهم. الجدير ذكره بأنه تم تجريد المسلمين بشكل غير متناسب من حقوق المواطنة من خلال برنامج سجل المواطنين في ولاية آسام الهندية.

تجمع حشد كبير من الهندوس على الشوارع بعد ساعة فقط من طلب بإخلاء المتظاهرين، في المناطق المجاورة بموقع الاحتجاج بما فيها منطقة شيف فيهار. استمرت الهجومات خلال الأيام الأربعة حيث يضرب المهاجمون الناس وهم يغطون وجوههم بأقنعة ويحرقون المنازل والمتاجر والمدارس والمساجد. حاول بعض المسلمين المقاومة ضد مهاجمتهم.


قُتل ما لا يقل عن ٥٢ شخصًا على مدى أربعة أيام بمن فيهم المسلمين والعديد من الهندوس، وأصاب أكثر من ٣٥٠ شخصًا بجروح.

تعرض السيد خان للهجوم بتاريخ ٢٤ فبراير ولكن أسرته لم تتمكن من نقله إلى المستشفى حيث كانت الحشود لا تزال تجوب شوارع الحي وتهدد الناس وتحرق المنازل. وأخيرا تم نقله إلى مستشفى الهند بتاريخ ٢٧ فبراير. وتم تشخيصه بإصابة ارتجاج في المخ وكسور في الجمجمة، كما أصيب بجروح عميقة في رأسه وجسمه.

أفاد الدكتور احتشام أنور، الذي قام بافتتاح المستشفى قبل عامين كعيادة طبية، بأن أكثر من ٦٠٠ شخص جاءوا إلى المستشفى مصابين بجروح في غضون أربعة أيام. أكد على أنه لم يكن هناك أي توقع بحدوث مثل هذه المذبحة هنا ونحن نعيش في العاصمة.

أخبر طبيب يوم الجمعة بأ ن جروح السيد خان لا تندمل  وأنه بحاجة إلى نقله إلى مستشفى آخر مع المزيد من المرافق.

وأطلقوا عليه ثلاث رصاصات ثم ألقوه داخل النار

بعد يومين من بدء الهجمات كان المستشفى مكتظًا بالمصابين. وكانت الشرطة تمنع سيارات الإسعاف من الدخول. اتصل الدكتور أنور بكل شخص يعرفه في قسم الصحة ولكنه لم يحصل على أي مساعدة.

طالب النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي الحكومة بالتحرك ضد منع الشرطة للمرضى من وصول المستشفى وبعد حوالي أربع ساعات، أصدرت محكمة محلية أمرًا طارئًا موجهًا للشرطة للضمان على المرور الآمن للضحايا المصابين إلى أقرب المستشفيات الحكومية المتاحة.

انتهى العنف أخيرًا بتاريخ ٢٧ فبراير. وكانت ما لا يقل عن اثنتي عشرة أسرة لا تزال تنتظر خارج مشرحة مستشفى جورو تيج بهادور ومن بينهم عائلة أنور قصار البالغ من العمر٥٨ عاما الذي قُتل في أعمال الشغب في منطقة شيف فيهار. تبكى السيدة غلشن ابنة قصار البالغة من العمر٢٧ عامًا وزوجها الأعمى وشقيقه سليم حيث يقدمون التعازي بعضهما البعض خارج المشرحة.

إنهم مرعوبون عندما تحدث مثل هذه المأساة، نفقد الثقة في الإنسانية

أخبر السيد سليم بأن الغوغاء تجمع خارج بيته وسحبوا أخيه ثم دمروا كل شيء داخل المنزل ثم أضرموا النيران. أضاف سليم بأنه رأى كل ذلك يحدث من منزل جار هندوسي حيث كان يختبئ هو وعائلته. لقد أحرقوا منزله أيضًا وأطلقوا عليه ثلاث رصاصات. ثم ألقوه داخل النار. كان يشاهد كل شيء من خلال النافذة لكني لم يستطع فعل أي شيء.
يصرح سليم بأنه وجد قدم أخيه فقط وينتظر هنا ليأخذ ذلك القدم كجسده.

 

ساعد جار سليم الهندوسي على الهروب في وقت متأخر من الليل من خلال وضع شريط قرمزي على جبهته ولف قطعة قماش بلون الزعفران والذي يستخدمه القوميون الهندوس بشكل أساسي. أفاد سليم بأنه سار مع أهله بسرعة حتى وصل إلى منطقة مع أغلبية مسلمة.

أكد الدكتور أنور على أنه بينما تعافى بعض الجرحى ولكن أصيب كل مريض وعائلته بصدمة نفسية. وشدد على أن هذه الجروح لا تندمل بسرعة.

صرح الدكتور أنور إن المسلمين يخشون الآن عندما يرون أي مظهر من مظاهر القومية الهندوسية من زي وشعارات مثل جاي شري رام (يحيى الإله راما الهندوسي)، وإنهم مرعوبون عندما تحدث مثل هذه المأساة، نفقد الثقة في الإنسانية.

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابهاوليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

المصدر: وائس نيوز

 

Take Me Top