POLICIES /الصفحة الرئيسية
ناشدت جمعية علماء الهند بولاية كارناتاكا المسلمين الهنود بعدم الالتفات إلى الرسائل التي تدعو إلى مقاطعة التجار غير المسلمين خلال شهر رمضان.
تحتل هذه المناشدة أهمية كبيرة حيث جاءت في وقت قامت فيه مجموعات الهندوتفا بفرض حظر فعال على التجار المسلمين من المشاركة في مهرجانات المعابد حيث تعتبر هذه المهرجانات من أبرز أحداث لجذب الآلاف من الزبائن وزيادة التجارة.
تعد جمعية علماء الهند منظمة دينية تمتد عمرها إلى قرن من الزمان وهي أكبر هيئة إسلامية في الهند. قامت بإصدار تعميمها بعنوان "نداء لجميع الإخوة والأخوات المسلمين" والذي صدر بتاريخ ٢٦ مارس ٢٠٢٢م حيث وقع عليه كل من الأستاذ افتخار أحمد القاسمي، رئيس الجمعية في ولاية كارناتاكا والأستاذ شمس الدين باجالي القاسمي، الأمين العام للجمعية في الولاية. قام الصحفي محمد زبير بنشر هذا التعميم الذي صدر باللغات الكاننادية والأردية والإنجليزية، على وسائل التواصل الاجتماعي بتاريخ ٣١ مارس ٢٠٢٢م.
أشارت الجمعية في بيانها إلى أن هناك دعوة على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب المسلمين بالشراء من التجار المسلمين فقط في شهر رمضان، ويبدو أن هذه الدعوة في رد فعل من المسلمين على قرار مقاطعة التجار المسلمين في المعابد. ويؤكد البيان على أن المسلمين أن يجب أن يظلوا يقظين وأن يلاحظوا بأن هذه الدعوات للمقاطعة لا تعكس مشاعر المسلمين الشعبية.
أضاف البيان بأن الرسائل لم تصدرها أي منظمة إسلامية أو زعيم ديني ولا تعكس المشاعر الشعبية للمجتمع المسلم. ويشدد على أن هذه الأنواع من الرسائل الخبيثة ليست جزءًا من ثقافتنا وديننا، ولا يمكن أن يقوم بإصدارها أو يروج لها أي مسلم عاقل.
يذكر البيان بأن دعوات مقاطعة التجار غير المسلمين خلال شهر رمضان ربما لم تنشأ من الأوساط الإسلامية ولكنها قد تكون جزءًا من مؤامرة الأوغاد. نشر موقع Alt News لتحقق الحقائق عدة تقارير ثبتت أن نشطاء الهندوتفا بأسماء المسلمين أصدروا تغريدات مثيرة للجدل أو محتويات تنشر الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك ليبدو أن المسلمين يقومون بتنفيذ أجندة معادية للهندوس.
ذكر البيان بأننا نحن على علم بانتشار الأخبار الكاذبة بشكل كبير وقام عدد قليل من العناصر المعادية للمجتمع الذين يتظاهرون بأنهم مسلمون على وسائل التواصل الاجتماعي بمثل هذه الأعمال الشنيعة المتمثلة في إرسال رسائل باسم المسلمين والتي تهدف إلى تعكير جو السلام والوئام بين المواطنين.
كما دعا البيان المسلمين إلى هزيمة مثل هذه الأجندة الخبيثة التي تروج الكراهية واحترام الناس من جميع الأديان والضمان على عدم إلحاق أي ضرر بأي شخص.
وطلب من المسلمين التعامل مع الجميع بحسن الخلق وعدم التفريق بين المسلمين وغير المسلمين حيث هذه هي تعاليم الإسلام ويجب أن يتم حماية حقوق الجيران وفقًا لتعاليم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي الختام ناشد البيان المسلمين عدم الانصياع للأجندة الطائفية والتمييز بين الناس على أساس الدين. وحذر بشكل متكرر من تورط في نشر المعلومات المثيرة للاستفزاز من أي نوع.
ذكر البيان في نهايته بأننا نحن كمواطنين مسؤولين نحتاج إلى التحقق من صحة أي / جميع الرسائل قبل نشرها وكذلك تجنب نشر الرسائل الاستفزازية التي يتم تداولها على الواتساب ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى.
وبجانب آخر، تزايدت الضغوط على حكومة ولاية كارناتاكا من المشرعين وأعضاء المجلس التشريعي ومن رجال الأعمال للحد من التصعيد الذي يتعرض له المسلمون من خلال المقاطعة الاقتصادية.
وصف عضو المجلس التشريعي السيد إيه إيتش فيشواناث وعضو الجمعية التشريعية السيد أنيل بيناكي بولاية كارناتاكا قرار فرض حظر على التجار المسلمين بأنه جنون وانتهاك لحق المساواة.
طلبت رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة Biocon Limited السيدة كيران مازومدار شاو من رئيس وزراء ولاية كارناتاكا باسافاراج بوماي بحل مشكلة الانقسام الديني والطائفي المتزايد في الولاية، وذلك في إشارة إلى قرار منع التجار المسلمين من المشاركة في مهرجانات المعابد.
رداً على ذلك، دعا السيد بوماي جميع شرائح المجتمع إلى مراعاة ضبط النفس قبل إثارة القضايا الاجتماعية أمام الجمهور حيث يمكن حلها من خلال المناقشات.
يجدر بالذكر بأن وزير القانون بولاية كارناتاكا السيد جيه سي مادوسوامي أخبر المجلس التشريعي للولاية في وقت سابق بأنه لا يُسمح للتجار غير الهندوس بممارسة الأعمال التجارية داخل وحول مباني المعابد الهندوسية.
الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع.
المصدر: دى وائر