جايبور: كان يهدف المعرض الذي استمر لخمسة أيام والذي نظمته مؤسسة الروحية والخدمات الهندوسية (HSSF) على الورق إلى الشرح الفلسفي والتوضيح العملي لكيفية توفير الروحانية الهندوسية ونمط الحياة الهندوسي التقليدي وحلولا للتحديات المعاصرة بما فيها تحديات الأسرة والقيم الإنسانية وشرف المرأة وحب الوطن والبيئة والتلوث.

ولكن إذا نمعن النظر في بعض الحلول التي قدمها المعرض يبدو أن الحدث كان بمثابة منصة لمنظمات الهندوتفا لمشاركة وجهات نظرهم السامة مع الحضور بمن فيهم عدد كبير من الطلاب من المدارس الحكومية المحلية والذين كان الحضور بالنسبة لهم إلزاميًا.

أخبر راتان سينغ، مسؤول التعليم بالمنطقة صحيفة دي وائر بأن الأوامر صدرت للمدارس الحكومية بإحضار طلابها حتى يتمكن الطلاب من التعرف على ثقافتنا الهندوسية الغنية. ماذا يمكن أن يكون الدافع أكثر من ذلك؟  
تصف مؤسسة الروحية والخدمات الهندوسية ومقرها مدينة تشيناي بولاية غجرات بأنها منظمة مستقلة. ولكن في الواقع إنها مرتبطة بمنظمة آر أيس أيس الهندوسية المتطرفة حيث زعماء آر أيس أيس وحزب بهارتيا جاناتا يقودون أنشطة المؤسسة في أجزاء مختلفة من البلاد، على الرغم من أن معظم الهندوس الذين يحضرون المعارض يعتقدون بأنه حدث ديني وليس حدثًا له أجندة سياسية.

أفاد جونوانت سينغ كوثاري، عضو منظمة آر أيس أيس والمنسق الوطني لمؤسسة الروحية والخدمات الهندوسية بأن المؤسسة توفر منصة للمنظمات العاملة مع منظمة سيوار بهارتي، فرع منظمة آر أيس أيس لنقل الخدمات إلى المجتمع. وإن أيديولوجيتها هي نفسها التي تتبعها آر أيس أيس ولكن الاثنين غير مرتبطين.

دليل جهاد الحب:
تقوم منظمة بجرنغ دل بتوزيع كتيبات ودليل عن جهاد الحب بشكل علني لكل امرأة مشاركة في المعرض. عندما ترفض إحدى الطالبات قبول هذه الكتيبات واصفا إياها بهراء، يتمتم المنسق شوثمال جوبتا بأن هؤلاء الشباب لا يستمعون إلى نصائحنا هذه الأيام.

بطاقة الأسعار المدفوعة للرجال المسلمين من أجل إنجاز وتحويل امرأة هندوسية. تم الكشف عن هذه البطاقة كونها زائفة

صورة الممثلة الهندية كارينا كابور تستخدم في كتيب "بجرنغ دل" عن جهاد الحب

توزيع دليل عن حب الجهاد

وأضاف بأن السبب وراء استخدام الممثلة كارينا كابور خان كمثال في الكتيب لكي يفهم هؤلاء الأطفال الذين يشيدون الممثلين المسلمين ونجوم السينما أن جهاد الحب هو فخ.

ينص الدليل على أن ظاهرة التحول هو ممارسة تعود إلى ألف عام في الإسلام ويوضح الطرق بشكل مفصل والتي يُفترض أن الرجال المسلمين يغرون بها النساء الهندوسيات بما فيها الصداقة في المدرسة وركوب الدراجة وزيارة المطاعم والدردشة على الهاتف المحمول ومخاطبة والديهم مع الاحترام والابتزاز بالصور البذيئة. كما ينص على العلاجات والاحتياطات للأسرة الهندوسية المتضررة من خلال الاطلاع على ممتلكات الأنثى بشكل منتظم، وتفاصيل المكالمات والرسائل النصية وحذر الشاب المسلم إذا تم العثور عليه مع فتاة هندوسية ووصف المسلمين بأنهم مثيرون للاشمئزاز وإرهابيين وخائنين ويدعمون باكستان وذلك أمام الإناث في المنزل.

يدعي الدليل أيضًا أن الرجال المسلمين يحصلون على أجور وفقًا لبطاقة أسعار لإنجاز وتحويل النساء الهندوسات. صرح جوبتا لصحيفة دى وائر بأن مقابل كل تحول، يتقاضى الرجال المسلمون رواتبهم. ومن المفارقات أنه إذا تم تحويل امرأة مسلمة للزواج من رجل هندوسي، فإن الدليل يشجع أسرته على قبول الزواج. إذا أرادت امرأة هندوسية الزواج من رجل مسلم، يُطلب من الأسرة أن تطلب من الرجل التحول إلى الهندوسية.

 وبالمناسبة تم الكشف عن بطاقة الأسعار التي نشرها بشكل بارز محرر قناة تائمز ناو الهندية راهول شيفشانكار في شهر يونيو العام الماضي على أنها أخبار مزيفة من قِبل موقع آلت نيوز الهندية. وتم الكشف عن ظاهرة جهاد الحب نفسها من قبل صحيفة كوبرا بوست عام ٢٠١٥م بأنها جزء من حملة ملفقة من قبل حزب بهاراتيا جاناتا ومنظمة آر إيس إيس في ولاية أترا براديش لحشد الدعم وتحقيق مكاسب سياسية.

حملة بإسم الحفاظ على البقرة كحيوان وطني:
طالبت جبهة الحفاظ الهندية على البقرة في المعرض بعقوبة الإعدام للذين يقتلون الأبقار وهي غير راضٍ عن الحظر الذي فرضته الحكومة الهندية برئاسة ناريندرا مودي على تجارة الماشية للذبح، القرار الذي أوقفته المحكمة العليا حاليًا.
أكد السيد تارا تشاند كوثاري، مسؤول الجبهة على أن فرض الحظر على ذبح البقرات هي مجرد على الورق، مضيفا بأننا نريد أن يتم إعلان البقرة كحيوان وطني.

تلقي الكتيبات الصادرة عن بجرنغ دل باللوم على حزب الكونغرس وأحزاب المعارضة الأخرى لعدم فرض حظر على ذبح الأبقار.

أفاد السيد مول تشاند، المتحدث في المعرض، وهو كان يلقى خطابه أمام الطلاب من مختلف المدارس الحكومية حول حماية الأبقار، بأن الماعز والجاموس يتم الاحتفاظ بها في المنازل للحصول على الحليب ولكن لا يمكن أن نطلق عليها اسم الأم، فقط البقرة هي أمنا.

نشر نظرية نباتية:
ناشد الزعيم الروحي جاي غرو ديف في مدينة أجين بأنه يجب على الناس أن يصبحوا نباتيين إذا كانوا يريدون أن يجعلوا مستقبل أطفالهم أكثر إشراقًا وحفظ شرف المرأة والحصول على مناعة من الأمراض وحتى البقاء على قيد الحياة.
طُلب من الأطفال في المعرض أيضًا بناءً على المنطق الهندوسي الحفاظ على الغابات والحياة البرية لأن الحياة البرية قد خدمت الآلهة والإلهات الهندوسية وبالتالي يجب الحفاظ عليها.

في برنامج يهدف إلى تعزيز الحفاظ على البيئة، أُجبر الأطفال على المشاركة في عبادة شجرة تولسي ولم يكن معظمهم متأكدين تمامًا من سبب قيامهم بذلك.

معبد الإله راما كرمز للقومية:
قامت منظمة الهندوس العالمية بربط النزاع بين معبد راما والمسجد البابري بمشاعر ملايين من الهندوس، حيث كررت المنظمة في المعرض طلبها لبناء معبد راما في مدينة أيوديا بولاية أترابراديش. وطلب الكتيب الذي وزعوه من الناس أن يضعوا في اعتبارهم الفائدة الأكبر للهندوس أثناء التصويت.

قال البروفيسور راجيف جوبتا، أستاذ علم الاجتماع السابق في جامعة راجستان في حديثه مع صحيفة دى وائر إن مثل هذه الأحداث ليست تلقائية حيث أجبر الطلاب على حضورها. وتحاول منظمة آر إيس إيس دائمًا إخفاء ارتباطها بهذه المنظمات والأحداث الهندوسية حتى عندما تكون تابعة لها .

قامت مؤسسة الروحية والخدمات الهندوسية بالمشاركة مؤخرًا مع حكومة راجستهان لتنظيم حفل ضخم لـفاندى ماترم، الحفل الهندوسي المعارض لتعليمات الإسلام حيث تم تكليف جميع الطلاب المشاركين في مبادرة الخدمة الوطنية بالمشاركة في هذا الحدث. على الرغم من أن الهدف كان تعزيز القومية وحب الوطن، إلا أن العلم الهندي الذي تم رفعه في الحدث لم تحتوي على شعارأشوك تشاكرا في العلم.

١٢ أمة هى صحافة مدافعة، وهى مبادرة غير هادفة للربح، تجلب أحوال المسلمين الهنود فى لغتكم الأم. الرجاء لزيارة صفحات الموقع لاطلاع على الفظائع المعادية للمسلمين فى ظل أيدولوجية هندوتفا. الرجاء لمراسلة اخبارنا ومقالاتنا بين أصدقاءكم و احباءكم، نكون شاكرا لكم، جزاكم الله خيرا

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع.

المصدر: دى وائر