TRENDS /الصفحة الرئيسية
يُفيد مؤشر حرية الصحافة، الذي أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود" بأن مرتبطة الهند في حرية الصحافة اصبحت الآن سيئةً للغاية كما أنها تتبع البلدان الاستبدادية مثل أوغندا ورواندا وكازاخستان وأوزبكستان ونيجيريا. وحتى الدول التي يحكم عليها الشيوخ والملوك مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن تعامل الصحفيين بشكل أفضل، وفقًا لهذا التقرير.
بعد صدور تقرير منظمة " مراسلون بلا حدود" في 3 مايو، تواصلتُ مع العديد من الصحفيين الهنود البارزين لطلب ردهم، وما قالوه لي يشير إلى أن الواقع الأرضي أكثر كآبة مما يقترحه تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود".
النشطاء والكُتاب والباحثون في علوم متنوعة، تظل حريتهم الشخصية تحت رحمة القضاء، وِفقاً لصحيفة دي وائير…
قال رافيش كومار، أحد أشهر الصحفيين في الهند: "تصنيف الهند في التقرير لا يقدم سوى فهم محدود للوضع". وإذا قمت بتحليل محتوى وسائل الإعلام الإخبارية المؤيدة لمودي، فستجد أنه لا يوجد فرق بين مقدمو راديو رواندا [الذين دافعوا عن الإبادة الجماعية] ومذيعي الأخبار من "غودي ميديا". وليلا ونهارا تضفي هذه الوسائط الإعلامية الشرعية على سرد الإبادة الجماعية، التي تستهدف المسلمين ".
و"غودي ميديا" هو مصطلح أصبح شائعًا في السنوات الأخيرة كوصف الصحافة والأعلام الذين يؤيدون لمودي بشكلٍ كأنهم يمثّلون الحكومة بدلًا من الجماهير.
وقال أبهيسار شرما، المذيع التلفزيوني الشهير والصحفي المستقل الذي يحصد 1.6 مليون من متابعين على تويتر: "إن وسائل الإعلام الإخبارية التلفزيونية الهندية تنشر الفوضى بوقاحة من خلال البرامج الاستفزازية التي تحد من الترويج لأعمال الشغب.
وقال شرما: "الصحفيون الحقيقيون يتعرضون للتهديد بقضايا ضريبة الدخل والمداهمات، أو ملاحظات من إدارة التنفيذ، في حين أن النسخة الهندية من إذاعة رواندا التي يحد سلوكها من الإجرام تنشر أكاذيب وقحة". واستشهد بقناتين إخباريتين تلفزيونيتين ألقتا باللوم على المسلمين في أعمال العنف الطائفي في ولاية راجاستان، وأدانوا حكومة الولاية لفشلها في اتخاذ إجراءات ضدهم.
وقال سليل تريباثي، الرئيس السابق للجنة " The Writers in Prison Committee (WiPC) of PEN International (لجنة كُتّاب في السجون…) إن الهند اليوم "تضم صناعة اذاعة غير مسؤولة وهي مشجعة للحكومة، والمحررون في العديد من المنشورات غير الراغبين في طرح أسئلة صعبة، ومذيعي الأخبار الذين يطالبون بإجابات من المعارضة عن الإخفاقات الحكومية ووسيلة إعلام عبر الإنترنت نشطة ومستقلة ومليئة بالحيوية تسعي إلى إبقاء الشرارة مشتعلة ".
وقالت عارفة خانم شيرواني، الصحفية الحائزة على جوائز في صحيفة دي وائير: "إن الهند تعيش في حالة طوارئ غير معلنة في ظل حكم السيد مودي. واضافت قائلة "لقد تحولت غالبية وسائل الإعلام إلى الجانب المظلم وأصبحت امتدادًا لآلية الدعاية الحكومية. يتعرض الصحفيون القلائل الذين ما زالوا يقومون بعملهم للترهيب والتهديد بقضايا جنائية كاذبة. " و
"الاعتداء الشامل" الذي تشنه الحكومة يضعهم في قصة إخبارية أو تغريدة على تويتر بعيدا عن السجن. والعام الماضي كشفت صحيفة دي وائير عن كيفية استخدام المراقبة الداخلية مثل بيغاسس Pegasus ضد الصحفيين.
وأضافت شيرواني، وهي تحصد مليون من متابعين على تويتر، قائلة إنه "لا يمكن أن تكون هناك دولة حرة بدون إعلام حر"، أن "الخطر على حرية الإعلام يشكل خطراً على ديمقراطية الهند". وقد تحول الصحفيون الآن إلى أعداء للدولة. "بالنسبة لشخص مثلي ينحدر من هوية دينية لا تحظى بشعبية في الهند اليوم، يصبح القيام بعملي أكثر صعوبة. وكوني صحفية مسلمة يجعلني هدفًا للغوغاء الذين ينتمون إلى الأغلبية حيث اتعرض للمضايقات والتهديدات بالاغتصاب والقتل عبر الانترنيت يوميا.
وقالت سيما آزاد، الناشطة والصحفية من مدينة إله أباد التي سُجنت في وقت سابق لأكثر من عامين بتهمة الإرهاب لمجرد الكتابة: "إن انتقادات الحكومة غابت من وسائل الإعلام الإخبارية الرئيسية". وقالت: "بدأ هذا الاتجاه مع الحكومة السابقة، عندما هدد وزير الداخلية السابق بي. تشيدامبارام الصحفيين علانية، مما أدى إلى اعتقال 200 صحفي، بمن فيهم أنا".
وقال شيام ميرا سينغ، الصحفي المستقل المتهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب لمجرد التغريد، إن الهند تمارس "معايير مزدوجة" على حرية الصحافة. وأضاف قائلا "أحد أقسام الصحافة حر في استهداف ملايين المسلمين دون عقاب، يصف المسلمين بالإرهابيين والجهاديين على شاشات التلفزيون في برامج متنوعة ويثير الكراهية ضد المسلمين" وأما القسم الآخر من الصحافة فيملك الوصول المحدد ولا يبلغ إلى المشاهدين والمتابعين إلا عبر مواقع الويب المستقلة ويوتيوب. وإذا وجهت هذه المنصات الإخبارية أبسط الانتقادات، فإنها تُرفع اليها تهم الإرهاب. "
كما أخبر سينغ بأنه كتب ذات مرة "رئيس الوزراء الوقح" على حسابه الشخصي على فيسبوك ينتقد إدارة مودي المعيبة في كوفيد. "لهذه الكلمات الثلاث، تم فصلي من وظيفتي من آج تاك [شبكة إخبارية تلفزيونية رائدة.] في العام الماضي، وقمتُ بتغريد ثلاث كلمات عن العنف ضد المسلمين في تريبورا: «تريبورا تحترق». فوجهت شرطة تريبورا اتهامات إلي بموجب قانون (منع) الأنشطة غير المشروعة القاسية " كما أخبر سينغ.
وقال سينغ ان العديد من الصحفيين يتأملون في إمكانية حدوث "عواقب شخصية وقانونية خطيرة" قبل التحدث أو التغريد.
وقال رقيب نايك، الصحفي الكشميري المقيم في الولايات المتحدة وتنشر مقالاته على صحيفة الجزيرة، إن الديمقراطية الهندية بلغت على وشك "الانهيار" وحرية الصحافة "على جهاز التنفس الصناعي" مع تصاعد الحملة ضد الصحفيين كل يوم. وقال نايك إن "التهديد لحرية الصحافة يأتي أيضًا من الجهات الفاعلة غير الحكومية اليمينية الهندوسية (الهند وخارجها) التي تستخدم بنشاط العنف والترهيب والمضايقات عبر الإنترنت والدعوى القضائية والتهديد بالقتل والاغتصاب لتهدئة حرية التعبير من خلال إجبار الصحفيين على الرقابة الذاتية"، وأضاف قائلًا بأن ما فعلته الهند مع حرية الصحافة في كشمير هي "مأساة تمامًا".
وقال نايك منذ أغسطس 2019، عندما تم إنهاء الوضع الدستوري الخاص لكشمير، تخطط الحكومة لتفكيك مؤسسة الصحافة بأكملها. وتهدف اعتقالات الصحفيين الكشميريين إلى إرسال رسالة أوسع إلى الأخوة الصحفية الشاملة إما أن تلتزم حدك أو تكن مستعدًا لقضاء بقية حياتك في السجون."
الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع.
المصدر: أمريكن كهاني