23أبريل، صباحًا الساعة 6، طاهرة البالغة من العمر 25 عامًا من قرية شيخ بور في مدينة فيروزبور، خرجت من بيتها لحلب جاموس، فجأة رأت رجالًا 8-7 قادمين إليها وهم يحملون مسدسات في أيديهم.

فهي دهشت منهم واسقطت العلبة الفولاذية الفارغة بالخوف فركضت نحو منزلها وأغلقت البوابة القديمة واستيقظت أم زوجها مبينة البالغة من العمر 61 عامًا، على إثر صرخاتها المروعة، بدء الرجال يدقّون البوابة وكانوا يهددونهن وأجبروهن على فتح البوابة.

وأخبرت مبينة "فتشوا الغرفة والمطبخ وكانوا يشتمون ابنتي وزوجة ابني. ثم قفزوا فوق الحائط في نهاية منزلنا، واحدهم أطلق 2-3 طلقات في الهواء".

واضافت مبينة قائلة كنت أحتسبهم من الشرطة ولكن لاحقًا لاحظت أنهم كانوا يرتدون النعل وأن أحدهم كان لديه مالا كبيرة (قلادة دينية) حول رقبته. لقد رأيت الشرطة من قبل، وأعرف جيّدا بأنها ليست الطريقة التي يرتد بها رجال الشرطة ملابسهم".

ترهيب القرويين بإطلاق النار وضربهم
عندما زارت قناة "دي كوينت" قرية شيخ بور بعد أيام من الحادث، وتحدث العديد من السكان وشهود العيان عن الحادث فأخبروا بأنهم كانوا حوالي 20-25 رجلًا لابسين ملابسا مدنية عادية وكانوا حاملين مسدسات ولديهم أربع سيارات، واحدة  اسكاربيو، وثلاث من بوليروس. وكشف تحقيق أجرته قناة "دي كوينت"  The Quint أن اسكاربيو مسجل باسم Development Panchayat of Haryana (تنمية بانشيات هاريانا) وكما أخبر السكان بأن السيارات الثلاث الأخرى كانت بدون لوحة أرقام.
 
وقال محمد شوقين (38 عامًا) في حديثه إلى صحيفة "دي كوينت" وهو يعمل بأجر يومي ومنزله يقع في نفس الممر يقع فيه منزل طاهرة: عندما سمعت صوة إطلاق النار، فأخذت عصا بيدي وركضت إلى الخارج فرأيت 3-4 سيارات واقفات وحوالي 4-5 رجال يجرّون صاحبَ إلى إحدى السيارات وأسرعوا".

وكما أخبر شوقين بأن صاحب حسين 26 عامًا ذهب إلى المزرعة صباحًا، وعندما رأى حُرّاس البقر ففرَّ خائفاً بأنهم كانوا حاملين مسدسات في أيديهم فأطلقوا رصاصتين في الهواء وسقط حسين على الأرض فتعدوا عليه وهاجم أحد منهم عليه بمقبض مسدس.
 
وأضاف شوقين قائلا "من قبل أثاروا توترات طائفية في مدينة ميوات وزرعوا الخوف والرعب في قلوب الناس".
وقال رجل بالغ من العمر 65 عامًا من المنطقة، متحدثًا شريطة عدم الكشف عن هويته "أنا وابني الأكبر كنا نعمل في الحديقة فرأيناهم يجرون صاحب حسين، فتقدم ابني إليهم وطلب منهم عدم ضربه ولكن هدّدوا إبني قائلين _إن لم تبق بعيدا نضربك_ فلم نتمكن من فعل أي شيء لإيقافهم لأنهم كانوا 20-25 رجلاً وكان لديهم مسدسات، فأخذوا معهم صاحب حسين".

وأخبرت مبينة بأن أخته التي تعيش قريبًا من مكان توقفت فيه السيارات الأربع، سعت لمنع حراس البقر من أخذ حسين، لكن يُزعم أنها أصيبت بمقبض مسدس على صدرها.

رقم الدين كان يعود من متجر ألبان بعد اشتراء الحليب فعندما رأى حُراس البقر، بدأ يصور الحادث، ولكن عندما
اكتشفوا بأنني كنت أصور الحادث، اختطف أحد الرجال على هاتفي وحطمه مرتين بحجر كبير. كنت خائفا جدّا فلم أجرؤ على قول أي كلمة لأنني كنت على اليقين، إن خرجت كلمة من فمه لتعرضت لضربهم القاسي ويزعم بأنهم كانوا يهتفون شعارات يحي إله رام (جاي شري رام).

يقول رقم الدين: " اختطف أحد الرجال على هاتفي وحطمه مرتين بحجر كبير"

Photo: Arbab Ali/The Quint)

"مطلق النار في الجامعة المليه الإسلامية" نشر مقاطع فيديو لحُرّاس البقر من مدينة ميوات

مرة أخري، احتلّ نفس مؤيد الهندوتفا الذي أطلق النار على الطلاب المتظاهرين في الجامعة الملية الإسلامية خلال الاحتجاجات المناهضة لـ " قانون تعديل المواطنة" في عام 2020، عناوين الأخبار عندما تداول اثنان من مقاطع فيديو على تواصل الاجتماعي، ونشرهما على حساب انستغرام الخاص به، ويظهر مقطع الفيديو الأول شخصًا من حركة "غاو ركشا دل" من شارع ميوات بولاية هريانا، يوجّه مسدس نحو النساء والأطفال.

وأما المقطع الثاني يظهر أربعة رجال يجرون شابّا نحو سيارة بيضاء -اسكاربيو- ويحملونه في السيارة بقوةٍ وفي لوحتها كانت مكتوبة أرقام HR 70 D 4177، وكان عنوان فيديو "نقل مهرّب بقر" وتم حذف الحساب، الذي كان يحصد حوالي 13000 شخص، لاحقًا، وتم إنشاء حساب جديد بدلاً منه. ولم تتمكن قناة "كوينت" Quint من التحقق بشكل مستقل مما إذا كانت مقاطع الفيديو قد تم تصويرها بواسطة مطلق النار في الجامعة.

تم تسجيل المحضر ضد أشخاص مجهولين بعد تتداول مقاطع الفيديو
يوم 27 أبريل تم تسجيل المحضر بناءً على شكوى رفعه آ ايس آي رَويكنت ضد " ثلاثة إلى أربعة أشخاص مجهولي الهوية بموجب الأقسام التالية من قانون العقوبات الهندي، 1860:
• 286 (السلوك المهمل فيما يتعلق بالنار أو المواد القابلة للاحتراق) ،
• 294 (أعمال وأغاني فاحشة)،
• 323 (عقوبة الإيذاء الطوعي)،
• 342 (عقوبة الحبس التعسفي) و
• 506 (عقوبة الترهيب الجنائي)
والأقسام التالية من قانون الأسلحة لعام 1959:
• 25 (حيازة أسلحة محظورة أو ذخائر محظورة)،
• 54 (تجديد التراخيص)
• 59 (لا يجوز لأي شخص تقصير فوهة سلاح ناري أو تحويل سلاح ناري مقلد إلى سلاح ناري)

لشرطة تعتقل الرجل المختطف بتهمة تهريب الأبقار
في مساء يوم 23 أبريل، حجزت الشرطة نوح حسين بموجب المادتين 13 (1) و13 (3) من قانون هاريانا غوفانش سانراكشان وغاوسمفاردان لعام 2015 لحماية بقر واعتقلته بتهمة تهريب الأبقار.

واتصلت صحيفة "دي كوينت" ساتيش فارش، نائب مدير الشرطة، في مدينة فيروز بور، فقال في حديثه عن هوية الرجال الذين اختطفوا حسين من شيخ بور، قال: "لم يكونوا رجال شرطة". وأكد فارش نائب مدير الشرطة أنه تم إرسال حسين إلى الحجز القضائي لمدة 14 يومًا.

وعندما استفسرت الصحيفة عن الظروف التي اعتقل فيها حسين، قال فارش: "لا نعرف كيف تم إحضار هذا الرجل إلى حجز الشرطة وإلى أي مركز شرطة". ولكن عندما سأله المراسل من الصحيفة عن استخدام سيارة اسكاربيو المسجل بإسم الحكومة لاختطاف حسين؟ قطع نائب مدير الشرطة مكالمة، ولم يجب شيئا.
 

تورط الشرطة زوراً
زعمت أسرة حسين أن الشرطة تورطته زوراً.
وقال عرفان شقيق حسين (38 عاما) الذي يعمل في متجرة الألبان: "أخي مشلول من الجانب الأيمن من جسده. لأنه تعرض للصعق بالكهرباء منذ بضع سنوات وهو كان يكسب رزقه كعمال، إنه ليس مهرب أبقار، إنهم يكذبون ".

.
(Photo: Arbab Ali/The Quint)

وانهارت زوجة حسين، تسليمة (24 عامًا)، أثناء حديثها إلى صحيفة "دي كوينت" The Quint، "لم يرتكب أي خطأ من قبل، ليس لديهم أي دليل، ومن يهتمّ بأولادي الآن بعد أن أرسلوا زوجي إلى السجن ". لدى حسين وتسليمة ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و 7 سنوات.

(Photo: Arbab Ali/The Quint)

ادعت العائلة بأن أعضاء منظمة "بجرنغ دل" المحليون هم متورطون في الاختطاف.
ويزعم الناشط مبارك خان (29 عامًا) أن حُراس البقر أخذوا صاحب إلى مكان لم يكشف عنه وسلموه إلى الشرطة في اليوم التالي، وكما ادعى أن العديد من الشباب الهندوس من نوح متورطون في الحادث، مع رجال جاءوا من مانيسار وبادشابور بالقرب من مدينة غروغرام.

وأيضا يزعم خان بأن " سريكانت بانديت عاطل عن العمل ويحاول كسب المال من أعمال الاختطاف". وهو يسكن في منطقة مارودا، وهي قرية ذات أغلبية من المسلمين، على بُعد حوالي ست كيلومترات من شيخ بور.

وفي شكواه المقدمة إلى مدير شرطة نوح، والتي وصلت إليها صحيفة "دي كوينت" The Quint، قال هوشيار حسين، «نزل سريكانت من السيارة وكان لديه كاتا (مسدس محلي الصنع)». تشير الشكوى إلى أسماء بانديت وأنيل ومانو ومونو وسني.

وأفاد الشكوى أيضا:"هؤلاء الأشخاص سلبو منا مجوهرات ذهبية وفضية بقيمة مائة ألف روبية، وأيضا اختطفوا نقودًا من الروبية 45000 من المنزل". وقال هوشيار حسين في التقرير إنهم تعرفوا على سريكانت وآخرين واكتشفوا لاحقًا أنه عضو في باجرانج دال.
.
.
(Photo: Arbab Ali/The Quint)
.
(Photo: Arbab Ali/The Quint)

حصلت صحيفة "دي كوينت" على مقطع فيديو غير مؤرخ لبانديت، يظهر فيه بانه جالسٌ مع ستة أشخاص، وفي أيديهم أربعة بنادق ومسدس واحد على الطاولة وأثنان من بنادق في أحضان شخصين.

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

المصدر: دي كوينت