POLICIES /الصفحة الرئيسية

المستعمرون لم يغادروا حقا - كيف يعزز البريطانيون عنف الهند ضد المسلمين

تحدث بهواني كونجولكشمي -كاتبة وصحفية هندية- في مقالتها التى أصدرتها صحيفة 'غال-دام' عن أوضاع المسلمين الهنود ومعاناتهم وتعاملات الحزب الحاكم معهم وهي تقول بأن رئيس الوزراء مودي من حزب بهارتيا جانتا يصرف جهده وسعيه منذ سنوات أخيرة، لتحويل الهند إلى 'دولة هندوسية' بلاد ينتمي إلى أيدولوجية هندوتفا.

وتوضح المقالة أن مجموعات هندوتفا تدعو لإبادة 200 مليون المسلمين الهنود لتحويل البلاد إلى دولة هندوسية فيتبع حزب بهارتيا جانتا بكل حزم نظامًا يحرّم المسلمين من حقوقهم كما يسعي الحزب  وأعضاءه لتجريم الزواج بين المسلم-الهندوس (ونفس الوقت يدعم رجلا هندوسيا يتزوج مع إمرأة مسلمة) ولمحو فصول الديمقراطية والعلمانية من الكتب الدراسية وأيضا منح الحزب تأييده لفيلم دعائي يصور المسلمين كأنهم خونة متعطشون للدماء.

وأضافت قائلة بدأ هذا الاضطهاد للمسلمين بالاعتداء الوحشي والجماعي عليهم و يزداد الطين بلة من عمليات حبسهم واعتقالهم التي توسع نطاقها يوما بعد يوم والتحق بها "سياسة الجرافات" –تدمير بالجرافات التي ترعاها الولاية في المناطق ذات الأغلبية المسلمة فتدمر هذه الجرافات المساجد والمنازل والمتاجر.

وتظهر مقاطع فيديو تداول على التواصل الاجتماعي، مجموعات هندوتفا تحتفل التدمير ويلوحون بأعلام هندوتفا بينما تشاهد مئات العائلات المسلمة من خلف الحواجز، سبلَ عيشهم التي تختفي في الغبار والحطام وأعينهم تفيض من الدمع.   
وفي هذا السياق ، كان من المروع بشكل خاص رؤية بوريس جونسون جالسًا على جرافة خلال زيارته الرسمية في أبريل للهند، حيث حضر افتتاح مصنع جديد في ولاية غوجارات، فصوّر صورته مع الشركة البريطانية التي دمّرت جرافاتها وأجهزتها منازل المسلمين.

وفي تلك الرحلة إلى الهند، ناقش الزعيمان اتفاقية تجارة حرة كبيرة، والشهر الماضي، التقي الزعيمان في قمة مجموعة السبع (حيث قدّمه مودي مرسومة باليد للشاي وقبّلها جونسون وعبّر عن التقدير) ويعتبرها عِدة المسلمين الهنود الغاضبين استفزازية لعدم مراعاة تجربتهم.

وهذا الفعل اللاإنساني الخائن ليس بالشيء الجديد، لطالما كانت الإمبراطورية البريطانية تقود إساءة استخدام الجرافات مما يكشف عن دور المملكة المتحدة فى كل من ترويج وتمكين العنف ضد المسلمين في البلاد.

وتواصل المملكة المتحدة إنكار الفضائح المكتومة في داخلها وباتت صورة جونسون جالسًا على جرافة في الهند رمزًا لكيفية كون البلاد اليوم أكثر من شريكة تملك صلة في الإبادة الجماعية التي تهدد بها التقارير وتشير إليها الأحداث.
والهندوتفا ليست بقادرة عليها وحدها بدون دعم دولي مستمر.
 
ويزعم بأن دعم المملكة المتحدة وصل بطرق غامضة مع اتفاقات تجارية جديدة  لـ 1بلين تعزز به المملكة المتحدة، حكومة مودي، وترفض بشكل واضح التفويضات المتكررة التي تعرب عنها (مرصد الإبادة الجماعية) وتتطالب من جميع أعضاء الأمم المتحدة لإدراك مسؤوليتهم.

و أيضًا اتفق البلدان على برنامج لتعزيز الأمن السيبراني ووزارة الدفاع البريطانية كانت تبذل جهودها لتوفير مبيعات تكنولوجيا الدفاع وخبرات معالجة البيانات إلى الهند بدلاً من الأسلحة - حيث تعد الدولة أكبر مستورد للأسلحة في العالم. ومع ذلك، تستخدم حكومة مودي منذ سنوات المراقبة عبر الإنترنت كأداة لقمع الحقوق المدنية.

وعلى سبيل المثال، استندت الاعتقالات التعسفية للعديد من الصحفيين المسلمين الهنود إلى نشاطهم على الإنترنت منذ سنوات كما  أوضحت بهواني في مقالتها.

في يونيو 2021 ، رفعت شريكة واتسأب دعوى قضائية ضد الحكومة الهندية لتعرضها للخطر بشكل متكرر خصوصية المستخدمين وبعد عام رفع شريكة تويتر دعوى قضائية ضد الحكومة الهندية لمحاولتها من أجل هتك أمان المستخدم والمطالبة بإزالة المحتوى المتعلق بالحقوق المدنية وحرية الصحافة.

و دعم حكومة المملكة المتحدة لنظام مودي لا يقتصر على السياسات الخارجية بل تعبّر بريتي باتيل وزيرة الداخلية للمملكة عن إعجابها الشديد لرؤية "صديقها الحميم" مودي لدولة هندوسية وتقدم دعمها لمنظمة هندوتفا 'راشتريا سوايام سيوك سنغ' الفاشية (آر ايس ايس).

وهذه التقدمات تذكرنا بشكل واضح وجليٍ تقريرا أعلاميا كشفت فيه قناة '4نيوز' قبل 20 عاما بأن الأموال البريطانية التي جمعتها مؤسسة 'سيوا الدولي الخيرية' تم تحويلها إلى الجماعات القومية الهندوسية المتشددة وحرضت بشكل مباشر على العنف في أعمال شغب اندلعت في ولاية غوجرات في 2002 عام التى أدت إلى مقتل 2000 مسلمين الهنود حسب التقارير.
ومع ذلك ، لا يزال الكثير من الناس في المملكة المتحدة يسعون للمقاومة ولفضح صمت الحكومة البريطانية في مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان في الهند. كما خرج المئات من المسلمين الهنود وحلفائهم إلى شوارع لندن مؤخرًا في هذا الشهر،  مطالبين الحكومة بالتوقف عن تعزيز الفاشية من خلال صفقات تجارية وبتناول الشاي وديًا. كما  أوضحت بهواني في مقالتها.

تعتمد صحافتنا المناصرة على الدعم المهم الوارد من اخواننا واخواتنا الاعزاء ولسنا بقادرين على تواصل حفاظ قوة حقيقية في هذه الجهود بدون دعمكم النبيل، ومن فضلكم، شاركوا في هذه الجهود بدعمنا من 5 دولارات شهريأ تعادل أقل من سعر قهوة أسبوعيًأ. نكون ممنونا لكم.

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

المصدر: غال-دم

English   |   Türkiye

Take Me Top