KLLINGS /الصفحة الرئيسية
في شهر ديسمبر، شارك المئات من النشطاء والرهبان الهندوسيون في المؤتمر، لأخذ اليمين على "أن نبذل جهودنا لتحويل الهند من جمهورية علمانية دستوريًا، إلى أمة هندوسية، وإن تتطلب ذلك الموت والقتل".
وقالت "بوجا شاكون باندي"، زعيمة لجماعة "الهندوسية ماهاسابا" التي تتبنى القومية الهندوسية المقاتلة، " 100 منا مستعدين لقتل مليونين منهم، ولنا النصر ونجعل الهند "أمة هندوسية". وقالت "كن مستعدا للقتال والذهاب إلى السجون".
وكانت القاعة مزدحمة، حيث دعا الرهبان الهندوسيون الهندوسيين الآخرين إلى تسليح أنفسهم وقتل المسلمين، وليست لهم مجرد علاقات مع حزب رئيس الوزراء ناريندر مودي الحاكم فحسبُ، بل بعضهم كانوا من أعضاء ذلك الحزب.
وبعد هذا المؤتمر، بدأت التصريحات التحريضية تتداول في الوقت الذي تجري فيه الانتخابات في بعض الولايات التي يحكمها "حزب بهاراتيا جاناتا"، بما في ذلك ولاية أوترا براديش وأتراكند حيث عقد فيه المؤتمر. وكان مودي رئيس الوزراء للهند مشغولا في ولاية أوترا براديش، ويعرف الجميع بأن رئيس وزراء الولاية هو تلميذه المتشدد.
وتأتي التصريحات التحريضية في الوقت الذي تجري فيه انتخابات في بعض الولايات التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة السيد مودي ، وفي ذلك ولايات أوترا براديش وأوتارانتشال حيث عقد فيه المؤتمر. وكان السيد مودي مشغولاً هذا الأسبوع في ولاية أوترا براديش في حماية تلميذه والحاكم على تلك الولاية حالياً المسمى بـ"يوجي أديتياناث" ، الذي أثار الكراهية ضد المسلمين في أكثر من مرة.
وقد تم الإبلاغ عن عدة حوادث العنف ضد المسلمين خلال موسم الانتخابات، وفي ذلك الهجمات من قبل الغوغاء الذين كانوا يحاولون إغلاق الأعمال التجارية التي يتملكها المسلمون.
قال "جائل فيرنيرز" أستاذ العلوم السياسية في جامعة "أشوكا" بالقرب من نيودلهي: "لم يبق سوى عدد قليل من القادة السياسيين الذين يهتفون بأننا في حاجة إلى الحفاظ على علمانية الهند". وأضاف قائلا: "ولو حزب "بهاراتيا جانتا" قد يواجه تحديات سياسية متزايدة، لكنه انتصر في حربه الثقافية، بتأثيره على ديمقراطية الهند، وعلى أكبر أقلية في الهند ".
وليس جديدا، بل القوميون الهندوسيون دعوا إلى العنف عبر الإنترنت قبل سنوات، ولكن العنف انتشر مؤخرًا ووصل إلى الشوارع حتى تعرض به الكل من بائعي الفواكه من المسلمين وغيرهم، فتعرضوا للضرب والاعتداء، واختُطفت مكاسبهم بعد اتهامهم بإغراء النساء الهندوسيات للزواج بنية تحويلهن إلى الإسلام. وتعرض النشطاء المسلمون للتهديد بالمقاضاة بموجب قانون مكافحة الإرهاب من قبل المحاكم.
كما حدث في الأشهر الأخيرة، فهاجم القوميون الهندوسيون في مدينة "جوروغرام"، المركز التكنولوجي الرئيسي الذي يبعد 15 ميلاً من دلهي، فهاجموا على المسلمين أثناء صلاة الجمعة، وقطع حشد من الهندوس صلاة المصلين وهتفوا "يحي إله رم" (جاي شري رام)
وقال نياز فاروقي المسلم الذي يعمل في معرض السيارات في مدينة جوروغرام "بأننا نخسر كل شيء في سرعة خاطفة في هذا البلد، بما في ذلك حق العبادة، وهذا حقنا الأساسي يمنحه لنا دستور الهند.
وأظهرت مقاطع الفيديو للمؤتمر بأن "سوريش شافانكي" مدير القناة الإخبارية، يأخذ اليمين على تحويل الهند إلى دولة هندوسية أولى. ويقول إننا نتخذ القرارا بأننا لا نقف حتى آخر أنفاسنا، ونُحول الهند إلى أمة هندوسية، وبذلك نحافظ عليها كأمة هندوسية ولا نخاف من الموت في سبيله. ثم نشر الفيديو مع تغريدته على أتباعه البالغ عددهم نصف مليون شخص."
ويقول المراقبون السياسيون "إن الحكومة تسمع خطابات الكراهية من هذا النوع بكل صمت وجمود".
وقال الكاتب موخوبادهيائ: "فلو قدّم على الأقل بعض من قادة حزب بهارتيا جاناتا أسفهم على هذا الحدث لكان في ذلك شيئ من الأمل والخير، ولكن مودي ليس لديه مثل هذه المؤهلات".
الملاحظة: الآراء المعبرة بها هي آراء المؤلف فحسبُ
المصدر: