POLICIES /الصفحة الرئيسية

إن فكرة الهندوتفا والأمة الهندوسية لا تأتي بنتائج إلا بمضايقة المسلمين، ورئيس الوزراء الحالي "مودي" يتبناها

"آكار باتيل" أحد أشهر الكُتاب في الهند، قال أثناء إحدى المقابلات ما يمثل نقدًا قويًا وصريحاً "لفكرة الهندوتفا ولفكرة الأمة الهندوسية" فقال الكاتب المذكور "إن الهندوتفا ليست أيديولوجية، ولكنها عبارة عن المعاداة للأقليات، وبشكل خاص عبارة عن التعصب ضد المسلمين".
ويقول باتيل "إن الرغبة أو الطموح في إنشاء الأمة الهندوسية أو الوطن الهندوسي، يقع في صميم أيديولوجية هندوتفا ويستهدف اضطهاد الأقليات في الهند، ولا سيما المسلمين ... وليس عندهم شيءٌ في فكرة الأمة الهندوسية غيره."
وأضاف قائلا: "إن تعيين رئيس الوزراء "ناريندرا مودي" كرئيس الوزراء لولاية غوجرات لمدة 13 عامًا ورئيس وزراء الهند لمدة سبع سنوات، يُظهر أن مودي "يشجع العداوة ضد المسلمين".
وقال باتيل بكل صراحة "إن الأيديولوجية في المصطلحات الكلاسيكية تُفهم على أنها عبارة عن النظرية الاقتصادية أو السياسية. ولكن الهندوتفا، -الذي يسعى إليه حزب بهاراتيا جاناتا أو سلفه حزب "جان سانغ"- لم تكن عبارة عن الفكرة الاقتصادية أو السياسية، والمسألة الوحيدة التي تمسك بها الهندوتفا هي مطالبة المسلمين بالتخلي عن مساجدهم، وقانونهم الشخصي، واستقلالهم الذاتي في كشمير، وفي الآونة الأخيرة، (ارتداء الحجاب في داخل الحرم الجامعي وفي القاعات الدراسية) والحق في الزواج من الفتيات الهندوسيات أو التناول للحوم الأبقار. ولهذا فإن الهندوتفا ليست أيديولوجية بل هي تحيز ومحاباة، وعلى وجه التحديد المعاداة للمسلمين".
وقال " إن فكرة الأمة الهندوسية كما يؤيده حزب بهاراتيا جاناتا -على النقيض من نيبال - هو مجرد استبعاد واضطهاد للأقليات الهندية، ولا سيما المسلمين. هذا هو المعنى الوحيد للأمة الهندوسية في الهند الذي يتصوره الهند كأمة هندوسية، حيث يواجه المسلمون والمسيحيون المعاناة. وليس عندهم شيءٌ للأمة الهندوسية إلا هذا". و" إن الهندوتفا لا تكشف عن نفسها ولا تُلقي الضوء على نواياها بل تظهر في ثوب الخداع. وأعرب الكاتب "لقد استولى الهندوتفا على الدولة الهندية ولكنها تقف خلف واجهة علمانية نهرو "الرئيس الأول للهند" الذي كان منبراً للعلمانية وداعياً للمساوات الكاملة للجميع ".
لذلك، توصل باتيل إلى النتيجة التي تفيد بأن الهند على عكس جيرانها، الذين لاحقوا ثقافة الأغلبية عن طريق دستورهم وأصبحت الهند ذات أغلبية من الباب الخلفي، وهو "من خلال القضايا التي اختارتها الأحزاب والحكومات وظلت تركز عليها حتى تم تحقيق الأغلبية. وعندما سُئل: عما إذا كان ذلك يعني أن الهند أقل أغلبية من باكستان وأفغانستان أو نفس الشيء؟  فأجاب باتيل: "إن الهند تتمتع بالأغلبية مثل تلك البلدان المذكورة".
وطرح الصحفي أمامه سؤالا "ماذا تعني الأغلبية في هذه البلدان؟"
فأجاب قائلا: "هذا يعني إبعاد الأقليات عن السلطة والمضايقة للأقليات باستخدام أدوات الدولة. وفي كلتا الحالتين، لا تقل الهند عن الأغلبية من باكستان وأفغانستان. واستبعاد الأقليات متعمد وثابت".
وفي المقابلة، تحدث باتيل عن ثلاثة أمثلة محددة لكيفية استهداف الهندوتفا للمسلمين، والتي تبين كيف صار النظام بأكمله في الهند المستقلة ضد المسلمين. فأولاً، أشار إلى أنه بينما يتحدث حزب "بهاراتيا جاناتا" عن استرضاء المسلمين، فإن الحقيقة هي أن تمثيل المسلمين في كل المجال يقل كثيراً عن نسبتهم من السكان. فعلى سبيل المثال، ينبغي أن يكون لديهم 74 مقعدا في مجلس النواب لبرلمان الهند ولكن لديهم 27 مقاعد فقط، وهم يشكلون ما يقارب 15% من السكان، ولكن 4.9% فقط هم من موظفي الدولة والحكومة المركزية، و4.6% من الخدمات شبه العسكرية، و3.2% من معايير المحاسبة الدولية، ومؤسسة الدعم المالي الدولية، ومؤسسة الشرطة الدولية، وربما لا يصل إلى 1% في الجيش.
وقال باتيل بأن المسلمين تم استبعادهم عمداً بطريقتين. أولا، من خلال الإجراءات الديموقراطية، وثانيا من خلال سياسة الدولة. فعلى سبيل المثال، يقول: "إن RAW لم يوظف مسلماً ولن يوظفه قط. فيتم بذلك استبعادهم عمداً من RAW (قسم البحث والتحليل للمخابرات الخارجية في الهند).
المثال الثاني الذي يبين لنا بأن الهندوتفا كيف يُبعد المسلمين هو قانون المناطق المضطربة في ولاية غجرات. فإنه يُفرض منذ 35 عامًا، ويقول باتيل إن هدفه هو "عزل المسلمين". ويقول إن هذا يعني أن حكومة الولاية هي التي تقرر أين يمكن للمسلمين شراء العقارات والعيش فيها. والهدف كما يقول، هو إبعاد المسلمين عن حيازة الممتلكات والعيش في المناطق التي يسيطر عليها الهندوس.
والمثال الثالث الذي ذكره باتيل عن كيفية عمل النظام السياسي الهندي ضد المسلمين هو عن طريق القضاء. فيقول إنها أصدرت أحكاما مذهلة مثل "أوم" (يعبدها الهندوس كأكبر آلهتهم) ليست رمزا دينيا، وأن الهندوسية ليست دينا بل منهجاً للحياة و"حكم بابري مسجد"، وبعد أن تم هدم المسجد بشكل خاطئ وغير قانوني، فإن المحكمة العليا لا تزال تعطي الفرص للأشخاص الذين هدموه. وفي الآونة الأخيرة، تأخرت المحكمة العليا مرارا وتكرارا متعمدا في الاستماع إلى القضايا الدستورية الحاسمة مثل التغيير في "وضع جامو وكشمير" وقانون "تعديل المواطنة".
ويقول باتيل: "القضاء مطيع في الهند للحكومة، ويقف مع وجهة نظر الأغلبية". وقال إن العديد من القضاة يشاركون في الأفكار المذكورة المعادية للمسلمين التي تكمن في قلب هندوتفا.
وعندما سأل منه الصحفي: هل يقبل مودي هذا التحيز ضد المسلمين ويشجعه، أو يعارضه؟ أو يغض الطرف عنه؟
فأجاب باتيل قائلا وبكل صراحةٍ: "إن تاريخ مودي يظهر "أنه يشجع التحيز ضد المسلمين".
وأخيراً، عندما سألت صحيفة "وير" من باتيل عما إذا كان النجاح السياسي للهندوتفا، وخاصة بعد عام 2014، يشير إلى أن عدداً كبيراً من الشعب الهندي، بل وربما الأغلبية، يشارك في التحيز المعادي للمسلمين الذي يكمن في جوهرها؟
فأجاب باتيل قائلا: "إن الأمر يبدو كذلك، وقال إن تكرار الفوز لمودي في عام 2019 وحزبه، ليس قائماً على أسس اقتصادية أو إدارية، بل من الواضح أن الناس يتعاطفون مع صورته وفكرته المعادية للمسلمين".

الملاحظة: الآراء المعبرة بها هي آراء المؤلف فحسبُ
المصدر:

 

Take Me Top