الشارع السريع بين مدينة دلهي وفريد آباد الذي يكون مكتظاً بالشاحنات والسيارات يشير إلى تواجد النشاطات والتحرك بالمنطقة، لقد مرت أربع سنوات على الحادثة التي قُتل جنيد خان البالغ من العمر 15 عامًا في ذلك الشارع. لكن بالنسبة لوالدته "سائرة بانو" يبدو أن الأمر وقع بالأمس.
تشير سائرة بانو إلى شرفة أرضية في الطابق الأول من منزلها في قرية بالابجاره كانداوالي، التي تبعد بالكاد بمسافة تستغرق ساعة من دلهي. كان جنيد جالسًا هنا عندما قال لي"أمي، سأحقق نجاحا كبيرًا في الحياة". وهو كان السادس من بين ثمانية أطفال لها، ويحلم بأن يصبح إمامًا في المسجد الجامع في دلهي وأكمل بالفعل سبع سنوات من الدراسات الدينية ليصبح حافظًا للقرآن وعالما من مدرسة في مدينة نوح المجاورة.
بعد ثلاثة أيام في 22 يونيو عندما كان يعود من رحلة مع شقيقه هاشم واثنين من أصدقائه، تحطم هذا الحلم. تصاعد الجدل حول المقاعد في قطار بين مدينتي دلهي- ماثورا وتحول إلى إهانات دينية ثم إلى ضربات وازدادت الأوضاع سوءا. يُزعم بأن جنيد طُعن بالسكين قبل أن يُطرد من القطار في محطة أساوتي. وحينما نُقل إلى المستشفى كان الأوان قد فات.
تتذكر سائرة ذلك اليوم بوضوح. كانت ترتدي سلوار وقميص أحمر ووزعت حلويات خارج منزلها حيث كان يسود جو الفرح والسعادة في المنزل لأن ابنه جاء إلى المنزل لقضاء عطلة العيد وكانت هي قد حصلت على أموال من الأقارب للإنفاق على الملابس الجديدة. وفي المساء كانت الأسرة تنتظر وقت الإفطار في شهر رمضان عندما بدأت المكالمات ترد. صوتها ينفجر وعيناها تدمعان.
تسبب هذا الحادث الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد بهاشتاغ "ليس بإسمي" (notinmyname) حيث وصف الكثيرون عملية القتل من قبل حشد خارج نطاق القانون وأنها اعتداء على الديمقراطية.
وأكثر من يفتقد جنيد هو أخوه الأصغر عادل حيث كان يعتنى به جنيد كثيراً. فقد ضحكته وابتسامته، وفي غضون أسابيع من الحادثة، أصيب جلال الدين والد جنيد بنوبة قلبية واضطر إلى نقله إلى المستشفى.
وتم اعتقال ستة أشخاص الذين كانت لهم صلة بمقتل جنيد بين عامي 2017 و 2018، وتم استعادة السلاح الذي قيل أنه تم استخدامه. بعد الإفراج عن بعض المتهمين بكفالة، وتقدمت الأسرة إلى المحكمة العليا بطلب تحقيق من قبل وكالة الاستخبارات المركزية. وأوقفت المحكمة العليا إجراءات المحاكمة في مارس 2018م. وبحلول أكتوبر 2018م كان المعتقلون الستة قد خرجوا من السجن بكفالة. كانت القضية لا تتمتع بعناية المحكمة بسبب كوفيد-19. وتقول الأسرة إنها تلقت بعض المساعدات المالية لكنها تدعي أن التعويضات التي وعد بها مختلف القادة السياسيين لم تتحقق.
وردت تقارير عن محاولة "البانشایات" لإقناع الأسرة للوصول إلى المصالحة خارج المحكمة. وخلال الآونة الأخيرة، شوهد أحد المتهمين وهو يلقى خطبة عن الفخر الهندوسي في إحدى المناسبات. وتؤكد سائرة على أنها تخاف من الجميع الآن. "أنا لا أرسل أولادي بعيدا. أفضل أن أراهم آمنين في المنزل حتى لو كان ذلك يعني نقودًا أقل للعيش".
ولجميع الأولاد الآن تعليمات صارمة بعدم السفر بذلك القطار واستخدام المترو للتنقل إذا ادعت الحاجة. وعند السفر خارج القرية، يرتدون البنتلون والقمصان بدلاً من الكورتا بيجامة التقليدية والطربوش.
ولكن عادل يقول إنه ليس له أثر لهذا التغير. بعد فرض عملية الإغلاق أول مرة، هو ارتدى ملابس غربية قبل أن يقترب من مصنع في حي مجاور له وذلك للحصول على وظيفة. "سألوني عن اسمي. عندما أخبرتهم، قالوا إننا لا نوظف المحمديين (المسلمين)"،. يقول شقيقه الأكبر، قاسم البالغ من العمر 22 عامًا، والذي يدرس العلوم الدينية ليكون عالما، "في هذه الأيام أجد الناس يغضبون عندما يرون إلينا".
تخطط الأسرة للخوض في المعركة القانونية واتخاذ التدابير الدستورية على الرغم من الصعوبات المالية. وتؤكد سائرة على أنه لا يمكننا الاستسلام. ويجب أن يحصل جنيد على العدالة القانونية.
الملاحظة: الآراء المعبر بها هي آراء المؤلف فحسبُ
المصدر: