TRENDS /الصفحة الرئيسية
المسلمون الهنود يعانون من مشكلة كونهم 'مسلمين' ولكن ظهورهم كمسلمين وهويتهم المسلمة باتت أكبر مشكلة.
يشكل المسلمون ما يقرب من 14 في المائة من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة، ولكن لا يتمتعون بوظائف الحكومة أو في القطاع الخاص حسب نسبة عددهم ونَسَمَتهم.
وتفاقم الوضع منذ عام 2014 عندما وصل حزب بهارتيا جاناتا القومي الهندوسي بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى السلطة، كما تفيد التقارير الاعلامية بأن الحكومة تتبع سياسات تستهدف الأقلية المسلمة وحقوقهم الاقتصادية والدينية.
و هيمنة حزب بهاراتيا جاناتا و حركة 'آر ايس ايس' في كل قطاع، تدعو الآن إلى استبعاد المسلمين من جميع المجالات الاقتصادية.
وتوحي الأحداث السابقة بأنهم في الأغلب، يتمتعون بالحماية والرعاية من قِبل الحكومة، ولذا ينفذون خططهم علنيًا.
ولقد تم استبعاد المسلمين سياسياً والآن عدم تمكينهم في جميع مجالات الحياة هو هدف رئيسي يبذل أعضاء هندوتفا سعيهم وجهودهم لتحقيقه.
لُبنى عامر،بالغة من العمر 28 عاما ، طبيبة أسنان من خلال التدريب ولكن ممارسة مهنتها تظل حلما بالنسبة لها.
ولو هي حصلت على درجات ممتازة في صفها وخلال فترة تدريب من كلية حكومية ومثل درجاتها تحصد أعجابًا كثيرا في صناعة طب الأسنان، وملفها الشخصي في العمل كان جيد جدًا وسيرتها الذاتية كانت رائعة.
وبعد دراسة طب الأسنان وبضع سنوات من الممارسة في كلية حكومية في ولاية ماهاراشترا بغرب الهند، تمنيت لبني بحصول على منصبٍ أفضل وبدأت فى البحث عنه.
فهي تقدمت بطلب للحصول على وظائف في ما يقرب من عشرين مكانًا ولكن لم تجد عملًا مناسبًا على رغم مؤهلاتها العالية.
ولكن طبيبة الأسنان لبني عندما واجهت الرفض عدة مرات أدركت بأن هويتها هي التي تضعها في وضع غير مؤات، وتأسفت بأن هويتها التي كانت تفتخر بها دائمًا قد تحولت إلى عَقَبة لا تقهر.
وفي حديثها للصحفي من قناة 'الجزيرة' هي أخبرت بأن المحاور في إحدي المقابلات سألها هل هي مستعدة لخلع حجابها في العيادة أثناء العمل. رداً عليه هي رفضت بدون تأخير ثم أخبرها المدير التنفيذي للموارد البشرية بأنهم لن يوظفوها.
كانت شيلا عرفان، 32 عامًا، معلمة في واحدة من أكبر سلاسل مدارس اللغة الإنجليزية المتوسطة في نيودلهي. وهي كانت تمتع بوظيفتها وتؤدي واجبتها بأحسن طريق، وجوء المدرسة كان ملائما لها ولكن اليوم سأل شخص من الإدارة: "هل هي حقًا بحاجة إلى ارتداء الحجاب، كما يبدو بأن الطلاب والمعلمين غير مرتاحين من حجابها.
وعندما تصاعدت حِدة انتقادات، هي تركت الوظيفة دون أن تتجادل مع الإدارة وبدأت تبحث عن وظيفة جديدة.
و كشفت دراسة نشرتها قيادة رئيسية تركز على التطور المهني للمسلمين، عن التمييز والتحيز ضد النساء المسلمات في عملية التوظيف لوظائف المبتدئين في القطاعات المتعددة.
فوجدت الدراسة أن معدل التمييز بلغ 47.1٪ ، كما تظهره تجربة اختبارية عندما تم تحميل اثنين من السيرة الذاتية المتشابهة مع ذكر اسمين، اسم إمرأة هندوسية واسم إمرأة مسلمة ولكن تلقت المرأة الهندوسية 208 ردودًا إيجابية ، بينما تلقت المرأة المسلمة 103 فقط.
وتسلط الدراسة الضوء على التحيز المفرط في التوظيف ضد النساء المسلمات حتى في الحالات التي كانت فيها مؤهلات متساوية للوظيفة.
وجدت دراسة مماثلة، بعنوان "أن تكوني مسلمة في مكان العمل" أجرتها مجموعة نسوية مقرها مومباي ، أنه حتى في المدن الكبرى مثل نيودلهي ومومباي ، لا يزال المسلمون يواجهون التحيز والتمييز الشديد في القطاع الرسمي.
وذكر التقرير أن لجنة النساء المسلمات التي تشتغل في القطاع الرسمي تشير إلى تقدمات منهجية ومؤسسية نحو الإقصاء الاقتصادي للمسلمين.
مضيفا بأن المسلمين الهنود يعانون من مشكلة كونهم 'مسلمين' ولكن ظهورهم كمسلمين وهويتهم المسلمة باتت أكبر مشكلة.
الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع
المصدر: الجزيرة