POLICIES /الصفحة الرئيسية

المسلمون والمسيحيون هم المنبوذون الجدد في الهند

قامت مكتبة "توليكا بُكس" بإصدار كتاب جديد بإسمGujarat، Cradle Harbinger of Identity Politics: India's Injurious Frame of Communalism" ، والذي ألفته جماعة من الكتاب، ومنهم الأستاذ السيد جان بريمان، الأستاذ الزائر في قسم علم الإجتماع المقارن بجامعة أمستردام، والأستاذ غانشيام شاه، الأستاذ المتقاعد بجامعة جواهر لال نهروفي نيودلهي، ومدير مركز الدراسات الإجتماعية سابقا في ولاية غجرات  في المنطقة الغربية من الهند.
لأول مرة يتناول هذا الكتاب جذور الصراع بين الأديان المختلفة في ولاية غوجرات بشكل خاص، والذي أدى إلى نماء نظرية الهندوتفا المتطرفة في الهند عموماً.
يستعرض هذا الكتاب آفاقاً ودلالات تجريبية حول منهجية تشكيل المجتمع المنقسم بين "نحن" (الهندوس) مقابل "الآخرون" (المسلمون والمسيحيون) في ولاية غجرات.
يفيد الأستاذ شاه في هذا الكتاب بأن عملية الانقسام بين الطبقات والأديان المختلفة جاءت في الوجود في أعقاب إدراج الطبقات المتخلفة بمن فيهم المنبوذون والداليت والأديفاسي في طبقة الأغلبية الهندوسية، وهذا هو الأمر الذي نتج عنه تهميش المسلمين في المجتمع.
فعندما أعلن المهاتما غاندي بأن حزب الكونجرس يعزم على مواصلة نشاطاته بطريقة سلمية، وأن سياسة الكونجرس تلزم أعضاءه بالإلتزام بالسلام خلال حركة الاستقلال للهند والصراع مع الحكومة البريطانية، وكذلك في التعامل مع أعمال الشغب الطائفية أنذاك، لم يكن "ولبه باي باتيل" موافقاً لهذا القرار.
فكانت مشاركة الطبقات المتخلفة، ولاسيما الداليت، ضئيلة للغاية في إثارة المشاعر المعادية للمسلمين خلال هذه الفترة، كما كانت مشاركة طبقة الداليت في أعمال الشغب الطائفية بين الهندوس والمسلمين عام 1946م قليلة أيضًا، ولم تشارك هذه الطبقة في أعمال الشغب والتعصب ضد المسلمين، التي اندلعت في عام 1969م، وفقد فيها 1500 شخص حياتهم، وكان فيهم 90% من المقتولين من المسلمين.
فقامت منظمة آر ايس ايس بعد الحادث المذكور أعلاه بتكثيف جهودها ونشاطاتها بشكل كبير، حيث تضاعفت أعداد فروعها، وقامت بالتنسيق والتعاون مع الطوائف الهندوسية الأخرى ليزداد تأثيرها على المجتمع.
بيَّن البروفيسور "بريمان" عن رأيه قائلا بإن "المناورات السياسية" في الثمانينات من القرن الماضي، بدأت حينما اعتقد الكونجرس بأن كل من الطبقة العليا والداليت والآديفاسي والمسلمين - سيشكلون الأغلبية السياسية. وقد تراجع الكونجرس عن هذا الرأي لاحقاً.
والجدير بالذكر هنا أن حملة الطبقة الوسطى ضد سياسة حجز الوظائف لصالح الطبقات المتخلفة تحولت إلى الصراع بين الهندوس والمسلمين، وهذا الذي أدى إلى أعمال الشغب الطائفية والعنصرية، ومات فيها مئات من الأشخاص.
 ومن جانب آخر، اتخذ حزب بهارتيا جاناتا استراتيجية مختلفة، حيث قام بضم الطبقات المتخلفة في صفه، وتم تداول كلمة "الوعي الهندوسي" بشكل كبير، وبدأ انتشار الرموز مثل السيف والتريشول، والتي تعتبر شعارات للهوية الهندوسية، فقاموا بذلك من أجل جلب الدعم لصالح الحزب.
يرى الأستاذ شاه بأن الأوضاع تغيرت بشكل كبير، والذي أدى إلى ذلك التغيير هو عدم تواجد الجماعات العلمانية واليسارية وأتباع غاندي الليبراليين الإشتراكيين بشكل نشط في ولاية غوجرات في تلك الفترة. وانخفض التأثير لأفكار غاندي التي تؤمن بالهندوسية الكاثوليكية والتسامح والوئام.
فتحولت الحركة المناهضة للحجز في الوظائف إلى الصراع الطائفي في أجزاء أخرى من ولاية غجرات، حيث شهدت مدينة "سورت" اندلاع أعمال العنف في شهر ديسمبر عام 1992م، وتم استهداف المسلمين بشكل خاص في أعقاب تدمير المسجد البابري في مدينة أيودهيا بأيدي المجموعات من المتعصبين الهندوسيين. واحتفل حزب "بهاراتيا جاناتا" بانتصار المعبد الهندوسي وهدم المسجد البابري في ولاية غجرات.
ويفيد البروفيسور بريمان بأن الشهود العيان أخبروا عن تجمع العصابات في وقت مبكر من صباح اليوم التالي من حادث أيودهيا، لمهاجمة المنازل والمؤسسات الأخرى التي كانت معروفة للمسلمين حيث كانوا يسكنونها أو يمتلكونها، وقال البروفيسور مضيفًا بأن عدد الوفيات الرسمي بلغت إلى 185 شخص في أعقاب الغوغاء.
واستمرت الدعوة إلى الهوية الهندوسية وسموا أولئك الذين لم يكونوا مستعدين أو كانوا غير قادرين على المشاركة في الأمة الهندوسية في غضون تلك الفترة "بالآخرين "، وهؤلاء كانوا من المسلمين والعلمانيين، والذين أصبحوا فئة منبوذة، حسب أيديولوجية الهندوتفا. فقد بدأت الكراهية على "المنبوذين".
ويرى البروفيسور بريمان بأن المنبوذين الهندوس دفعوا ثمن "كرامتهم"، حيث كان الداليت يشاركون بشكل كبير في أعمال العنف والغوغاء ضد المسلمين في مدينة أحمد آباد خلال المجزرة عام 2002م.
ويؤكد البروفيسور شاه على أنه مع ارتفاع معدلات البطالة في ولاية غجرات، تم تشجيع الفئات الإجتماعية المختلفة – من الطبقات العليا والمتوسطة والداليت، من قبل الحكومة.

الملاحظة: الآراء المعبر بها هي آراء المؤلف فحسبُ

المصدر:

Take Me Top