HATE /الصفحة الرئيسية
قام فرع حزب بهاراتيا جاناتا بولاية غجرات والذي يحكم في الهند حاليا، بمشاركة رسم كاريكاتوري على وسائل التواصل الاجتماعي والذي يعرض إعدام المسلمين بشكل جماعي ويذكرنا بالدعاية النازية ضد اليهود التي استخدمها العنصريون في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية.
نُشر هذا الكاريكاتور الذي تم حذفه لاحقا على الحساب الرسمي للحزب المذكور أعلاه على موقع توتير وإنستغرام ويظهر إعدام مجموعة من الرجال المسلمين ويكتب عليه بأن الحقيقة وحدها هي التي ستنتصر وذلك باللغة الغجراتية. تم استخدام الشعار الرسمي للحكومة الهندية لزيادة التأثير وذلك انتهاكاً للقانون الهندي.
تشير الرسوم الكاريكاتورية إلى قرار محكمة محلية حكم على إعدام 38 رجلاً في القضية المرفوعة ضد 77 شخصًا متهمين بزرع سلسلة من القنابل المتفجرة في مدينة أحمد آباد بولاية غجرات عام 2008م. قد أسفرت هذه التفجيرات عن مقتل 56 شخصًا وإصابة 200 آخرين. أصدرت المحكمة قرار السجن مدى الحياة على 11 متهما، بينما تمت تبرئة 28 شخصًا في القضية المذكورة أعلاه.
وكانت التفجيرات جريمة فظيعة بحق الشعب ولكن السؤال الذي يأتي هنا عما يرغب حزب بهاراتيا جاناتا – الحاكم في ولاية غجرات والهند - في نقله من خلال نشر رسم كاريكاتوري من هذا النوع.
هل الرسالة في هذا الكاريكاتور هي أن العدالة قد تم تحقيقها لمجموعة خاصة من المجتمع أم هي استعارة لشيء آخر؟ هل يبغى حزب بهاراتيا جاناتا في إبلاغ رسالة لأنصاره أن هذا هو المصير الذي سيواجهه المسلمون بشكل إجمالي في المستقبل؟
السؤال يربط بشكل وثيق بالمكان الذي يحتله المسلمون في أيديولوجية ودعاية حزب بهاراتيا جاناتا وحركة آر إيس إيس. وبالمصادفة، جاء الحكم في قضية عام 2008 في منتصف الانتخابات الحالية، الأمر الذي أوضح بأن المسلمين هم الرسالة الوحيدة والهدف الوحيد في الرسوم الكاريكاتورية التي قام بنشرها حزب بهاراتيا جاناتا.
يكتب السيد فيكتور كليمبيرر، الباحث الذي عاش في ألمانيا طوال الحقبة النازية بأن الدعاية النازية خلقت عالماً أسطورياً من خلال تحويل العالم السياسي إلى صراع بين الأشخاص والشخصيات وكان اليهود هم أساس هذه الأسطورة، أولاً في المعارك السياسية داخل ألمانيا ثم على المستوى الدولي.
يعتبر فرض نمط خاص على جميع الأحداث جانبا مهما من الدعاية السياسية لمنظمة آر إيس إيس وحزب بهاراتيا جاناتا. يعتبر المسلم هو المجرم والضحية هو الهندوسي مقابل كل تهديد حقيقي وخيالي ويتم انتقاد المعارضين غير المسلمين لخطيئة "استرضاء" المسلمين.
شدد رئيس الوزراء الهندي نريندرا مودي في عام 2019 على أنه لا يمكن لأي هندوسي أن يكون إرهابيًا على الإطلاق، ومن ثم الإرهاب حسب فكرة حزب بهاراتيا جاناتا هو عمل المسلمين فقط.
تضاءلت أحداث الإرهاب في الهند خلال السنوات الأخيرة، ولكن تم فرض نمط جنوني خاص في الأماكن الأخرى. قام قادة حزب بهاراتيا جاناتا في عام 2020 بالدعاية الشريرة بإسم "جهاد كورونا"، التي ألقى باللوم على المسلمين في تفشي وباء كوفيد-19. توجد هناك مصطلحات أخرى بإسم جهاد البصاق وجهاد الحب والمافيا والمشاغبين والمتسللين لتشويه سمعة المسلمين.
لاحظ العديد من المحللين أوجه التشابه بين حملة الهندوس المتطرفين ضد المسلمين لا سيما في دعاية جهاد كورونا والدعاية النازية ضد اليهود، ولكن عندما نمعن النظر في الصور المرئية، بما فيها صورة الكاريكاتير لليهود والمسلم فإن أوجه التشابه توجد هناك أكثر إثارة للانتباه.
ماذا تخبرنا هذه المرئيات الدعائية لـهندوتفا والأحزاب الهندوسية المتطرفة ولماذا يجب أن نفكر بهذا الصدد بجدية لأنها تعتبر الحافز الذي دفع القومية الألمانية إلى الحافة ومن التمييز إلى الإبادة الجماعية.
كان لدى النازيين فكرة أكثر تطورًا مقارنةً بفكرة آر إيس إيس وحزب بهارتيا جاناتا حيث تعتمد فاشية الهندوتفا على تيارات تاريخية وثقافية مختلفة عن نظيراتها الأوروبية. إن التقاليد وعادات المسلمين - وملابسهم ونظامهم الغذائي وطريقة عبادتهم - يصنفهم على أنهم مجموعة يجب أن تُلعن وتوضع في مكانها في نهاية المطاف.
أفاد السيد مودي عن الأشخاص المعارضين لقانون المواطنة الهندي الجديد الذي عارضه المسلمون بأنه يمكنك التعرف عليهم من ملابسهم. يريد حزب بهاراتيا جاناتا في ولاية غجرات - وهي ولاية حكمها السيد مودي لمدة 13 عامًا - أن نتعرف على المسلمين وهم يلقون في حبل المنشقة.
الملاحظة: جميع الأفكار والأخبار والآراء المنشورة على الموقع هي آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع.
المصدر: