RIOTS /الصفحة الرئيسية
كان ينقل محمد هاشم، سائق الشاحنة، حمولة من الثلاجات من نيودلهي عام ٢٠١٨م عندما وصل عشرات من الأشخاص الغرباء على دراجات نارية وطالبوه بفتح باب الشاحنة الخلفية حيث أرادوا معرفة تواجد الأبقار أو لحمها في الشاحنة وهو أمر غير قانوني في العديد من الولايات الهندية، لأن الأبقار مقدسة في الهندوسية، ديانة الأغلبية في الهند.
يقول هاشم البالغ من العمر ٤٥ عامًا، بأنه كان سائقا ولا يُسمح له بفتح الباب الخلفي من الشاحنة حيث كان مقفولاً. يضيف قائلا إنهم قاموا بشد لحيته وحاولوا بشكل إجباري أن يهتف شعار"جاي شري رام"، الشعار الذي يعني يحيى الإله راما، إله هندوسي كان يُعرف منذ فترة طويلة كلمة الصلاة والتسليم ولكن أصبحت هذه الكلمة الآن تحريض على العنف الجماعي ضد الأقليات في الهند.
رفض هاشم الذي يبتع الاسلام برفع الهتاف في مدح إله هندوسي فبدأ الرجال يضربونه. يتذكر هاشم الحدث قائلاً: فكرت بأنني سأموت. ثم فقدت الوعي.
تصاعد في حوادث القتل الجماعي ضد المسلمين:
منذ أن تولى حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي السلطة في الهند عام ٢٠١٤م، تصاعدت حوادث العنف والقتل الجماعي ضد الأقليات في البلاد. ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش عن حدوث ما لا يقل عن ٤٤ جريمة قتل من هذا النوع بين مايو ٢٠١٥ وديسمبر ٢٠١٨م. وأصيب مئات آخرون في هجمات بدوافع دينية.
وينتمى معظم الضحايا من طبقة المسلمين، أكبر أقلية دينية في الهند وهم يشكلون حوالي ١٥٪ من سكان الهند بشكل إجمالي. وهناك الهندوس المسيحييون من الطبقات المتخلفة أيضا من بين الضحايا الآخرين.
ومعظم هؤلاء المهاجمين هم رجال هندوس متدينون ويُعرفون باسم حراس البقر، ويحملون المسؤلية على عواتقهم لتنفيذ فرض حظر على لحوم البقر. وبعضهم يدعون صلتهم بحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند. التقى وزير من حزب بهاراتيا جاناتا سابقا مع مجموعة من الرجال الذين أدينوا بالقتل الجماعي واستقبلهم بأكاليل الزهور.
اكتسب رئيس الوزراء ناريندرا مودي ولاية ثانية على السلطة بعد فوز ساحق في شهر مايو ٢٠١٩م، وهيمن على البرلمان أعضاء حزب بهاراتيا جاناتا. وعندما بدأ يؤدي أعضاء المعارضة اليمين الدستورية، ولا سيما سياسي مسلم واحد، سخر منهم بعض الأعضاء من حزب بهاراتيا جاناتا بهتافات "جاي شري رام".
وردت صورة في وسائل التواصل الاجتماعي حيث يضايق وزير دولة من حزب بهاراتيا جاناتا عضو المجلس التشريعي في ولاية جارخاند ويجبره على رفع هتاف "جاي شري رام" خارج المجلس التشريعي.
أدانت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية على المستوى الدولي وذلك في تقرير صادر في شهر أبريل ٢٠١٩م المستجدات التي وصفتها بالسماح والتشجيع على ممارسة العنف الجماعي ضد الأقليات الدينية من قبل الحكومة الهندية. دعت اللجنة الأمريكية الحكومة الهندية بعد حادث القتل الجماعي في شهر يونيو بولاية جارخاند إلى اتخاذ إجراءات ملموسة من شأنها منع هذا النوع من أعمال العنف والترهيب.
تحظر المادة رقم ١٥ من دستور الهند ممارسة التمييز على أساس الدين. وتمارس مجموعات حقوق الإنسان ضغوطًا من أجل إنشاء قانون محدد لجرائم الكراهية حيث لا يوجد أي قانون خاص بهذا الصدد في الهند حتى الآن.
يبدو أنهم يحاولون محووجودنا:
يعتبر حادث مقتل بهلو خان واحدة من أكثر حالات القتل الجماعي شهرة في الهند والذي كان ينتمى إلى ولاية هاريانا.
تعرض بهلو خان الهجوم والقتل من قبل حشد متطرف في أبريل ٢٠١٧م، حينما كان يرجع إلى منزله من معرض للماشية في ولاية راجاستان المجاورة وكان معه بقرتان في مؤخرة شاحنته.
تم القبض على ستة رجال متهمين في هذه القضية ولكن تم إسقاط التهم الموجهة إليهم ثم إعادة النظر فيها وظلت القضية معلقة لمدة عامين وقامت المحكمة في النهاية برأءة جميع المتهمين بحجة عدم تواجد الأدلة الكافية.
وبدلا من الحصول على العدالة، اتهم السيد خان بعد وفاته بتهريب البقر. تقول الشرطة إنه لم يكن لديه تصريح لنقل الأبقار عبر حدود الولاية. وينتظر ابنان له اللذان كانا برفقته في ذلك اليوم، المحاكمة وفي حالة إدانتهما يواجهان احتمال السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات.
صرح عضو المجلس التشريعي من حزب بهاراتيا جاناتا السيد جيان ديف أهوجا الذي مثل دائرة انتخابية من ولاية راجستهان حيث تم قتل السيد خان، بأنه لا يندم على وفاته ووصف خان بأنه خاطئ.
عدم تواجد غضب الجمهور
لا تزال مقاطع الفيديو للهجمات ذات الدوافع الدينية في الهند مثل تلك التي قتلت فيها السيد خان، تنتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي ولكن محاكمة المهاجمين نادرة مع عدم تواجد غضب الجمهور والشعب العام.
تسئل الكاتبة والصحفية رعنا أيوب التي صنفت كتابا عن دور حزب بهاراتيا جاناتا في أعمال الشغب المناهضة للمسلمين في ولاية غوجارات حيث شغل السيد مودي منصب رئيس وزراء الولاية قبل وصوله إلى منصب رئيس وزراء الهند، بأنه كيف تظل الأغلبية صامتة، إلا إذا تعتقد أن كل ما يحدث هو صحيح؟
يفيد السيد برابير فيشنو بوروثييل، أستاذ الأعمال والتجارة في المعهد الهندي للتكنولوجيا بمدينة بومباي، والذي قام بإجراء البحث حول عدم استجابة الشركات الهندية لجرائم الكراهية بأن أوجه التشابه مع حوادث القتل الجماعي في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر والحوادث في الهند مذهلة بشكل كبير.
عرض المساعدة:
توجد هناك جهود متواضعة من قبل الهنود - مسلمين وهندوس - تعمل على محاربة جرائم الكراهية ومساعدة الضحايا. أنشأ المتطوعون هذه الحركة بإسم الاتحاد ضد الكراهية حيث يقول أصحابها إنهم تلقوا خمس عشرة ألف مكالمة هاتفية منذ إطلاقها في يوليو ٢٠١٩م.
ولكن من وقت لآخر، يتلقى الاتحاد أيضًا نوعًا مختلفًا من المكالمات من الأشخاص الغاضبين من وجوده ونشاطاته.
المخاوف لا تزال موجودة:
نجا هاشم، سائق الشاحنة، من محاولة القتل الجماعي بجوار مدينة نيودلهي عاصمة الهند. وظل طريح الفراش لمدة ستة أشهر مصابًا بكسر في الساق والفقرات بعد الهجوم.
وكان لا يستطيع القراءة أو الكتابة ولذلك ساعده مشرفه في شركة النقل بالشاحنات - وهو هندوسي - في رفع الدعوى أمام الشرطة ولكن لم يحدث أي شيء بعد.
حان الوقت الآن لعودته إلى العمل من جديد حيث يحتاج إلى إعالة أطفاله الخمسة.
يصرح هاشم بأن أولاده يقولون بأنه يمكن أن يبقوا فقراء ويأكلون قليلا ولكن يريدون أن أكون موجودا معهم بأمان. إنهم خائفون من أن والدهم قد لا يعود إلى المنزل في المرة القادمة.
الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابهاوليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع
المصدر: إين بي آر