TRENDS /الصفحة الرئيسية
أبريل، على أوامر السلطات المحلية، هدّمت الجرافات مباني في حي "جهانغير بوري" شمال دلهي. وهدّمت الجرافات العديد من المباني في المنطقة، بما في ذلك بوابة مسجد، مع منازل ومتاجر يملكها المسلمون.
وادعت الشرطة المحلية والمسؤولون السياسيون أن المباني كانت تُهدم بالجرافات لأنها كانت غير قانونية، ولكن منعت السلطات الجرافة من هدم بوابة معبد هندوسي يقع على بعد 50 مترًا من المسجد.
وقالت الكاتبة تروشي اسواني "يتضح من اجراءات ينفذها السلطات بهدم مسجد ومنازل ومتاجر يملكها المسلمون، بأنها تهدف إلى تخويف المسلمين فحسبُ وإنها جزء حملة منهجية من قِبل نشطاء هندوتفا للقضاء على المسلمين وعلى مناهج حياتهم".
يوم الأربعاء، إعجاز البالغ من العمر 42 عاما كان من بين الذين دُمرت سُبل عيشهم وكان يملك عربة الخشبة لبيع الخضار، يبيع عليها خضروات متنوعة في الحي ولكن فَقد كل شيء في هذا التدمير كما وجدَ عربته ممزقة بين أنقاض المباني.
و قبل أيام من الاشتبكات في جهانجيربوري، اندلعت عِدة حوادث العنف والتحرش والستفزاز ضد المسلمين في مناطق مختلفة في الهند خلال مهرجانات هندوسي_نافراتري ورام نافامي_.
وفي ولاية غوجارات (غجرات)، قُتل شخص واحد خلال الاشتباكات الطائفية. وكما ذكرت الأرقام الرسمية اعتقلت الشرطة 77 شخصًا في في ولاية مديا براديش. وزعمت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي أن معظم المعتقلين كانوا من المسلمين. واندلعت اشتباكات في مدينة هوراه بولاية البنغال الغربية أيضًا. وفي جهارخاند، أدى رشق الحجارة إلى إصابة الكثيرين، مما أجبرت الشرطة على الانتشار في الشوارع بأعداد كبيرة.
وتظاهر 5000 هندوسي في موكب رام نافامي بالمسجد في منطقة خارجون بولاية ماديا براديش وهتفوا شعارات معادية للمسلمين. ووفقًا لمسلمين محليين، فقد نُهبت منازلهم وأُضرمت النيران في 10 على الأقل من منازلهم.
وادّعت الكاتبة اسواني بأن نشطاء الهندوتفا لا يخشون مواجهة العواقب أو التداعيات القانونية لأنهم يتمتعون بالدعم من الدولة. وخلال الشهر الماضي، تداولت مقاطع فيديو تظهر حشود هندوتفا تلوح بالسيوف في المواكب وتنتهك حرمات المساجد في شهر رمضان، اندلع مثل هذا العنف الاستفزازي على وقت الإفطار. وعبّرت الكاتبة عن قلقها الشديد قائلة "بأن وقاحة حشود الهندوتفا مقلقة جدّا".
وقالت اسواني "أن ما أظهرته مقاطع فيديو تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي من تفاخر الهندوس كما يلوحون بالسيوف ويهدّدون بها المسلمين ويؤلمني هذا الفخر والبهجة على تدمير متاجرالمسلمين ومنازلهم.
كما شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدًا في التحذيرات من الإبادة الجماعية التي هدد بها زعماء الهندوتفا الدينيون. ودعا الزعماء الدينيون أكثر من 18 مرة للخطف والاغتصاب والإبادة الجماعية للمسلمين ومقاطعة أعمالهم. ودعوا إلى القضاء على الثقافة الإسلامية في الهند. وهؤلاء القادة يستخدمون الناس العاديين جنودًا لتحقيق هدفهم في إقامة دولة هندوسية في الهند.
وذكرت اسواني في مقالتها بأن رجالا يرتدون أوشحة وملابسًا زعفرانية يلوحون بالسيوف والقضبان المعدنية والمسدسات ويهتفون شعارات معادية للمسلمين في "تجمعات دينية" أو "دهارما سانسد" وهذا يحدث في الهند كلها".
والتزم رئيس الوزراء ناريندرا مودي الصمت، مما دفع قادة من 13 حزبا معارضًا إلى إدانته لعدم التنديد بالعنف المتصاعد في البلاد. ويستهدف حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم والمنظمات التابعة له المسلمين بشكل علني في جميع أنحاء الهند، وقد استفادوا منها استقطاب أصوات الناخبين بشكل كبير في الانتخابات.
وفي مايو، من هذا العام، سيكمل مودي ثماني سنوات كرئيس وزراء الهند. وكما أشار متعقب مستقل يراقب جرائم الكراهية أنه شُهد ارتكاب أكثر من 400 جريمة كراهية ضد المسلمين في الهند خلال السنوات الأربع الماضية.
وتُعد منظمتان مرتبطتان بحزب بهاراتيا جاناتا في طليعة العنف ضد المسلمين وهما "وشوا هندو بريشد" وباجرنغ دال". وتقوم هاتان المنظمتان بأعمال العنف المنظمة جيدة التخطيط والتنسيق التي تستهدف المسلمين، في احتفال الأعياد الهندوسية.
وخلال المهرجانات الأخيرة، طالبت هذه منظمات الهندوتفا حظرًا على أنشطة المسلمين وفي عِدة مناطق فرضت من إرادتها حظرًا على تناول اللحوم التى تُعد جزءا من مأكولات المسلمين. ولا شك فيه بأن المسلمين يشعرون القلق الشديد من هذه الكراهية.
ويدرك الكثيرون مثل اعجاز الذين يكافحون للقمة العيش أن قدرتهم على كسب الرزق معرضة للخطر في حكومة مودي.
كما عبّر اعجاز عن ألمه "كنت امتلكت عربة الخضروات، وهل لحِق أي واحد بأي ضرر مِنّي؟ حتى دمّروا عربتى أولا ثم منزلي المكون من غرفة واحدة، الآن إلى أين نذهب؟ كل يوم نتعرّض لصراع جديد بسبب الناس الذين يكرهوننا، ألا يرون أننا نموت؟ كما ذكرت كاتبة أسواني في مقالتها.
الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع
المصدر: دي دبلوميت