POLICIES /الصفحة الرئيسية

الرئيسة الجديدة للهند... ليست مرشحة فحسبُ بل لها دورٌ مهمٌ في تنفيذ مشروع الهندوتفا

الهند هي جمهورية ديمقراطية برلمانية اتحادية، حيث رئيس الهند هو رئيس الدولة ورئيس وزراء الهند هو رئيس الحكومة المركزية. ورئيس الدولة هو يماثل دوره دور الملك في النظام الملكي البريطاني. ويُنتخب الرئيس لفترة رئاسية -يمكن تجديدها- مدتها خمس سنوات من خلال مجمع انتخابي يضم الأعضاء المنتخبين من المجالس التشريعية القومية والمحلية. وانتخاب رئيس الدولة له أهمية بالغة  ولهذا المنصب تنتخب الأحزاب شخصًا يتناسب مع أيديولوجيتها وطريقتها في السياسة.

وفي الانتخابات الرئاسية الهندية 2022 اتفق زعماء حزب بهارتيا جانتا الحاكم على اسم 'دروبادي مورمو' لمنصب رئيس الهند ويقول دلِب مندل، مدير التحرير السابق لمجلة 'انديا تودي' في مقال له بصحيفة 'دي برنت' أن اختيار اسمها لمنصب رئيس الهند ليس مجرد عمل رمزي تمثيلي، إنه يتحدث عن المشروع السياسي الأساسي الذي يرغب فيه الحزب بهارتيا جانتا وحركة آر ايس ايس والاثنان يمثّل الهندوتفا وأيدولوجيتها.

وهويتها هو السبب الرئيسي، الذي أدي الحزب بهارتيا جانتا إلى ترشيحها للمنصب كما هي تنحدر من 'المجتمع القبلي'.
كما يحاول حزب بهاراتيا جانتا توسيع دائرة تأثيرها ونفوذها في المجتمعات فاختار 'مورمو' في وقت تصاعدت فيه مطالب من قِبل عدة زعماء القبائل والمنظمات على أحصاء القبائل الهندية منفصلةً عن الهندوس في الإحصاء الرسمي القادم لأن القبائل المتعددة تتبع ديانات مختلفة ولذا يجب لها قانون شخصي حسب ديانتهم من "قانون دين سارنا" يتبعه معظمهم.


رئيس الوزراء نريندرا مودي مع مرشح الرئاسة للتحالف الوطني الديمقراطي 'دروبادي مورمو'

والأديفاسي (قبائل يعيشون في شبه القارة الهندية) ما كونوا هندوسا ولن يكونوا أبدًا لأن المجتمع القبلي يعبد الطبيعة منذ الزمان العتيق وهذا هو السبب الرئيسي في اعتبارهم من "السكان الأصليين".
ولا يختلف فيه الإثنان، بأن حركة آر ايس ايس تزعج من المطالب على علامات هوية منفصلة تطالب بها المنظمات القبيلية لأن تضمين القبائل داخل الحظيرة الهندوسية مشروع الأحلام والمطامح لمجموعة هندوتفا.


إله قبلي في ولاية تامالا نادو الجنوبية

ودروبادي مورمو، الرئيسة الجديدة للهند هي زعيمة قبيلة هندوسية تمثّل الديانة الهندوسية بين شعبها وقبيلتها، وستعزز جهود حزب بهاراتيا جاناتا لبناء جسور مع تلك القبائل، ويمكن أن يرسل إنتخابها رسالة متلائمة إلى القبائل التي تحوّلت من ديانتهم.

مشروع حركة 'آر ايس ايس' الهندوتفا

ويُعد تحول قبائل الهند إلى المسيحية والتغيير في الديموغرافيا من مشكلة كبيرة لحركة آر ايس ايس. كما، أصبحت ولايات الشمال الشرقي مثل ناجالاند وميزورام وميغالايا يهيمن عليها المسيحيون على مر السنين. و هذا لا يساعد مشروع 'الدولة الهندوسية'. وحركة آر ايس ايس تخشي أن تؤثر التحويلات على باقية الهند.


الدعاة المسيحيون يعملون بين القبائل الهندية بإهتمام بالغ

وبدأ المبشرون المسيحيون العمل للدعوة والتبليغ الديني هنا في أوائل القرن التاسع عشر. على الرغم بأنهم كانوا في القِلة في ولايات مثل جهارخاند وأوديشا وتشهاتيسجاره والبنغال الغربية ، التي تضم عددًا كبيرًا من السكان القبليين ومن بين هذه الولايات ، يوجد في جهارخاند أكبر عدد من السكان المسيحيين. ولكن حركة آر ايس ايس تخالف دعواتهم الدينية وتبذل جهودها لوقف التحويلات وهي أدركت سِر الأعمال الخيرية التي تقيم بها المبشرون المسيحيون في المجتمع فبدأت جهودها في هذا المجال بدعم المنظمات الفرعية بما فيها منظمة "وانا واسي كليان آشرم".

وفي هذه المناطق ، يتم وضع "الآلهة القبلية داخل المعابد الهندوسية" من أجل "إقامة تآزر قبلي هندوسي". يبدو أن إبقاء القبائل خارج الحظيرة المسيحية ليس سوى الخطوة الأولى في مشروع حركة 'آر ايس ايس' لجعلها هندوسية.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت هذه المناطق أيضًا أعمال عنف من قبل منظمات هندوتفا ضد الكنائس والمبشرين. ويعرب وصول امرأة هندوسية من قبيلة السانثال إلى منصب الرئاسة عن إرادة الهندوتفا بأنها مستعدة لاستيعاب القبائل الهندوسية في هياكل السلطة.

خلال حقبة أتال بيهاري فاجبايي، اختار حزب بهاراتيا جانتا عبد الكلام كمرشح رئاسي في ذلك الوقت لإرسال الإشارات الصحيحة إلى شركائه العلمانيين.


رئيس الهند السابق الراحل الدكتور عبد الكلام، العالم النووي

وبالمثل، فإن الرئيس الحالي رام ناث كوفيند يتناسب جيدًا مع مشروع حزب بهاراتيا جاناتا – فإن انتخابه كان يهدف إلى إرضاء ناخبي الطبقة المجدولة (SC)


يتلقي رام ناث كوفيند تهنئة بالفوز من رئيس الوزراء مودي ووزير الداخلية أميت شاه

والطريقة التي تختار بها حركة 'آر ايس ايس' القادة من المجتمعات المختلفة تظهر مشروعها لإرضاء المجموعات كما هي من سياسة حزب بهارتيا جانتا فإن قادتها اليوم يتبعون أيدلوجية "الهندوتفا العظمي" قدّمها مبتكر الهندوتفا ساوركر وتحتوي هذه الفكرة على تضامن جميع الأديان والمجتمعات من غير المسلمين وغير المسيحيين، كما كتب دِلب مندل.

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

المصدر: دي برنت

Take Me Top