TRENDS /الصفحة الرئيسية

يثير غضب العالم الإسلامي ضد الهندوتفا

لا تتلقى حركة طالبان أو إيران أو المملكة العربية السعودية كل يوم محاضرة من قبل الآخرين حول التسامح الديني فحسب، بل حزب بهارتيا جاناتا الهندوسي الذي يتزعمه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد مكّن المستحيل ونجح في توحيد العالم الإسلامي بأكمله في إدانة الهند حيث انضمت كل من إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية - الخصوم الجيوسياسيين – إلى قضية مشتركة.
في مواجهة وإدانة شديدة من العالم الإسلامي، من النوع الذي لم نشهده منذ الجدل حول رسوم شارلي إبدو الكاريكاتورية للنبي محمد - كانت حكومة مودي تقاوم نيران دبلوماسية منتشرة في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي.

قامت نوبور شارما وذلك في مناظرة تلفزيونية، ثم نافين جندال على وسائل التواصل الاجتماعي بإدلاء تصريحات مهينة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ويبدو أن مثل هذا النهج يعتبر بمثابة جدول أعمال بين أعضاء حزب مودي.

وأكد حزب مودي، حزب بهارتيا جاناتا الحاكم في الهند  في بيان صحفي سابقاً أنه يحترم جميع الأديان وأن حزب بهاراتيا جاناتا يعارض بشدة أي أيديولوجية تهين أو تحط من قدر أي طائفة أو دين.

ولكن في غضون 50 يومًا من تأكيد مودي أن حزبه يحترم الإسلام، أدلى عضو آخر في حزبه، راجا سينغ ، عضو المجلس التشريعي من مدينة حيدر أباد، بتصريحات مماثلة بشأن النبي دون أن يطلق أي اسم.

كما أدلى ساد غرو جاغي واسوديف الشهير عدة مرات تعليقات ضد الإسلام والقرآن ولكن دون ذكر إسم الإسلام أو القرآن.

يملك حزب بهارتيا جاناتا سجلا عن مظالم علنية ضد الإسلام والمسلمين ولديه هدف معلن يتمثل في إعادة تشكيل الهند كدولة هندوسية وكان صعودها إلى سدة الحكم مدعوماً باستراتيجية حشد الناخبين الهندوس وذلك عن طريق استخدام مسلمي البلاد كبعبع.

يعتبر المسلمون في الهند البالغ عددهم 200 مليون نسمة والإسلام كدينهم هما الهدفان الرئيسيان لسياساته المتعصبة. إن حزبه يثير القضايا الاجتماعية الحساسة لاستقطاب الناخبين وقيادتها العليا بشكل روتيني تجرد المسلمين من إنسانيتهم وتشيطنهم، وتنشر رسائل سياسية معادية للإسلام وتشجع على عنف الغوغاء ضد المجتمع المسلم.

تسخدم آليات الدولة بشكل متزايد لتعذيب المسلمين. أوقفت كلية حكومية 24 طالبة مسلمة بعد أن حضرن في الفصل الدراسي وهن يرتدين الحجاب.

في حدث مماثل، قام خمسة من رجال الشرطة بتعذيب رجل مسلم يبلغ من العمر 22 عاما حتى الموت حيث أخبرت والدته بأنهم دفعوا عصا داخل شرج ابنها وأعطوه صعقة كهربائية متكررة.

لاحظت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي الأخير عن الحرية الدينية الدولية الذي قدمته إلى الكونغرس أن الهجمات على أتباع العقيدة الإسلامية، بما فيها القتل والاعتداءات والتخويف حدثت على مدار العام في الهند. وأثار وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين عند إصدار التقرير الأسبوع الماضي  مخاوف بشأن الهجمات المتزايدة على الأشخاص وأماكن العبادة في الهند.

ولكن استخفت حكومة مودي بالنقد الأجنبي كما تفعل عادة.


رئيس الوزراء ناريندرا مودي يرحب محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية خلال استقباله بتاريخ 20 فبراير 2019 في نيودلهي ، الهند. راج كيه راج /هندوستان تايمز عبر Getty Images

مع انتصارات مودي الانتخابية بشكل متكرر، ضاعف حزبه جهوده لتنفيذ مشروع الأغلبية الهندوسية حيث ساد الجو من الدعوات العلنية للإبادة الجماعية للمسلمين الهنود والشتائم من قبل قادة حزب بهاراتيا جاناتا وخطاب الكراهية من قبل القنوات توجد هذه الأشياء في كل مكان.

حزب مودي يحفز الكراهية ومن توجد لديهم موهبة نشرها فهو ينهض في الحزب مكانة ورفعة من أمثال شارما وجندال وراجا سينغ.

تقدر الدول الإسلامية الهند لقوتها الاقتصادية المتنامية ولا تريد أن تكون علاقاتها عرضة للخطر ولكن الاستهداف المتزايد للمسلمين في الهند في السنوات الثماني تحت حكم مودي لم يثير أبدًا قلق أي دولة إسلامية. وهذه المرة ، ربما تكون هذه الحكومات قد أجبرت على التصرف بناءً على التعاليم الدينية.

يرغب ويتضرع المسلمون الهنود إلى أن الرأي العالمي المعاكس قد يوفر لهم أخيرًا بعض الحماية من الكابوس الذي لا ينتهي ألا وهو السياسة الهندوسية المتطرفة.

 الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

المصدر: تائم دانت كام

English    |    Türkiye

Take Me Top