POLICIES /الصفحة الرئيسية
تعرض بائع الفواكه المسلم للضرب المبرح في منطقة أوتام ناغاربنيودلهي في 18 يونيو 2021م على يد رجال مجهولين وكانوا يهتفون بهتاف ديني هندوسي "جاي سري رام". وبعد يومين في 20 يونيو، قام نشطاء هندوتفا (نظرية الهندوس المتطرفين) بإغلاق طريق مزدحم في المنطقة للاحتجاج على ما قالوا إنه عنف وتعدي من قبل بائعي الفاكهة "الجهاديين".
ورفع النشطاء شعارات معادية للمسلمين وتجمعوا بالعصيات لإرسال "رسالة قوية" إلى الباعة المسلمين بأنهم غير مرحب بهم في الحي. وفي وقت لاحق في المساء، تلا النشطاء وأصحاب المتاجر المحلية آيات هندوسية مقدسة من هانومان تشاليسا في منتصف الطريق في عرض "الوحدة الهندوسية".
وِفقًا للسكان المحليين، فإن السبب للتوتر الحالي هو المشاجرة التي حدثت قبل أسبوع والتي قيل عنها أن صاحب متجر محلي تعرض لهجوم من قبل بائع الفواكه أو أكثر. وفي مقطع فيديو مباشر تم بثه من أوتام ناغار في 20 يونيو، صرح أشخاص مجهولون أمام الكاميرا أنهم طردوا البائعين المسلمين من المنطقة. أفاد ناشط هندوتفا إن جميع الباعة المتجولين مسلمون. وزعم أنهم يغشون الزبائن وأنهم "سرطان يمشي".
الضرب الوحشي:
تعرض بائع مسلم إسمه رضوان للاعتداء من قبل نشطاء هندوتفا المجهولين قبل يومين من المستجدات المذكورة أعلاه.
وأفاد أجي سينغ، زعيم بائعي الفواكه في منطقة غرب دلهي لصحيفة The Wire يوم الأحد "لقد بدأ تشاجر بين بائع الفواكه وصاحب متجر. وتورط لاحقا العديد من العناصر المعادية للمجتمع في هذه المسألة. استهدفوا أحد البائعين إسمه رضوان حشد مسلح بالعصي والقضبان. فأصيب بجروح بالغة، وتم نقله إلى مستشفى دين ديال أبادياي، وأكد السيد سينغ على أنه بدلاً من القبض على المجرمين ، تضايق الشرطة الباعة المتجولين الآن.
"صرح رضوان للصحيفة المذكورة أعلاه بأنه حوالي الساعة التاسعة مساءً في 18 يونيو 2021م، كنت أسحب عربة الفواكه لأذهب إلى البيت من السوق. فهاجمني حشد غاضب من 10 إلى 15 شخصًا. لم يقل أحد شيئًا سوى ضربات. كان رضوان مترددًا في الحديث عن الأمر وأراد المضي، ولكن تم تسجيل المعلومات الأولية في محطة الشرطة لمنطقة بنده فور في دوراكا في نيودلهي والذي يشير إلى أن مجموعة من الرجال في 19 يونيو كانوا يهتفون بهتافات " جاي سري رام "، وهاجموه بعد ما سألوا عن اسمه بوحشية عندما أخبر أنه "رضوان". فحذروه من تواجده مع عربته في المنطقة بعد الآن.
على الرغم من تعرض رضوان لإصابات خطيرة، وصف تقرير المعلومات الأولية بكون الهجوم من حشد متطرف متعصب إلا أن شرطة دلهي لم تسجل الدعوى تحت البنود ذات الصلة، والأكثر خطورة من قانون الجرائم الهندي تحت بنود 153 أو 295 أو 505) وبدلاً من ذلك سُجلت القضية تحت بنود تتعلق باعتداء عادي .
وصرح آجاي سينغ، رئيس نقابة بائعي الفواكه بأن الهجوم ارتكبته عناصر معادية للمجتمع برعاية سياسيين محليين. وزعم أن البائعين اشتكوا من "الرشاوي" والمضايقات من قبل الإدارة. وأضاف قائلا بأنه لفترة طويلة سمحت الآليات الحكومية لاستمرار الأوضاع المقلقة لدوافع خفية. وصرح قائلا "لقد اشتكيت للشرطة من أن هذا يمكن أن يزعزع السلام ويثير أعمال الشغب في المنطقة"، وأضاف سينغ بأنه شارك العديد من تسجيلات المكالمات مع الشرطة حينما قدم الشكوى عن تراكم الأعمال والنشاطات المؤدية إلى العنف.
ويدعم ادعائه أيضًا وجود العديد من مقاطع الفيديو والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل نشطاء هندوتفا يستهدفون البائعين المسلمين منذ أكثر من عام.
أثر انكماش الاقتصاد الغير الرسمي:
أوضحت الكاتبة غزالة جميل، مؤلفة كتاب "التراكم عن طريق الفصل: المجتمعات المسلمة في دلهي" الصادر في عام 2017م السياسة والاقتصاد وراء حملة هندوتفا المتشددة التي تستهدف سبل عيش المسلمين.
صرحت السيدة غزاله للصحيفة بأنه يتم تنظيم سوق العمل في القطاع الغير الرسمي في الهند إلى حد كبير حول الشبكات الطبقية والقرابة. هذا هو السبب في أنك سترى أشخاصًا من الطبقات والمناطق المعينة فقط يعملون في وظائف معينة. ومن المعروف أن المسلمين يشتغلون في قطاعات معينة. على سبيل المثال، يُستخدم مصطلح "مصلحي ثقب إطار العجلات" كإهانة للمسلمين لأن الكثير من ميكانيكي السيارات هم من المسلمين.
وأضافت بأنه من خلال العمليات المعقدة التي تشمل التمييز والعداء الصريح والعنف والمفاهيم الطبقية للتلوث والنقاء، يتم تهميش المسلمين إلى قطاعات تحتوي على أسوأ الوظائف وتتميز بأجور منخفضة وربح ضئيل وكرامة منخفضة وكثيرة المتاعب. إنهم قادرون على تشغيل هذه الوظائف لأنها إما غير مرغوب فيها من قبل الآخرين أو خارج حدود الآخرين وبيع الفواكه والخضراوات في الشوارع هو أحد هذه القطاعات.
وأكدت السيدة غزاله بأنهم يريدون إخراج المسلمين من الشرائح العمالية والقطاعات ذات الصلة. وأوضحت بأن حملة المقاطعة قد تنجح في إبعاد العديد من المسلمين عن تجارة بيع الفواكه والخضروات في الشوارع، ولكن حتى الآن لا يرغب الكثير من العمال الهندوس في العمل في هذا القطاع.
وشددت على أنه هناك شيء واحد مؤكد بأن الأماكن العامة أصبحت أكثر عداء للمسلمين خلال السنوات القليلة الماضية، ليس فقط لأولئك الذين يُظهرون بأنهم مسلمين، ولكن حتى للمسلمين الذين يعملون بجد لكسب الرزق بأي طريق كان، حيث جعلت حملتهم المعادية للمسلمين حياتَهم أكثر خطورة.
الملاحظة: الآراء المعبر بها هي آراء المؤلف فحسبُ
المصدر: