POLICIES /الصفحة الرئيسية
لقد واجهت إسرائيل إدانة عالمية لأفعالها في القدس الشرقية المحتلة، واستمرار قصف قطاع غزة، ولكنها وجدت الدعم في الهند حيث ألقوا الناشطون الموالون للحكومة صوتتهم لإسرائيل، حيث دافع البعض عن سياستها ضد الفلسطينيين.
انتشرت هاشتاقات مثل ISupportIsrael "ادعم اسرائيل"و IndiaWithIsrael "الهند مع إسرائيل" و IndiaStandsWithIsrael "الهند تقف مع اسرائيل" على وسائل التواصل الإجتماعي في الهند عندما بدءت اسرائيل تقصف غزة قبل شهور، حيث وصف العديدُ الفلسطينيين بـ "الإرهابيين" - وهو مصطلح تستخدمه إسرائيل لمجموعات المقاومة الفلسطينية.
الكراهية الراسخة ضد المسلمين:
"غوراف غول" الناطق باسم حزب بهاراتيا جاناتا من مدينة تشانديغاره في شمال الهند، كان يغرد يومياّ دعما لإسرائيل. وفي يوم الجمعة، نشر على تويتر صورة للقوات الإسرائيلية، فكتب: "أيها الإسرائيليون الأعزاء، أنتم لستم وحدكم، نحن الهنود نقف معكم بكل قوة". ولقيت تغريدته 3,600 إعجابا.
وكتبت رانا أيوب صحفية وكاتبة هندية أنه أثناء التحقق من معظم تغريدات تعبر عن "الهند تقف مع إسرائيل" IndiaStandWithIsrael لاحظت بأن الخيط المشترك الذي يمر عبر" الكراهية الراسخة ضد المسلمين، راغبة لرؤية المسلمين غارقين في الدماء ومهاجرين من أماكنهم".
وأضافت قائلة بأن "معظم الصفحات يتبعها وزير أو أكثر من حزب بهاراتيا جاناتا أو رئيس الوزراء نفسه".
وسرينيفاس كودالي، الكاتب والباحث الذي يعمل في مجال البيانات والإنترنت، قال لصحيفة "الجزيرة" إن هناك قسماً من جماعات الهندوتفا المستقطبة الذي يدعم تصرفات إسرائيل ضد فلسطين لمجرد أن المسلمين يتعرضون للإضطهاد، وقالت "إن كراهيتهم للمسلمين هي التي تجعلهم يهتفون بأعمال إسرائيل".
دعم الهند التاريخي لفلسطين:
دعمت الهند تاريخيا على تقرير المصير الفلسطيني كجزء من تضامنها المناهض للاستعمار عقب استقلالها عن الحكم البريطاني في عام 1947.
وكانت الهند أول بلد غير عربي يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني". وأنشئ مكتباً لمنظمة التحرير الفلسطينية في نيودلهي في عام 1975.
وأصدرت الهند طابعا بريديا تذكاريا في 29 نوفمبر 1981 بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ويعود تطور سياسة الهند في فلسطين إلى أيام ما قبل الإستقلال عندما نظر القوميون الهنود إلى الفلسطينيين بوصفهم "أشقاء في العبودية".
وقال المهاتما غاندي الشهير في عام 1938، "فلسطين تنتمي إلى العرب بنفس المعنى الذي تنتمي إنجلترا إلى الإنجليز أو فرنسا إلى الفرنسيين".
واعترفت دولة جنوب آسيا بإسرائيل في عام 1950، ولكنها أقامت علاقات دبلوماسية في عام 1992 فقط. ومنذ ذلك الحين، نمت الروابط بسرعة فائقة، وأصبح الدفاع دعامة رئيسية لهما. والهند هي حاليا أكبر مشتر من الإسرائيل، حيث تمثل 46 في المائة من صادرات إسرائيل من الأسلحة.
لقد تعززت علاقات الهند وإسرائيل بشكل كبير في العقود الأخيرة، وخاصة في عهد رئيس الوزراء مودي ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. في يوليو 2017، وأصبح مودي، الذي يعتبر نتنياهو من بين "أصدقائه" أول رئيس الوزراء الهندي الذي يزور إسرائيل.
"تحولت سياسة الهند [تجاه إسرائيل] في عام 1991. وكان الأمر متعلقاً بالحرص على أن تكون حليفاً تابعاً للولايات المتحدة "، كما قال فيجاي بارشاد، محرر الرسائل إلى فلسطين: الكُتاب يستجيبون للحرب والاحتلال.
وقال "بارشاد " إنه في حين تدعم الطبقة الحاكمة الهندية الإسرائيلَ، فإن المشاعر العامة ليست واضحة إلى هذا الحد".
خيانة كفاح الهند من أجل الحرية:
قالت "غيثا هاريهاران"، مؤلفة للعديد من الكتب، بما في ذلك "في أوقات الحصار" و"ألف وجوه لليل"، "للجزيرة نت"، "إن هذا النوع من الدعم لإسرائيل بدأ على مر الزمن مع نظرة عالمية مشتركة وجدول الأعمال لكل من الصهيونية والهندوتفا – الهندوسي.
"بينما انفتحت العلاقات مع إسرائيل قبل وصول "حزب بهاراتيا جاناتا" إلى السلطة، إلا أنه أصبح أقرب منذ ذلك الحين. ويبدو أن العلامة التجارية الإسرائيلية تناسب القوى الموجودة في الهند في الوقت الراهن ". (BDS) حركة شعبية تطالب بمقاطعة السلع الإسرائيلية، وتجريد الشركات الإسرائيلية العاملة في الأراضي المحتلة من استثماراتها، وفرض عقوبات من أجل الضغط على إسرائيل لتوقيف الانتهاكات لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.
وترى "هاريهاران" في ذلك خيانةً مع رؤية مقاتلين، قاتلو وماتوا في سبيل حرية الهند، كانوا يعيشون مع أمانيهم أن تبلغ الهند إلى مكان متطور عال، وأن تحافظ على موقفها المناهض للاستعمار.
وأضافت "بأنه لا يمكن أن يكون لديكم بلد ما بعد الاستعمار له تاريخ من النضال من أجل الحرية، مثل بلدنا، يخلق سياسة خارجية تعمل بالفعل مع المحتلين، وأولئك الذين خالفوا القانون الدولي، وأولئك الذين يرتكبون الجرائم ضد الإنسانية ".
وفي رد أنصار إسرائيل المحتلة، أصدر الأكاديميون والناشطون والكُتاب، بمن فيهم الروائي "أروندهاتي روي" الحائزة على جائزة "بوكر" بيانا للتضامن مع فلسطين، "إننا نقف مع الفلسطينيين، ونقف مع الحق للوطن، وحقهم في العودة إلى ديارهم، وحقهم في مقاومة الاحتلال".
"إن ردة فعلنا على العنف الفظيع ضد الفلسطينيين تتشكل بقراءتنا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 (1960) ،" إن عملية التحرير لا يمكن مقاومتها ولا رجعة فيها ، و... ولتجنب الأزمات الخطيرة، يجب وضع حد للإستعمار وجميع ممارسات الفصل والتمييز المرتبطة به ".
الهند لا تزال تدعم القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة:
وقال تيرومورتي، الممثل الدائم للهند لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، "أكرر بالتأكيد دعم الهند القوي للقضية الفلسطينية العادلة والتزامها الثابت بالحل بين الدولتين".
لكن مؤيدي الحكومة ما كانوا معجبين من الموقف الهندي في مجلس الأمن، فانتقدوا انتقادا شديدا وتداولوا على تويتر دبلوماسية مخزية، وأيد كثيرون آخرون موقف الهند، قائلين بإن الدبلوماسية هي الخيار الوحيد لحل القضية الإسرائيلية الفلسطينية.
وقال "سيتارام يشوري" كبير الزعماء للشيوعيين "إن سياسة الهند الرسمية لا تزال تدعم قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، والتنفيذ الصارم لقرارات الأمم المتحدة بشأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية".
وأضاف قائلا "وما زالت هذه هي سياستنا الرسمية حتى الآن. وهذا هو موقف الهند التقليدي المقبول والمختبر زمنيا في مجال السياسة الخارجية. وهذا يشمل جميع الأحزاب السياسية في الماضي ".
الملاحظة: الآراء المعبر بها هي آراء المؤلف فحسبُ
المصدر: