POLICIES /الصفحة الرئيسية
كان رئيس الوزراء لسينغافور "لي هسين" يناقش في برلمان بلاده على "كيف يجب أن تعمل الديمقراطية في دولة مدنية" فاستشهد برئيس الوزراء الأول للهند "جواهر لال نهرو" لأنه عاش هاتفاً للديمقراطية ومؤيدا لها، فعندما يصف أحد "الهند لنهرو" فيراد به البنية الديمقراطية التي بناها أول رئيس الوزراء للهند ومؤيدوه.
يوم الثلاثاء، قال "لي" أثناء مناقشته على تقرير لجنة الإمتيازات حول تلك الشكاوى التي قدِّمت ضد أكاذيب ادّعىت بها "رئيسه خان" من الشُّراع السابق للقانون في حزب العمال، فقال "لى: "معظم الدول أُسِّسَت وبدءت رحلتها على أساس المثل العليا والقيم النبيلة، ولكن مع مرور الأيام تتغير الأمور تدريجيًا، وتنقلب على أعقابها، وتجري في سبيل قادة بلادها حسب مرضاتهم.
وأضاف قائلا بأن الأمورتبدأ بقوة عاطفية، ومع أغلبية القادة الذين كانوا يحاربون من أجل الاستقلال فنالوه، وما كانوا يتمتعون بثقافة هائلة وقدرة بارزة، بل جاؤوا من ساحة النضال والقتال وبرزوا كقادة الناس والأمم. ومنهم "دافيد بن جوريون" و "جواهر لال نهرو" .
وأشاد "لي" ولو كانوا محرومين من تسهيلات نمتلك بها اليوم، ولكن لم يكونوا يقصرون في سعيهم وجهدهم في سبيل أهداف عالية لشعوبهم ولبناء عالم جديد شجاع محترم، وفي سبيل تشكيل مستقبل راق لأجيالهم ولبلدانهم، وأضاف " لي" قائلا: "بعيدا عن تلك الحماسة الأولية، لا يتمكن الأجيال القادمة على حفاظ البنية والأساس فنفتقد الحركة والقيادة.
وقال رئيس الوزراء لسنغافور "إن جوهر السياسة يتغير، والإحترام للسياسيين يتراجع، وبعد فترة، يعتقد الناخبون أن هذا هو المعيار، ولا يمكنكم أن تتوقعوا الأفضل. لذا، فإن المعايير تتغير، والثقة تضمحل، والبلاد تسوء أحوالها. فاليوم العديد من النُظم السياسية لا يمكن التعرف عليها تماماً من قِبل قادتها المؤسسين. كما تحولت إسرائيل من معالم زعيمها "بن غوريون" إلى نظام لا يستطيع تشكيل الحكومة إلا بصعوبة، ولذا شهدت إسرائيل أربع انتخابات في عامين. وخلالها واجه كبار السياسيين والمسؤولين في إسرائيل من التهم الجنائية، حتى بعضهم سُجن وحُبس.
وقال "لي" وِفقا لتقارير وسائل الإعلام، اليوم الهند التي زيّنها "نهرو" رئيس الوزراء الأول للهند يوماً، من قدوة مثالية للديمقراطية مع زملاءه ومؤيديه، أصبحت اليوم في حالة أن ما يقارب نصف أعضاء البرلمان في مجلس الشعب (لوك سابها) يواجهون من التُّهَم الجنائية، بما في ذلك اتهامات الإغتصاب والقتل، وعلى الرغم من أن يقال بأن العديد من هذه الإدعاءات ذات دوافع سياسية".
وقال رئيس الوزراء البالغ من عمره 70 عامًا، يجب على كل جيل من الأجيال القادمة حماية النظام الذي ورثته سنغافور والبناء عليه مع مرور الأيام.
وهذا يتطلب منا أن ندعم النزاهة، وننفذ القواعد ونحترم المعايير، ونطبق نفس القانون والقواعد على الجميع بالتساوي، وأن نتأكد من أنه لا أحد فوق القانون. وإذا استطعنا أن نلتزم ذلك- بثبات وباستمرار وبلا تردد- فيمكن لنا حينئذ أن ندبّر الأمور حسب متطلباتها، ويمكن للناس أن يثقوا بقادتنا، وزعمائنا، وأنظمتنا ومؤسساتنا.
وأضاف قائلا: "ديمقراطيتنا يمكن أن تنضج وتتعمق وتنمو في أكثر مرونة، عندما يتبنى كل من المحكوم والحاكم المعايير والقيم الصحيحة، ويعبر عنها، فيمكن لسنغافور أن تواصل في الإزدهار وتشرق، ولكن إذا سمحنا لأنفسنا بالتراخي اليوم، وتجاهلنا عن الأكذوبة ولو مرة واحدة فتضعُف العروة الوثقي من قِيمنا الرافعة الشامخة، ونتقدم إلى الفشل والحرمان والتخلف.
وكانت لجنة الإمتيازات، برئاسة رئيس البرلمان تان تشوان، تنظر في تصرف عضو البرلمان "رئيسة خان" من حزب العمال بعد أن اعترفت في 1 نوفمبر بأنها كذبت في البرلمان، بأنها رافقت ضحية الإعتداء الجنسي إلى مركز الشرطة حيث تعرضت لتعامل سيئ وغير ملائم.
وفي نوفمبر، اعترفت "رئيسة خان" في البرلمان بأنها في الواقع سمعت هذه الحكاية في مجموعة مساعدة وكنتُ عضوا لها، ونشرتها دون الموافقة من الضحية.
وفي 30 نوفمبر، استقالت خان بعد 29عاماً، من عضوية حزب العمال بعد 15 شهرا فقط من أدائها لليمين كأصغر نائب في سنغافور بعد الإنتخابات العامة لعام 2020.
الملاحظة: الآراء المعبرة هي آراء المؤلف فحسبُ
المصدر: