TRENDS /الصفحة الرئيسية
وساهم الهندوس الذين يقيمون في الخليج، في كتابة الرسائل المعادية للإسلام على وسائل التواصل الاجتماعي، مع الميل المناهض للمسلمين لانتشار فائروس كرونا في الهند، فيمكن أن تؤثر مساهمتهم كهذا على التعايش السلمي بين المجتمعين في الأرض العربية.
وانعكس غضب السكان المحليين في تغريدة للأميرة هند القاسمي، عضو في العائلة المالكة في الإمارات العربية المتحدة، وصرحت فيها بإيجاز أن "الأسرة الحاكمة صديقة للهنود ولكن عند الملك فظاظتك غير مرحب بها. ويحصل جميع الموظفين على رواتب مقابل العمل، ولا يأتي أحد مجانًا هنا وأنت تصنع خبزك وزبدك من هذه الأرض التي تحتقرها فسخريتك لن تمر بلا ملاحظة".
وكانت الأميرة القاسمي ترد على وجه التحديد على أحد اسمه سوراب أوبدهياي الذي ذكر في منشوره على وسائل التواصل الاجتماعي أن الهنود هم من بنوا دبي من الصفر واستخدموا مصطلح "الإرهابيون الإسلاميون المتطرفون" لوصف المجتمع المسلم.
ونقلت الأميرة رداً على ذلك، "أي شخص عنصري وتمييزي علناً في الإمارات العربية المتحدة سيُغرم ويُجبر على المغادرة".
واستضافت الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج، على مدى أكثر من 50 عامًا، ملايين الهنود، ومنحتهم وظائفاً من مناصب كبار المديرين إلى عُمال البناء. ووفقًا للتقديرات، هناك ما يقرب من 10 ملايين هندي وافد في الشرق الأوسط ولا شك فيه بأنه مفيد للغاية للاقتصاد الهندي.
والهنود يحتلون المرتبة الأولى في قائمة المواطنين الذين يحولون آلاف الدولارات إلى بلدانهم الأصلية. على سبيل المثال، في عام 2018، تمت إعادة أكثر من 37000 مليون دولار إلى وطنهم من قِبل الهنود في خمس دول عربية - الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر وعمان.
ولا يقتصر الأمر على الكسب والأموال التي أعيدت إلى الهند فحسبُ، بل يشمل أيضا نوعية حياة معظم الهنود ذوي الدخل المتوسط في منطقة الشرق الأوسط التي تكون في أغلب الأحيان أفضل منها في بلدهم الأصلي. ولا شك فيه بأن هناك مسائل تتعلق بمعاملة مع طبقة العمال في المنطقة، ولكن هذه مشكلة عامة وليست خاصة ببلد أو دين بعينه.
هناك عدد كبير من الهند يتخذ أرض العرب موطناً لهم لعقود من الزمن ويستفيدون منها وأيضا لا شك فيه بأن الهنود تركوا بصماتهم في الشرق الأوسط من خلال عملهم الجاد.
ونقل الباحث السعودي عبيدي الزهراني قوله "إنه يجب وضع قائمة بالأفراد الذين عملوا في الشرق الأوسط بآراء معادية للإسلام"، بينما دعا منشور آخر إلى جمع كل الأدلة على من يستهدفون الجالية المسلمة وتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
كان ينبغي للبشر في كافة الأرض أن ينسي اختلافاتهم الصغيرة على أساس الدين أو الطائفة أو ما إلى ذلك في أيام وباء الكرونا، لأن الفيروس التاجي الذي يسببه يستهدف البشر بغض النظر عن معتقداتهم.
وعلى الرغم من أن هذا كان هو الحال إلى حد كبير، ولكن في الهند، لحقت الوباء صبغة مجتمعية حيث ألقى قسم من الأغلبية الهندوسية باللوم على المجتمع المسلم في انتشاره، ومنحهم مؤتمر جماعة التبليغ فرصا ولو كانت الجماعة غير مخطئ كما اعلنتها المحكمة في حكمها بعد الشهور وحضر في هذا الاجتماع عشرات الأشخاص من جميع أنحاء العالم من 13 إلى 15 مارس في منطقة نظام الدين بنيودلهي، وكان بعضهم مصابًا دون علمهم بفيروس COVID-19. ولكن المنظمين أشاروا إلى أن المؤتمر عقد بإذن الشرطة وعقد في وقت لم يكن فيه إغلاق في الهند ولم يتحول فيروس كورونا نفسه إلى تهديد كبير في البلاد.
وربما تداعيات النزعة المعادية للمسلمين أثارت قلق الحكومة الهندية ونشر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تغريده بأن `` COVID-19 لا يرى العرق أو الدين أو اللون أو الطبقة أو العقيدة أو اللغة أو الحدود قبل أن يصيب أحدا. ويجب أن يكون ردنا وسلوكنا وأولويتنا للوحدة والأخوة. ونحن في هذا معا."
وعندما العالم يقاوم مع الفيروس كورونا بدون تعب والحكومات مشغولة في مكافحتها، فلا أحد يرغب في التوترات الدينية ولكن في عصر فيسبوك وتويتر وواتس آب، كل ما تحتاجه هو جملة طائشة أو عبارة أو رأي متعصب لتخريب العلاقات بين البلدان والمجتمعات الصديقات.
كما يتأكد التاريخ الانساني، بأنه لا يمكن تأديب كل فرد من مجتمع البشر في هذا العالم تأديبا كاملا. كما اندلعت الحرب العالمية الأولى بعد أن أطلق غوريلو برنسب النار على ارشيدوق فرانز من أستراليا في عام 1914. وهكذا دفع الفرد الواحدُ العالمَ كله في الحرب القاسية.
الملاحظة: الآراء المعبرة هي آراء المؤلف فحسبُ
المصدر:
Disclaimer: The views, thoughts, and opinions expressed in the above text are solely belongs to the authors of original content, and not necessarily to the employer, organization, committee, translator or other associates of 12ummah.com