POLICIES /الصفحة الرئيسية
"واسو ديو" المعروف باسم "سدهغُرُو" دُعي على برنامج "دي ديلي شَو" الذي استضافه "تريفور نوح" هو ممثل كوميدي ومذيع تلفزيوني معلق سياسي من جنوب أفريقيا. وتحدث عن حملة "إنقاذ الأراضي" التي تهدف أن تقود حملة بيئية لإنقاذ الأراضي من التصحر. وفي الوقت نفسه، كشف تحقيق أجرته شبكة "نيوس لاوندري" بأن "حرم ايشا يوغا" لواسو ديو كان مبنيًا في منطقة "إيكاري بولوفامباتي" وهي قرية صغيرة يسكن فيها "آدي واسي" وبُني الحرم بدون الحصول على تصاريح بيئية كافية.
وتصاعد الصراع بين الإنسان والحيوان في غابات كويماتور خلال سنوات 15-20 الماضية والسبب الأساسي لهذا الصراع هو البناء غير القانوني في مواطن الأفيال. وحرم "إيشا" يمتد على نطاق واسع من الغابات. ونحاول انقاذ البيئة الطبيعية لهذه المنطقة، لكي نحتفظ على تنوعها البيولوجي. وهذا هو السبب الرئيسي نقاوم ضد مباني إيشا غير القانونية. وأشار التماسٌ في محكمة مَدراس العليا إلى أنه ليس نزاعًا شخصيًا.
ومن زمن طويل، يوجد الولع البالغ لدي الغرب لرجال الدين والروحانية من الشرق. ويمثّل "واسو جغّي" كمعلم روحي مفضل للقرن الحادي العشرين وهو يتمتع بلقاءات وزيارات النجوم الأمريكيين وممثّليها الذين يسافرون خارج بلادهم باحثين عن السلم الداخلي والروحانية. وفي الآونة الاخيرة، "تشارلى بوث" و SZA ، وماثيو ماكونهي مع Sadhguru ونشروا تعليقاتهم حول تفاعلاتهم معه، وصادقوا قوته الناعمة و قرّروا مشروعية محاولات الهندوتفا لنشر ثقافتها كمحبة السلام و غير ضارة.
ولكن في وطنه-الهند- من المعروف بأن "سادو غرو واسو ديو" احتلّ الأراضي من أجل معبده المترامي الأطراف وألقا خطابات الاسلاموفوبيا. وذات مرة وصف الطالب المسلم "طالباني" كما يعتبر هذا اللقب في الهند كسمعة سيئة وبعد فترة وجيزة أيّد قانون تعديل المواطنة وهو تشريع أثار احتجاجات ضخمة لعدم دستوريته. وأشاد رئيسُ الوزراء بتأييده وأعرب عن تقديره لأنه يزعم بأن "سادوغرو" اوضح المعلومات المضلة من قِبل جماعات المصالح الخاصة، وجاء ثناء الرئيس في حين تم نهب الجامعات وإطلاق النار على المتظاهرين، والغاز المسيل للدموع، وقتلهم بأمر من الحكومة الحاكمة.
وعلى الرغم من هذه الأمثلة وغيرها من الأمثلة العديدة على الزعفران الناعم (لون الزعفران هو علامة الهندوتفا)، فإن "سادهو غُرو" لايزال يتلقى الدعوات للتفاعل مع المشاهير ولمشاركة في البرامج الحوارية من خارج الهند، حيث يُمنح فرصة ملائمة لتعبير أي شيء باطنيٍ وروحانيٍ مقابل المزيد من المصداقية. والمثال الأخير هو مجرد مثال آخر يوضح كيف أن نظرة المستشرقين تعمل على تجانس الثقافات الشرقية في كيان قابل للتسويق والاستهلاك. وإنه الدافع الذي يجعل "سادهو غُرو" لا يمكن تمييزه عن "دالاي لاما- رجل الديني البُدهي- في أعيُن غير مدرّبين الغربيين. وتسمح هذه الروحانية العلمانية باستيلاء جميع الأفكار من الشرق وتسويقها على أنها اختراق إلهي لتحقيق الذات لتعزيز الرخاء والسعادة الفردية. وفي هذه العملية، تُزيّن الفروق الدقية الثقافية والاجتماعية والتاريخية بأكثر سلاسة.
وأوضحت المقالة الصادرة في جريدة "دي وائر" بأن منفعة سادهو غُرو للقوميين الهندوتفا المتحمسين هي فريدة ومحددة، لأنه يقدّم مِيزة كئيبة للروح النضالية في سياسة الهندوتفا".
وبالتالي فإن الثقافة الروحانية الغربية تتيح مجالا مفتوحا ل "لساهو غُرو" لترويج صوت "العقلاني" و "الخيري" لهندوتفا متخفيًا باعتباره نمط الحياة الهندوسية. لأن الميل الغربي إلى الارتقاء برجال الدين والروحانية الذين يسمون أنفسهم بأنهم منارات للتنوير من شأنه أن يعزز سلاحا أيديولوجيا قويا للقومية الهندوسية في العالم ولاسيما في الغرب.
الملاحظة: جميع الأفكار والأخبار والآراء المنشورة على الموقع هي آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع.
المصدر: