POLICIES /الصفحة الرئيسية
وير ساوركر الذي اقترح فِكرة هندوتفا وأيدولوجيتها، كان يبرر " الاغتصاب كأداة سياسية مشروعة " قبل عقود من الاعتداء الجنسي على النساء خلال أعمال الشغب التي وقعت في ولاية غجرات في عام ٢٠٠٢ وفي مظفر نغرعام ٢٠١٣. وشرّحه ساوركر اثناء محاولته لإعادة تشكيل فكرة "الفضيلة الهندوسية" في كتابه…
" Six Glorious Epochs of Indian History" (ستة عصور ذات مجد من التاريخ الهندي)
وكتبه في اللغة المراتهي قبل سنوات قلائل من وفاته في عام ١٩٦٦.
وتقدم هذا الكتاب Six Glorious Epochs سردًا لمقاومة الهندوس ضد احتلال الهند منذ العصور الأولى. ويستند إلى السجلات التاريخية (العديد منها مشكوك فيها)، والروايات المبالغ فيها للمسافرين الأجانب، وكتابات المؤرخين الاستعماريين. وتعيد فكرة ساوركر المروعة والمحمومة هذه المصادر المتنوعة في كتابه الذي يعرّب غضبه وكراهيته.
ويُعتبر سرد ساوركر للمقاومة الهندوسية من باب تاريخ المناقب والفضائل. وحدد الفضائل التي كانت تضر الهند وأدت إلى غزوها. وشرّح فلسفته الأخلاقية في الفصل الثامن، Perverted Conception of Virtues (المفهوم المنحرف للفضائل) واستنكر فيه فكرة الفضيلة المطلقة أو غير المشروطة.
وقال "في الواقع الفضائل والرذائل هي مصطلحات نسبية فحسبُ".
رئيس الوزراء الهندي نرندرا مدي معجب بسافاركار، مثل كل أتباع هندوتفا
الفضائل أو الرذائل؟
ويقول ساوركر بأن تحديد الفضيلة أو رذيلة تحتاج إلى دراسة في بأنها تخدم مصالح المجتمع ولاسيما المجتمع الهندوسي أم لا، لأن الظروف تتغير، والمجتمعات تقتدي بالتقلّب والتغيير دائمًا، ويمكن أحيانًا أن يُعتبر شيء فضيلةً في الماضي ولكن يُعد رذيلة في الوقت الحاضر إذا يضر بالبشرية.
وقال على سبيل المثال، "أن النظام الطبقي بقواعده المفصلة للنقاء والتلوث يساعد في استقرار المجتمع الهندوسي، ولكن بعض هذه القواعد أصبحت غير فعالة، ومنها منبوذة، وحظرًا على مياه الشرب لأفراد الطبقات الأخرى، وتناول الطعام بين الطبقات، والزواج بين الطبقات، والرحلة البحرية، وحظر العودة إلى الهندوسية لأولئك الذين اعتنقوا الإسلام أو المسيحية بالقوة، ومقاطعة اشخاصٍ الذين تحدوا هذه المحظورات".
وعندما منح الفاتحون المسلمون الحقوقَ والحرية للمنبوذين من طبقات الهندوس في مملكتهم، يعُدها ساوركر قائلا بأنهم انتهكوا النظام الطبقي واشتغلوها لتصاعد اعدادهم.
الاغتصاب كأداة سياسية
ومع هذه التعليمات الأخلاقية، اقترح ساوركر فكرة الاغتصاب كأداة سياسية، وعبّر عنه باعتباره أمنية، من خلال سؤال: ماذا لو كان الملوك الهندوس، الذين هزموا نظرائهم المسلمين في بعض المعارك، قد اغتصبوا نساءهم أيضاً؟
وعبّر عن أمنيته بعد أن يدعي: " كان من الواجب الديني لكل مسلم أن يخطف النساء غير المسلمات ويجبرهن على دخول دينهم واضاف أن هذا التعصب لم يكن "جنونًا اسلاميًا" بل كان من مشاريع لتصاعد عدد سكان المسلمين لاستغلال القوانين الطبيعة التي لا مفر منها، وإنه نفس القانون الذي يطيعه عالم الحيوان".
ويستشهد بأمثلة من العالم البشري كما كتب بأن "القبائل البرية" الأفريقية كانت تقتل أعدائها الذكور فقط، ويستحيون نساءهم، وتوزّعهن بين المنتصرين، لكي يزدادوا أعدادهم من ذرية النساء المخطوفات. وجاء بالمثال الآخر كما يكتب ساوركر بأن قبيلة النجا في الهند تقتل النساء من القبائل المتنافسة التي لا يمكن أسرهن لأنهم كانوا يعتقدون وهم مصيبون في فكرتهم هذه بأن قلة النساء ستؤثر على أعداد أعداءهم وينقص عددهم.
ويدعي ساوركر بأن الفاتحين المسلمين أيضا اتبعوا خطوات القبائل الأفريقية في هذا الصدد.
أشاد سافاركار ربي في الهند ناريندرا مودي
وادعي ساوركر بأن كل من السلاطين إلى الجنود تزوّجوا مع النساء الهندوسية وفي أسرة الملوك الهندوس لكي يزداد أعداد المسلمين لكي ينتصروا الهند بالعدد وبكثافة السكان.
وحتى بمعاييره الخاصة، يدعي ساوركر أخطر منها في ادعاءه الكاذبة بأن النساء المسلمات اللواتي يعشن حتى في الممالك الهندوسية يغرين الفتيات الهندوسات، "كانت تحبس هن في منازلهن، وتنقلهن إلى مراكز المسلمين في المساجد والمعابد".
واضاف ساوركر بأن النساء المسلمات ترتكبن مثل هذه الفظائع لأنهن كن لم يخشن العقاب من الرجال الهندوس كما كان الهندوس يتبعون "فكرة منحرفة عن شهامة النساء" ولذا عندما هزموا منافسيهم المسلمين، عاقبوا الرجال بينهم، وليس نسائهم.
وزير الداخلية السابق للهند كتابًا عن سافاركار
وكتب ساوركر "بأن الرجال المسلمون وحدهم، الذين عانوا من الإهانات بعد الهزم وليست النساء المسلمات".
ووحشية المسلمين في العصور الوسطى، سواء كانت ثابتة أم لا. (لا شك فيه أن بعض المؤرخين بالغوا فيه ونشروا الكذب والافتراءات في تاريخ المسلمين في الهند) فالصراع التاريخي يتجلى في أعمال الشغب اليوم.
ولذلك، قادة حزب حزب بهارتيا جنتا يطالبون بالاحتفال بأبطال ويسمون مقاوماتهم "المقاومة الهندوسية".
ما يسمونه المقاومة الهندوسية.
وفي الوقت نفسه تبني ساوركر لهجة نيتشوية مميزة وينادي "أيها المجتمع الهندوسي! من بين كل الخطايا والضعف التي تسببت في سقوطكم، فإن الفضائل هي أعظمها وأقواها ".
فتخلوا عن هذه الفضائل كلها في ولاية غجرات في 2002 عام وفي مدينة مظفر نغر 2013 عام. الجدير بالذكر هنا بأن عدد من المؤيدين يطالبون لتكريم ساوركر الذي وُلد قبل 133 سنة.
خطأ ملك شيواجي:
عندما انتصر الملك شيواجي مهاراج، أعاد زوجة ابن الحاكم الذي كان يحكم منطقة كليان، فيحصد عمل الملك أعجابا وتحسينًا له ولكن يؤلّم ساوركر وأتباعه وهذا الأسف يدفعه إلى التباعد من الذين يثنون شيواجي. وكذلك اتبعه القائد شمباجي وأعاد زوجة والي باسين البرتغالي.
فيكتب ساوركر:
"و ليس من العجب، ما فعلوا ذلك، ولكن ألا يتذكر شيفاجي مهراج ولا شيماجي آبا، الفظائع وعمليات الاغتصاب والتحرش التي ارتكبها محمود الغزني ومحمد غوري وعلاء الدين خلجي وآخرين، مع آلاف السيدات والفتيات الهندوسيات".
مودي معجب بسافاركار وأيديولوجيته
واسوء ما قال ساوركر "كانت الفكرة السائدة لدي الحمقاء الهندوس بأن "أي نوع من العلاقات مع امرأة مسلمة يعني اعتناقهم للإسلام". وأصبح هذا الاعتقاد عائقاً أمام فرض الرجال الهندوس للعقاب على "الطبقة النسائية المسلمة" (الممارسة الجنسية العادلة) بسبب فظائعهم. [الكلمات بين قوسين سافاركار].
ومن يدرس ويقرء كتب ساوركر ومقالاته يطلع على أن تقلب مجري تعليمات الأخلاقية وحرر الهندوس من القيود التي تمنعهم من البربرية والهمجية. كما لا يبدو بأن ساوركر كان مقتنع بقدراته في الإقناع.
واليوم لا مكان لمقولة ساوركر لماذا يجب أن يتبع أحد فكرة ساوركر عن الاغتصاب كأداة سياسية اليوم، بالنظر إلى أنه كتابه " Six Glorious Epochs " يتناول أيام الماضية للهند.
وساوركر صرح بكلمات جلية بأن تغيير الدين يعتبر تغيير الجنسية والجدير بالذكر بأن ساوركر هو الأول وليس محمد علي جناح من اقترح تقسيم الهند في دولتين دولة الهندوس ودولة المسلمين.
وفي فكرة ساوركر، يجب التزام بتلك القواعد الأخلاقية فقط التي تمهد الطريق أمام الهندوس إلى ترسيخ تفوقهم على المسلمين.
١٢ أمة هى صحافة مدافعة، وهى مبادرة غير هادفة للربح، تجلب أحوال المسلمين الهنود فى لغتكم الأم. الرجاء لزيارة صفحات الموقع لاطلاع على الفظائع المعادية للمسلمين فى ظل أيدولوجية هندوتفا. الرجاء لمراسلة اخبارنا ومقالاتنا بين أصدقاءكم و احباءكم، نكون شاكرا لكم، جزاكم الله خيرا
الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع.
المصدر: اسكرول ان