POLICIES /الصفحة الرئيسية
تواجه السيدة سونال شاه انتقادات وجدلاً واسعا حيث وقع أكثر من ١٢٠٠٠ شخصًا على عريضة تطالب بإقالة الخبيرة الاقتصادية البالغة من العمر ٥٣ عامًا بعد شهر من تعيينها في المجلس الاستشاري لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية وذلك بسبب خلفيتها كقائدة في منظمة الهندوس العالمية المتطرفة (فيشوا هندو بريشاد) بفرع أمريكا (VHP-America).
تم تعيين السيدة شاه في المجلس الأمريكي بتاريخ ١٧ مارس ٢٠٢٢م ولكن العريضة التي تم إطلاقها بتاريخ ٢١ أبريل تدعي أن تعيينها قد يفاجئ البعض نظراً إلى حقيقة أنها قضت عدة سنوات كزعيمة في الفرع الأمريكي لمنظمة الهندوس العالمية، المنظمة التي صنفتها وكالة المخابرات المركزية في عام ٢٠١٨م على أنها "منظمة دينية متشددة".
تجدر الإشارة إلى المنظمة جزء من مجموعة المنظمات القومية الهندوسية التي تضم منظمة آر إيس إيس شبه العسكرية وذراعها السياسي حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند. اتهمت المنظمات الثلاث مرارًا من قبل مجموعات مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش بتورطها في أكبر حوادث العنف ضد الأقليات في الهند والتي تعود إلى عام ١٩٩٢م.
هذه هي المرة الثانية من تعيينها من قبل الرئيس الأمريكي حيث أدى اختيارها في الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب باراك أوباما عام ٢٠٠٨م أيضاً إلى اندلاع ردود فعل دولية استمرت لمدة شهر ركزت على دورها لمدة ثلاث سنوات كزعيمة في منظمة الهندوس العالمية بأمريكا بالإضافة إلى روابط أسرتها العميقة مع مؤسسة أصدقاء حزب بهاراتيا جاناتا في الخارج (OFBJP) حيث عمل والدها راميش شاه على مناصب مختلفة للمؤسسة بما فيها رئاستها لمدة أكثر من ٢٠ عامًا.
سافر راميش شاه في عام ٢٠١٤م إلى الهند للمشاركة في حملة مرشح حزب بهاراتيا جاناتا لرئاسة الوزراء آنذاك ناريندرا مودي الذي مُنع من دخول الولايات المتحدة في ذلك الوقت بسبب تورطه المزعوم في مذبحة عام ٢٠٠٢م ضد المسلمين في ولاية غوجارات. وكان أيضًا من بين أحد الفريق الأساسي الذي نظم حفل استقبال ضخم في مدينة نيويورك للسيد ناريندرا مودي بعد انتخابه - وبسبب الحصانة الدبلوماسية - لم يعد ممنوعًا من السفر إلى أمريكا.
ووفقًا للعريضة إن الدور الطويل لوالد سونال شاه كمسؤول تنفيذي في مؤسسة OFBJP كان مفيدًا بشكل خاص لطموحات ناريندرا مودي السياسية والتي اعترفت بها إدارة مودي عندما منحت الحكومة الهندية راميش وهو من سكان هيوستن بتكساس أعلى جائزة تقدمها الهند للهنود غير المقيمين وهي جائزة التكريم للجالية الهندية "برافاسي بهاراتيا سمان" في يناير عام ٢٠١٧م بمدينة بنغالورو في ولاية كارناتاكا الهندية.
كانت منظمة الهندوس العالمية من بين المجموعات الأساسية المتورطة في مذبحة غوجارات عام ٢٠٠٢م، والتي كانت واحدة من الشكاوى في عام ٢٠٠٨م حول الدور القيادي لسونال شاه في فرع المنظمة بأمريكا. انتهى هذا الجدل بعد ما صرحت السيدة شاه، "لو كنت قادرًا على تنبأ دور منظمة VHP بالهند في هذه الأحداث الشنيعة أو توقعت أن VHP الأمريكية يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة تواطؤ نظيرتها الهندية في أحداث غوجارات في عام ٢٠٠٢م- وبالتالي تقويض الجهود الثقافية والإنسانية للمجموعة الأمريكية التي شاركت فيها - لم أكن عضوا في المنظمة وأشارك في برنامجها بأمريكا. ولكن مع ذلك تدعي العريضة أن ردها وانفصالها الفاتر عن المنظمة لم يكن أكثر من رد فعل انتهازي اضطرتها إلى إصدارها بسبب الضغوط السياسية.
تسلط العريضة الضوء أيضًا على الدور القيادي للسيدة شاه في فرع المنظمة بأمريكا في الوقت الذي كان فيه منظمة VHPمعروفًا دوليًا بشكل أساسي لمشاركتها في تدمير المسجد البابري عام ١٩٩٢م، والأمر الذي أثار أعمال شغب وحشية أودت بحياة الآلاف.
يوضح كشف طويل مرتبط بالعريضة للسيدة شاه حيث يذكر أن زعيم حزب بهاراتيا جاناتا إيل كيه أدفاني قام بتأسيس مؤسسةOFBJP في الولايات المتحدة في عام ١٩٩٢م وذلك بهدف مواجهة التغطية الصحفية السلبية التي كان الحزب يتلقاها لمشاركته في حملة هدم المسجد البابري. أصبح السيد أدفاني الذي قُبض عليه لدوره في الهدم، نائبًا لرئيس الوزراء لاحقا في عام ٢٠٠٤م وذلك بعد مذبحة غوجارات ٢٠٠٢م. زارالسيد راميش شاه ولاية غوجارات للعمل مع مؤسسة OFBJP لإعادة انتخاب أدفاني. قامت أسرة السيدة شاه باستضافة السيد مودي الذي كان منظمًا رئيسيًا في حملة أدفاني لهدم المسجد في منزلها في الولايات المتحدة في التسعينيات.
تشير العريضة إلى أن السيدة شاه استمرت في المشاركة حتى في جمع التبرعات لمنظمة الهندوس العالمية بأمريكا عام ٢٠٠٨م وتخلصت من المخاوف التي أثارها البعض بشأن دورها القيادي السابق في المنظمة بكونها غبية. ومع ذلك، يبدو أن أكثر من ١٢٠٠٠ من الموقعين على عريضة تطالب بعزلها لا يوافقون على ذلك.
يطالب هؤلاء الموقعون على العريضة بإزالة السيدة شاه من مجلس وزارة الأمن الداخلي الأمريكية من أجل روابطها مع منظمات الهندوتفا حيث عرِّف منظمة العفو الدولية الهندوتفا - أو القومية الهندوسية - بأنها "الأيديولوجية السياسية لأمة هندوسية خالصة". بينما تجتاح أعمال عنف الهندوتفا في طول الهند وعرضها اليوم لدرجة أن بعض الخبراء يحذرون من وقوع إبادة جماعية ضد المسلمين الهنود، فهل سونال شاه حقًا هو الشخص المناسب لتقديم المشورة لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية؟
١٢ أمة هى صحافة مدافعة، وهى مبادرة غير هادفة للربح، تجلب أحوال المسلمين الهنود فى لغتكم الأم. الرجاء لزيارة صفحات الموقع لاطلاع على الفظائع المعادية للمسلمين فى ظل أيدولوجية هندوتفا. الرجاء لمراسلة اخبارنا ومقالاتنا بين أصدقاءكم و احباءكم، نكون شاكرا لكم، جزاكم الله خيرا
الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع
المصدر: ميديم دات كام