POLICIES /الصفحة الرئيسية

المستجدات...في الحفاظ على استمرار المشاعر المعادية ضد المسلمين على مدار السنة

ويكتب الكاتب الشهير الهندي أبوروانند في مقالته على مستجدات حديثة يعاني بها المسلمون الهنود في حياتهم اليوميا، كما يلي:

شهدت الاحتفالات بمهرجان "نافراتري" و"رام نافامي" الهندوسي حوادث العنف ضد المسلمين في ولايات مختلفة بما فيها ولاية بيهار وأترابراديش ومادهيا براديش وغوجارات وكارناتاكا وغرب البنغال وغوا.

وحفل "رأس السنة الهندوسية" هو مهرجان هندوسي مكتشف حديثًا، حيث يتم الاحتفال به بحماسة كبيرة على مدار العقد الماضي وذلك بهدف تقليل شأن "رأس السنة الميلادية". ويمكن للمرء أن يقول أن كل هذه المستجدات في الهند ليست جديدة.

وأصبحت المهرجانات الهندوسية الآن فرصة للتعبير عن مشاعر الكراهية ضد المسلمين بحرية من خلال الشعارات والأغاني المليئة بالإساءة للمسلمين أو الدعوات إما لقتلهم أو إذلالهم. وفي الواقع ستجد هذه المستجدات غير مرحب بها عند الآلهة والإلهات الذين يتم الاحتفال هذه المهرجانات بأسمائهم.

والناس خارج الهند يتحيرون من هذه الأمور ويفكرون عن الأسباب وراء هذا العنف؟ هل يحاول المسلمون إيقاف أو منع هذه الاحتفالات؟ أم ماذا يمكن أن يكون سبب وقوع حوادث العنف ضدهم؟ ولكن النمط مألوف حيث تصر المواكب الدينية الهندوسية المسلحة بالسيوف والأسلحة من مختلف الأنواع، على مسيرها ومرورها من المناطق التي يعيش فيها معظم المسلمين، ثم يعزفون خلال المسيرات الأغاني الاستفزازية ويطلقون أسلحتهم ويهددون المسلمين بتغيير دينهم أو مغادرة البلاد أو القضاء عليهم.

نرى دعوات بشكل علنى للإبادة الجماعية للمسلمين من مدينة دلهي عاصمة الهند ثم من ولايات مختلفة من خلال التجمع الديني "دهارما سانساد"، ويتمتع أولئك الذين يدعون إلى مذبحة المسلمين بحرية كاملة ويتجولون ويخوضون في النشاطات المماثلة.

لقد أصبح تعطل صلوات الجمعة في مدينة غروغرام قرب عاصمة الهند أمرًا طبيعيًا لدرجة أننا توقفنا عن الحديث عنها.
قرأنا عن محاولة الهندوس استهداف الحجاب أو البرقع الذي ترتديه النساء المسلمات.أوتعرض المسلمين للهجوم أثناء السفر للاشتباه في أنهم يحملون لحوم البقر أوحتى طعامًا غير نباتي. أويمكن مهاجمتهم لمجرد قيامهم بأعمالهم وتجارتهم مثل الرجل الذي تعرضت عربة البطيخ الخاصة به للتخريب خارج المعبد أوبائع البرياني الذي دمرت عربته، واجه بائعو الفاكهة المسلمون في منطقة أوتام ناغار في دلهي أعمال عنف ودعوة للمقاطعة ضدهم أو بائع السوار الذي تم الاعتداء عليه ثم تم سجنه.

 ونتأمل حول حادثة أبلغت عنها امرأة حيث ذكرت أن أثناء السفر بالقطار يسأل صبي صغيرولايبلغ من العمر حتى ١٠ سنوات، زوج المرأة فجأة إذا كان مسلمًا. وعندما أكد ذلك  يرد الصبي ببراءة بأنه يجب إطلاق النار عليه. شعر الزوجان بصدمة شديدة لدرجة أن الزوجة تقول إنهما قررا عدم السفر بالقطار بعد الآن حتى عندما كان السفر الجوي بعيدًا عن إمكانياتهما.

ألسنا متعودين من أعمال العنف حينما يعود المسلمون إلى ديارهم بعد العيد أوينصح لهم خلال عيد الأضحى بعدم السفر مع اللحوم؟ أو حينما يتم تفتيش بيوت المسلمين لمعرفة إما إذا كانت هناك لحوم  بقرة في ثلاجتهم؟
أم عندما تثير القنوات التليفزيونية ويبثون من أنواع الجهاد المختلفة المزعومة؟ الجهاد الاقتصادي والجهاد التاريخي والجهاد الإعلامي والجهاد السينمائي والموسيقي وجهاد زيادة السكانية وجهاد الحب وجهاد الأراضي وفوق كل ذلك هو جهاد بكون ضحية.

لا ينبغي التعامل مع كل هذه المستجدات على أنها مزحة لأن ادعاء كل هذه الأنواع من "الجهاد" يتم من الشخصيات البارزة ومن الذين يؤثرون على سياسات الهند.

أعرب رئيس منظمة آر أيس أيس موهان بهاغوات مؤخرًا عن قلقه من أن المسلمين دبروا مؤامرة للتسلل إلى الجهاز الإداري للدولة الهندية، الأمر الذي تصف منصة إعلامية باسم جهاد التسلل إلى هيئة الخدمة الهندية العامة.

هل يمكن أن نقول إن إقفال الحكومة على أبواب مقر جماعة الدعوة والتبليغ في مركز نظام الدين في دلهي والسيطرة عليه هو عمل من أعمال العنف؟ هل يمكن أن نقول أن تغيير اسم مدينة "الله أباد" إلى "برياغ راج" تعتبر عمل عنف؟
يتم وصف الأطفال المسلمين في المدارس من قبل أصدقائهم أو معلميهم - وهذا ليس أمرا جديدا على الإطلاق - بأنهم باكستانيون أو يتم إلقاء اللوم عليهم فيما يسمى بفظائع المغول، هل هذا عنف أم لا؟
كتب الصحفي السيد على شان جعفري بأن هناك زيادة هائلة في العنف بمختلف أنواعه ضد المسلمين حيث رأينا أكثر من ٢٠ دعوة علنية إلى إبادة جماعية للمسلمين من قبل زعماء منظمات الهندوتفا المؤثرين في الأشهر الـ ٢٤الماضية.
حملات مقاطعة المسلمين

الاعتداءات الجسدية على القادة المسلمين
عمليات الإعدام خارج نطاق القانون على أساس يومي
مزاد النساء المسلمات على الانترنيت
الاعتداء على الطعام والملابس والأماكن الدينية والثقافة للمسلمين
هجوم على بائعي الفواكه
تضييق خناق شركات اللحوم
تغيير أسماء المدن
يضيف السيد جعفري قائلا إننا ننظر إلى زيادة خطاب الكراهية من حيث الكمية، ولكن لا يناقش أحد التغيير النوعي في هذه التصريحات حيث تم استبدال الرؤية الجينغوية للهند وشعار فاندي ماتارام بشعارات الهندوتفا و"جاي شري رام" و"ديش كي غادارون ".

إذن ما هي أسباب وراء هذا العنف؟
كما كتبنا سابقا بأنه توجد هناك أسباب متعددة. يتآمر الرجال المسلمون للزواج مع النساء الهندوسيات و قلق قديم. وعقدة النقص الجنسي التي ملأها الهندوس في مواجهة الرجال المسلمين تجعل الهندوس ينقلبون عليهم بالعنف وحتى أن سيدة متعلمة ادعت
أن المسلمين في الواقع يتدربون على تربية الثيران لممارسة الجنس وزعمت أن الجهاد الجنسي يشنه المسلمون وليس مجرد جهاد الحب الذي يوجد دويه في وسائل الاعلام.

تعتبر فكرة تآمر المسلمين للتغلب على السكان الهندوس مقنعة للغاية بالنسبة للهندوس. كما توجد شائعات أن المسلمين ارتكبوا فظائع بحق أجدادهم وأن الحكام المسلمين قتلوا مئات الآلاف من الهندوس، وكل هذه الأفكار والشائعات أصبحت جزءًا من الفطرة الهندوسية. ويُنظر إلى إنشاء باكستان على أنه سبب وجيه لمعاملة جميع المسلمين في الهند بشك دائم.

يعتبر كل هذه المستجدات ليست جديدة ولكن وصلت أعمال العنف ضد المسلمين إلى مستوى خطير الآن حيث تحولت أعمال العنف ضد المسلمين إلى حوادث يومية في الهند. ومن الصعب إحصاء الجماعات الكبيرة والصغيرة التي انتشرت في جميع أنحاء الهند والتي تحمل أسماء هندوسية ولكن لديها مشروع مشترك وغير مخفي وهو ارتكاب أعمال عنف ضد المسلمين بأشكال مختلفة.

يبدو أن الفكرة وراء كل هذه المستجدات وحوادث العنف هي الحفاظ على استمرار المشاعر المعادية ضد المسلمين على مدار السنة. يحاول بعض الناس أحيانًا تفسير هذه المستجدات بأنها تصميم لاستقطاب الناخبين أثناء إجراء الانتخابات. ويسمى بعض الآخرين جهازًا لجذب انتباه الناس بعيدًا عن المشكلات الحقيقية والتحديات التي يواجهها الهنود.

ولكن كل ما يفعل هذا العنف الرمزي والثقافي والجسدي المستمر على نطاق واسع ضد المسلمين هو أنه يجعل عددًا كبيرًا من الهندوس متواطئين في أعمال إجرامية ليصبحوا هؤلاء الأشخاص جنود المشاة لمشروع تحويل الهند إلى دولة هندوسية "هندو راشترا" حيث يعيش المسلمون في مرحلة دائمة من القهر.إنه يعطي هؤلاء الهندوس إحساسًا بملكية الهند وأن المسلمين تحت رحمتهم وهذا ما تخيله وي دي ساوركار، مؤسس منظمة آر أيس أيس وقد خططت منظمته منذ فترة ما يقارب من قرن.

يتم إجراء هذا العنف المتزايد بمساعدة من الشرطة والسلطات الحكومية والإدارية وتتجاهله المحاكم. وإنها تحبط معنويات المسلمين حيث يصبح غالبية المسلمين يفقدون أي اهتمام بالسياسة. ولكن هذا هو مساعدة لسياسة منظمة آر أيس أيس بشكل كبيروأمر ترغب فيه المنظمة. وإن هذه الأوضاع يصبح المسلمون يشككون في الهندوس والدولة

ومن المفارقات أيضًا أنها تحول الهندوس يتشككون في المسلمين ويعرب الهندوس عن استياءهم من مطالبة المسلمين بالعدالة ويشعرون أن المسلمين ضدهم. يزيد العنف دائما من الانقسام ويبعد الهندوس عن المسلمين وهذا ما تبغيه منظمة آر أيس أيس.

وفي نهاية الكلام يمكن لنا أن نفهم أن العنف ضد المسلمين له سبب واحد وهدف واحد فقط: هو دفع الهند التي دولة يهيمن عليها نظام منظمة آر أيس أيس التي تطلب من الهندوس قبولها على أن الهند أصبحت دولة هندوسية "هندو راشترا" ومبدأها الأساسي هو العنف ضد المسلمين والمسيحيين.

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

المصدر: ريديف دات كام

Take Me Top