POLICIES /الصفحة الرئيسية
يقول الكاتب الصحفي الهندي، اكانشا سينغ " توجد أمامنا ثلاثة أمور يجب أخذها بعين الاعتبار عندما نستعد لوظيفة كصحفيين- أن نفكر في خيار أسئلتنا، وأماكننا وأجهزتنا ولكن يزداد شيء رابع لمصورنا الوثائقي- روشن عباس كما يجب عليه أن يفكر هل يناسب له أن يكشف عن هويته الحقيقية كمسلم أم لا؟
وعباس، المؤلف المشارك لهذا المقال، رجل مسلم من الهند ويُزعم بأن الهند تُعد هذه الأيام كبلدٍ يتم فيها، تشويه سمعة المسلمين وطردهم من منازلهم، وخنق حريتهم للتعبير الديني في حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي كما كتب الصحفي اكانشا.
وعندما كان يجهز نفسه للسفر في البلاد لعمله، اختار عدم ارتداء -الكورتة وقميص- قد يشير إلى هويته كمسلم.
وأخذنا هذا القرار في سبيل الاحتياط والحذر كما تصاعدت في الماضي حوادث اعتداء جماعي على المسلمين التى أدت إلى خلق مشاعر بعدم الارتياح في الأماكن العامة.
كما يحرص عباس على عدم الكشف عن حضوره في الجامعة الملية الإسلامية - وهي جامعة إسلامية مرتبطة بالاحتجاجات التي يقودها الطلاب ضد الحكومة عقب اتخاذها "قانون تعديل المواطنة" وتم إغلاق الحرم الجامعي بشكل متقطع منذ عام 2019 وسط علاقة مضطربة مع الحكومة.
وهذا القانون هو مثال للاضطهاد المستهذف للمسلمين كما يمنح الجنسية لهندية للمهاجرين غير المسلمين، والذي قدمه حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم في عام 2019. ويجب على كل موطن هندي أن يثبت جنسيته وإن لا، فهو يُعتبر مهاجرا أو أجنبيًا فإذا فشل أحد من الهندوس في تقديم الوثائق التي تثبت جنسيته، يُمنح الجنسية بموجب هذا القانون ولكن يُنكر المسلم من منح الجنسية بعدم تقديم الوثائق بموجب هذا القانون.
ومؤخراً، قد اقترح رئيس الوزراء مودي قائلا بأن الأشخاص الذين يحتجون على القانون يمكن "التعرف عليهم بملابسهم" - في إشارة واضحة إلى المتظاهرين المسلمين. فلا عجب إذن أن يشعر المسلمون الهنود بأنهم اضطروا إلى تغيير طراز ملابسهم وتناول الطعام والتحدث في الأماكن العامة.
وظلت التوترات بين الهندوس والمسلمين من بؤر التوتر لعقود من الزمن، حتى قبل مغادرة البريطانيين في عام 1947 وحصول البلاد على استقلالها ولكن منذ وصول حكومة مودي إلى السلطة في عام 2014 ، تصاعدت الجرائم ضد الأقلية المسلمة باطراد.
ولو حتى اليوم، لم يتعرف أعضاء حزب بهارتيا جاناتا هدفهم بتحويل الهند إلى "دولة هندوسية" ولكن عندما يصف أحدٌ من هم المسلمين بـ "آخرين أو الأجانب" فتظهر استراتيجيتهم الفعالة في سياسات حزب بهارتيا جانتا وبموجبها يهتم الحزب بمشاعر الأغلبية اهتماما بالغًا.
الآن، ما يقرب من 200 مليون مسلم في الهند - ما يزيد قليلاً عن 14٪ من السكان - يدافعون عن حقهم في العيش.
وفي شهر ماضي، هدم المسؤولون المحليون منازل المسلمين ومتاجرهم بجرافات في منطقة جهانغير بوري – وهو حي ذي دخل منخفض وغالبية سكانها من المسلمين- وشُهدت أجراءات الهدم في أعقاب اشتباكات طائفية بين الهندوس والمسلمين في المنطقة. وهو يعكس الطريقة التي استجابت بها السلطات لاندلاع أعمال عنف مماثلة في أجزاء أخرى من البلاد – بالجرافات.
وليست الهدم يعاني به المسلمون فقط بل أصبحت دعوة مفتوحة للعنف ضد المسلمين، تُسمع مرارا وتكرارا بشكل متزايد. وعقب حظر الحجاب في القاعات الدراسية كما فرضته ولاية كرناتاكا في جنوب الهند، وجه عضو من منظمة "هندو نشنلست يوته" دعوة ضد مسلمات لابسات حجاب "إلى تقطيعهن في قطعات".
وفي العام الماضي، في شهر ديسمبر وجه زعيم هندوسي في حدث من مدينة أتراخاند، دعوةً للهندوس إلى " حمل السلاح" لضمان "عدم تولي مسلم رئاسة الوزراء في عام 2029".
ومع ذلك، يبدو أن قادة العالم غير منزعجين من الوضع على الأرض في الهند ولا شاهدنا عقوبات أو إدانات واسعة لحكومة مودي. وفي تجربتنا كصحفيين- وجدنا أن الوضع الهندي لا يحصل على التغطية الإعلامية الدولية إلا قليلًا و ولو تحتاج هذه الأخبار إلى التغطية الواجبة.
و واجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون انتقادات من قِبل بعض الاعلام الدولية كما التقط صورا على جرافة خلال زيارته إلى مصنع جرافات JCP ولأن الجرافات كانت تحمل نفس علامات الماركة التى تستخدم لهدم متاجر ومنازل يملكها المسلمون.
وأدت إلى إثارة غضب في كل من الهند والمملكة المتحدة، حتى أن أعضاء المعارضة في المملكة المتحدة طرحوا أسئلة محرجة إذا كانت رحلة جونسون إلى الهند "لدعم إضفاء الشرعية على تصرفات حكومة مودي اليمينية المتطرفة".
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يلوح واقفا على جرافة في مصنع JCB في ولاية غوجارات، خلال رحلته إلى الهند في أبريل.
في السنوات الأخيرة ، أصدرت العديد من الدول التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا قانون "جهاد الحب" (أو "مناهضة التحول"). يهدف القانون إلى منع النساء من التحول عندما يتزوجن من خارج دينهن، وخاصة كما يشير الاسم، مما يمنع الهندوس من الزواج من رجال المسلمين ولقد تم تشبيهه بقوانين "نورمبرغ" لعام 1935 التي تحظر الزواج بين اليهود وتلك من الدم الألماني "الأصيل" في ألمانيا النازية.
وهذا العام ، نجد أنفسنا نتقدم نحو دولة قومية دعائية. وأشاد مودي علنًا بفيلم مثير للجدل حول طالب جامعي خيالي اكتشف أن مسلحين إسلاميين قتلوا والديه الكشميريين الهندوس.
وتمتع الفيلم بوضع "معفى من الضرائب" في عدة ولايات حتى شاهده جمهور أوسع ومع ذلك، أيضًا هُتفت شعارات معادية للمسلمين في العديد من السينما وتم عرضه في مناطق سكانية مختلطة في دلهي بتواجد الشرطة المتزايد.
وتنتشر الإسلاموفوبيا في كل جانب من جوانب المجتمع الهندي. و تتم إعادة تسمية مدننا لمحو آثار التاريخ الإسلامي.
وبينما يؤدي حظر لحوم البقر واللحوم إلى تخويف الفئات المهمشة المحرومة اقتصاديًا بما في ذلك المسلمين، تستمر المعايير المزدوجة الإجمالية لصادرات لحوم البقر من الهند. (الأبقار تعتبر مقدسة لدي الهندوس)
ويُجبر المسلمون الهنود على التنقل في المساحات الاجتماعية بعين الحذر، وسط ما يسمى بقانون "مكافحة الإرهاب" للاعتقال والسجن لسنوات دون محاكمة. بالنسبة للعديد من النشطاء والصحفيين المسجونين بموجب القانون، فإن ذنبهم الوحيد هو هويتهم الإسلامية. لكن أي سجن ظالم يفعل أكثر من إسكات الشجعان ؛ إنه يغرس الشعور بالخوف في عقول الشباب في المجتمع المسلم.
وفي مارس، أصدر التحالف الدولي، "جينوسائد واتش" تحذيرًا من الإبادة الجماعية – قائلا بأن المسلمين يتعرضون لتهديداتها. وأعلنت الهند في قمة "لمنع الإبادة الجماعية"، أن البلاد على شفا الإبادة الجماعية، كما أفاد الكاتب الصحفي الهندي، اكانشا سينغ.
وما خفي أعظم من لباس عباس، كما تواجه النساء المسلمات كراهية القومية الهندوسية بالاستمرار، ولا شك فيه بأن ما
يحدث للسكان المسلمين في الهند هو قضية إنسانية يجب أن ننتبه إليها جميعًا.
الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع
المصدر: سي أين أين