POLICIES /الصفحة الرئيسية
يقول الكاتب 'اسماعيل بتيل' أن علاقات الهند وإسرائيل تُميّز بين المبادئ والمصالح وتسلط عليها الضوء كما كانت الهند حليفًا سياسيا ضد الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي لفلسطين والمهاتما غاندي ونهرو وغيرهم من الأسلاف الذين شاركوا في نضال من أجل الاستقلال الهندي، تحدّوا الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
ولم يتراجع دعم الهند للفلسطينيين حتى بعد اعتراف الهند رسميًا بدولة إسرائيل في عام 1950، وبعد نهاية الحرب الباردة عندما ازدهرت فرص للتوسع الرأسمالي، أقامت الهند علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل في عام 1992.
لقاء بنيامين نتنياهو وناريندرا مودي التاريخي
ويقول الكاتب 'اسماعيل بتيل' "في العقود التالية بعد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بدأت المصالح باتخاذ مكان المبادئ كما وقعت الهند وإسرائيل في عام 2006 على المشروع الزراعي الهندي الإسرائيلي 'لتبادل أفضل الممارسات' التى تعزز التنوع في المحاصيل وإنتاجيتها وأيضا وقعت البلدان على برامج التدريب المهني. وبدأت التجارة الثنائية تنمو مع تنامي الروابط العسكرية.
و منذ عام 2017 ، بعد ثلاث سنوات فقط من وصول حزب بهاراتيا جاناتا القومي اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى السلطة، أصبحت الهند شريكًا استراتيجيًا ومنتجًا مشاركًا للأسلحة الإسرائيلية، حيث أجرت الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة وتبادلت زيارات الوفود الأمنية والعسكرية.
هندوس - تجمع أمريكي لدعم إسرائيل 2021
ومنذ أن تولى مودي منصبه في عام 2014، بات يتوجه ما نسبته 42 بالمئة من جميع صادرات الأسلحة الإسرائيلية إلى الهند.. وذكر "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ' Stockholm International Peace Research Institute (Sipri)' في تقريره بأن شحنات الأسلحة من إسرائيل إلى الهند زادت بنسبة 175 بالمائة بين عامي 2015 و 2019 وقد وسع البلدان تعاونهما في مجال الأمن السيبراني خلال السنوات الأخيرة.
وعلى الجبهة الاقتصادية، ارتفعت التجارة الثنائية ما بين 1992 و2021 إلى 6.35 مليار دولار في 2021 مقارنة بما لا يتجاوز الـ200 مليون دولار في 1992.
استهداف المسلمين
يقول الكاتب 'اسماعيل بتيل' أنه في عهد حكومة حزب بهارتيا جانتا، انتقلت العلاقات بين الهند وإسرائيل إلى ما هو أبعد من مجرد المصالح الاقتصادية، إلى التآزر الأيديولوجي.
جاء 70.000 هندوسي في الهند لدعم إسرائيل في 2018
الخيط المشترك الذي يوحدهم هو القومية اليمينية المتطرفة، التي تدعو إلى استبعاد، إن لم يكن طرد، بحق جميع الآخرين الذين لا يلتزمون بالهوية ا الإقصائية التي خصصوها لدولتهم.
في هذا السياق، أصبح المسلم هدفًا للعنف في الهند، بينما تعتبر اسرائيل الفلسطينيين عائقا رئيسيا في طريق التوسع الاستعماري. و أما القوميون الهندوس من أتباع حزب بهارتيا جانتا، فيزعمون بأن المسلمين هم يمثلون الشائبة التي تلوث الأمة الهندوسية النقية، هذا هو فلسطينية المسلمين الهنود.
و لم يتورع الدبلوماسي الهندي سانديب تشاكرافوتي صراحة عن الدعوة إلى تبني الأساليب الإسرائيلية. وكان في عام 2019 قد أكد على ضرورة أن يتبنى الهندوس النموذج الإسرائيلي في التعامل مع كشمير المحتلة من قبل الهند. ولذلك فليس مفاجئاً أن يستخدم الجيش الهندي في كشمير المدنيين كدروع بشرية تماماً كما تفعل إسرائيل في المناطق الفلسطينية المحتلة، وهذه الممارسة غير المشروعة تحظى بالتنديد الدولي.
وعندما أقرت الهند في عام 2019 تعديلاً لقانون الجنسية، يعرض العفو عن المهاجرين غير الشرعيين من الدول المجاورة إن كانوا من غير المسلمين، وأعلنت مجموعة مناصرة مؤيدة لإسرائيل تسمى "قفوا معنا" (StandWithUs)عن دعمها لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم. وحظيت هذه الخطوة بتأييد القنصل الإسرائيلي في جنوب الهند، دانا كورش، التي قالت إن "الهند بلد يتمتع بالسيادة وله الحق" في سن التعديل.
الممارسات العنصرية والعنيفة
بحسب ما تقوله "هيومان رايتس واتش"، فإنه منذ أن وصل حزب بهارتيا جانتا إلى السلطة، فإنه قد "سن تشريعات متعددة واتخذ غير ذلك من الإجراءات التي شرعنت التمييز ضد الأقليات الدينية وعززت من القومية الهندوسية التي تمارس العنف". وهذه المأسسة للعنصرية هي التي مكنت المتطرفين الهندوس في الهند والمستوطنين اليهود في فلسطين من الدعوة جهاراً إلى موت المسلمين والعرب، بينما ينعم المتطرفون الهندوس والإسرائيليون اليهود بحصانة شبه تامة من المساءلة والمحاسبة.
التقى ناريندرا مودي بالصبي الإسرائيلي موشيه ، لكنه لم يزور الصبي المسلم جنيد الذي أعدمه هندوتفا
ولم يزل الفلسطينيون في إسرائيل والمسلمون في الهند يتعرضون للتمييز وللاعتداءات البدنية بل وحتى للقتل، وقوات الأمن لا تفشل في حمايتهم فحسب بل تشارك في الهجوم عليهم بعض الأحيان. وفي كلا البلدين، بات القضاء أداة من أدوات الحكومة المؤدلجة. كما يقول الكاتب 'اسماعيل بتيل'.
والمجال الآخر الذي يتشابه فيه الطرفان هو هدم المنازل. تقوم إسرائيل بشكل دوري بهدم منازل الفلسطينيين كشكل من أشكال العقاب الجماعي، تاركة آلاف الناس بلا مأوى. وفي الهند يتم أيضاً هدم منازل المسلمين الذين تزعم السلطات أنهم شاركوا في احتجاجات ضد الحكومة.
العلم الإسرائيلي في معسكر الجيش الهندي بالقرب من الحدود الباكستانية
وفعلاً، فإن توسع التحالف الهندي الإسرائيلي عبر السنين ليتجاوز التعاون الاقتصادي وصل إلى الاشتراك في نفس الأساليب العنصرية والعنيفة، وكما يسعي كل طرف منهما إلي تغطية الخطايا يرتكبها الآخر. و يقف حلفاؤهم الغربيون يتفرجون بينما تتصاعد حِدة انتهاكات حقوق الإنسان مستمرًا في البلدين.
وعلى المستوى الدولي، ومع صعود القيادات الشعبوية اليمينية، فإن التحالف الهندي الإسرائيلي يعتبر وصفة خطيرة لانتشار العنصرية والإسلاموفوبيا حول العالم. كما كتب 'اسماعيل بتيل' في مقال نشره على موقع "ميدل إيست آي"
الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع
المصدر: ميدل إيست آي