لندن: ياسمين قريشي، عضو مجلس العموم البريطاني من حزب العمالي، شاركت في مناظرة عُقدت في مجلس العموم البريطاني بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين للإبادة الجماعية في سريبرينيتشا وسلّطت ياسمين فيها الضوء على تشابهات بين إبادة اليهود-الهولوكوست- وإبادة جماعية في سربرنيتسا وبين مذبحة المسلمين في بورما والبيئة المعادية للإسلام التى تصاعد في الهند.

وقالت السيدة قريشي: "حدثت إثنتان من إبادة جماعية في أوروبا، إحداها كانت إبادة اليهود-الهولوكوست- التى قُتل فيها أكثر من ستة ملايين يهودي. والأخري هي الإبادة الجماعية البوسنية بين عامي 1992 و 1995، والتي أدت إلى القتل المخطط والمنهجي لما يقرب من  100000 مسلم، وتشريد 2 مليون شخص، واغتصاب جماعي لما يصل إلى 50000 امرأة لمجرد كونهن مسلمات.

وأضافت السيدة قريشي قائلة: "هناك يوجد أوجه تشابه مزعج بين ما حدث خلال مذبحة سربرنيتسا وبين قتل الروهينجا فى بورما، وعلى نفس الطريق، تصاعد القومية الهندوسية وموجة أعمال العنف في الهند من قِبل منظمات تنتمي إلى الهندوتفا في عهد رئيس الوزراء مودي.

وعندما هي كانت تلقي خطابا كانت صراخات مدهشة للإبادة الجماعية البوسنية ومأسيها تتوارد على خواطرها فعبّرت عن حزنها العميق قائلة: "لا ينسي الكثير منا صورا مدهشة من الحرب البوسنة كانت تتداول على شاشات تلفزيوننا خلال التسعينيات. وكيف لا نتذكر ما شاهدنا من صور مروعة لعاصمة بوسينا-سراييفو- وهي كانت تحت الحصار ومواطنها كانوا محتجزين في معسكرات الاعتقال، ولم نُشرت تقارير الفظائع التى اُرتكبت فى جميع أنحاء البوسنة إلا متأخرًا، التى حدثت على الأراضي الأوروبية فقط بعد 50 عامًا من تعهد العالم "أبدًا لا مرة أخرى".

وقالت إن الإبادة الجماعية البوسنية تعتبر مصدر إلهام وتحريك عند المتطرفين اليمينيين ولكراهية الإسلام، كما لعب مهاجم مسجد 'كرايستشيرش' أغنية تمجد 'كاراديتش' قبل الهجوم (كاراديستش كان سياسيا وشاعرا أدين فيما بعد بإرتكاب إبادة جماعية)

وأندرس بريفيك (وهو معروف بارتكاب هجمات النرويج 2011 في 22 يوليو) أيضا كان معجبا بحروب بلقان وبالقومية الصربية المتطرفة.
 
وفي السنوات القليلة الماضية، حدثت أحداث مختلفة حول العالم تعزز أهمية الذكري ما تعرضت لها سربرنيتسا من مأسي مروعة.

وأشادت السيدة قريشي بشكل خاص بالنساء و وصفتهن بـ`` الملهمات '' من البوسنة وقالت إنها زارت البوسنة والتقت بنساء `` ملهمات '' أظهرن ، على الرغم من تجربتهن أسوأ ما في الإنسانية ، العزم المتين لإعادة بناء حياتهن و القوة الهائلة لمقاومة. ومن خلال إحياء ذكري الإبادة الجماعية نساعد لضمان عدم نسيان الضحايا".
والعديد من أعضاء البرلمان البريطاني عبّروا عن تأييدهم مع سيدة قريشي.

أليسيا كيرنزمن حزب المحافظين البريطاني
وحسب تقارير نشرتها وسائل الإعلام ومقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تستطع أليسيا كيرنز، النائبة المحافظة عن 'ليسترشاير، من انجلنترا، أن تمسك دموعها أثناء حديثها عن المأساة التي واجهتها إحدى ناخبيها كارين باكوود، كما أصيب زوجه الراحل ، عامر، برصاصة في حرب البوسنة عندما كان يبلغ من العمر 13 عامًا لكونه "ذكرًا وبوسنيا".

وقالت النائبة: "لستُ خجولة من دموعي لأنه كلما تنهمر دموعونا من عيوننا نؤكد مجددا بأننا نهتم بهم ولن نوافق أبدا على نسيان هؤلاء الأشخاص وعلى إسكاتهم" بل سنكون ألسنتهم.

ومع دموعها، أليسيا روت قصة عامر: "إنه كان شابا خلوقا ولطيفا يعيش مع عائلته، كان يلعب كرة القدم في الحديقة ويحب لعب السيارات والقصص المصورة ولكن اقتحمت الميليشيا في منطقته وطُرد عامر وحُرم من كل شئ كان يملك من السعادة والبهجة و في لمح البصر، فقد عامر ألعابه وسياراته للعب وكتبه للقصص وكل شيئ كان يحبه. عندما كان عامر- البالغ من العمر 13 عامًا- على طريقه للبيت لحقه جندي صربي وأطلق النار عليه.
 
وأضافت: عامر صرخ للجندي "أنا مجرد ولد ولست جنديا، لماذا تطلق النار علي؟ " للأسف ، سرعان ما عرف عامر الإجابة: لأنه كان رجلاً وكان بوسنيًا.

وكانت النائبة تحكي أمام الجميع حكايات من حياته المشرقة كما ساعد عامر أحد الناجين من إبادة اليهود وهو 'إيلي ويزل' الكاتب الشهير في استعادة حياته في المملكة المتحدة. كما ذكرت مقالة نشرها موقع غزالي خان.

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

المصدر: موقع غزالي خان