الهندوتفا تنتمي إلى حركة عمرها 100، تفوق 'هندوسية' وتهدف إلى تحويل الهند العلمانية -تضامنها الدستور- إلى 'دولة هندوسية' لتفوق الهندوس. وتقود الحركة راشتريا سوايامسيفاك سانغ (RSS)، المنبع الأيديولوجي لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند وعشرات الجماعات اليمينية الهندوسية الأخرى في جميع أنحاء البلاد.

والجميع يتحدث عن "نموذج ولاية غوجرات" و نموذج ولاية أترا براديش" أثناء حديثهم في فظائع يرتكبها هندوتفا ولكن في جنوب الهند هو فى الواقع ولاية كرنارتكا تمثل هذا النموذج الذا يتصاعد في بقية البلاد، ويسمي "نموذج كرناتكا".

وولاية أترابراديش، هي ولاية أكثر اكظاظًا بالسكان فى الهند والتي يحكمها الراهب الهندوسي المتششدد 'يوغي أديتياناث' كانت تهيمن عناوين الصحف لسياسياتها المعادية للمسلمين خلال السنوات الماضية، بما في ذلك مواجهات متزايدة للقضاء، وهدم المنازل والمتاجر وأعتقال أشخاص يمارسون حرية التعبير.

ولكن يُعد نموذج ولاية غوجرات أول من اعتنق أيدولوجية هندوتفا سياسيا عمليا وأثبت قدومها في الولاية وروّجها في البلاد كلها كقدوة للهندوتفا وللمعجبين بها وهذه الولاية اندلعت فيها أعمال الشغب على نظاق واسع ضد المسلمين وتعرض المسلمون للفصل العنصري على أراضيها وهذه كلها حدثت فى رئاسة ناريندرا مودي بكل مكر ودهاء.

وفي عام 2002 ، اتُهمت حكومة مودي بارتكاب مذبحة مدبرة للمسلمين برعاية الدولة بعد أن اندلعت الحرق في قطار كان يحمل الزائرين الهندوسيين الذين يرجعون من زيارة دينيية، وأثارت هذه الحرق أعمال شغب في الولاية ضد المسلمين بتهمة تحريق القطار ظنًا وبهتانًا ويقول المسؤولون: "أن عدد القتلى من المسلمين وصل 1044 قتيلًا وأصاب 2500 بجروح و فقد 223 شخصا في هذه أعمال الشغب، ولكن النشطاء يزعمون أن عدد القتلي كان ضعفين مما يشير إليه المسؤولون.

ومع ذلك، لم يحظ "نموذج كرناتكا" باهتمام بالغ ولكن انتصر في نفاذ مشروعات هندوتفا في الهدوء، ولذا يزعم أنها لم تشارك هذه المنطقة الحضرية المتطورة للغاية في مشروع هندوتفا فحسب، بل قادت على المستوى الوطني ايضًا.
 
وفي الأسبوعين الماضيين، اُرتكبت ثلاث جرائم قتل بدوافع دينية في ولاية كارناتاكا الساحلية، بما في ذلك رجلان مسلمان وعضو في جناح الشباب للهندوتفا.

وقال وزير ولاية كارناتاكا من حزب ينتمي إلى هندوتفا، علانية، إن الولاية الجنوبية "ستتقدم بخمس خطوات على ولاية أترا براديش" وهي مستعدة حتى لتنفيذ عمليات أعدام خارج نطاق القضاء للمتهمين.

ويزعم أن ولاية كرناتكا تقود في منع الحجاب، ومقاطعة بيع اللحوم، ومقاطعة تجارة المسلمين، وحظر الزواج بين الأديان، واعتقال شباب ونشطاء مسلمين، وقتل مجهول لشباب مسلمين. و بالنسبة للمراقبين المقربين لسياسة كارناتاكا، فإن هذه الأحداث ليست مصادفة.

ويزعم أن هذه الأحداث ما وقعت بدون تنظيم بل صرفت 'أسرة سنغ' سعيها وجهودها لأجل هذه القضايا كلها بدقة على مدي عقود في هذه المنطقة.

و'أسرة سنغ' تتضمن عِدة منظمات هندوتفا تشغل في الهند كلها في رئاسة حركة 'آر ايس ايس' وهي أيضا تعرف بـ"أسرة آر ايس ايس".

و كارناتكا هي الولاية الجنوبية الوحيدة التي يتولى فيها حزب بهاراتيا جانتا السلطة - وهو نجاح سياسي جاء بعد عقود من الاستقطاب الطائفي والتوحيد الهندوسي.

وعلى سبيل المثال، تصف وسائل الإعلام الحلية، المسلمين والمسيحيين باسم "أنيا بهارتيا" يعني -الهنود الآخرون- أو "أنيا كومو" يعني -الدين الآخر-.

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

المصدر:  الجزيرة  

English    |    Türkiye