POLICIES /الصفحة الرئيسية
نيودلهي، الهند (01 نوفمبر/تشرين الثاني): كان جناح الطلاب الهنود في جامعة جواهر لال نهرو يهتفون بالشعارات أثناء الاحتجاج على الأحداث الأخيرة التي وقعت في ولاية تريبورا شمال شرق الهند في نوفمبر/تشرين الثاني. 01، 2021 في نيودلهي، الهند.
إنّ أعمال العنف من جانب الهندوس المتطرفين لايزال يزداد ضد المسلمين والمسيحيين وضد الديانات الأخرى في الهند، ولكن هل يهتم بها الغرب؟
قالت بوجا شكن باندا زعيمة جماعة "هندو مهاسبها" التي تعتنق القومية الهندوسية المتشددة في مقطع فيديو على يوتيوب في اجتماع لنشطاء الهندوس اليمينيين المتطرفين وإنها" مائة 100 منا على استعداد تام لقتل مليونين منهم. ثمّ نحن سَنَفوز ونَجْعلُ الهند أمة هندوسية. وقالت استعدوا للقتل وللذهاب إلى السجن ".
ولم تكن هي الناشطة الهندوسية الوحيدة التي دعت إلى الإبادة الجماعية للمسلمين خلال الاجتماع، ومع تصاعد العداوة والعنف تجاه المسلمين، ظهرت أصوات متعددة التي تهتف وتنادي إلى إبادة جماعية للمسلمين في الهند ويظهر ذلك في منصات الإعلام بشكل متزايد، كما تظهر المقالات التي تناقش "هل تتجه الهند إلى الإبادة الجماعية ضد المسلمين حقّا.
لقد واجهت المجتمعات المسلمة في الهند أنواعا من التمييز، والذي يقول الخبراء إنه تدهور تحت حكومة حزب "بهاراتيا جاناتا القومية الهندوسية".
وقال ليو زونجيي، الأمين العام لمركز البحوث للتعاون بين الصين وجنوب آسيا في معاهد شنغهاي للدراسات الدولية، لصحيفة غلوبال تايمز "اتخذت إدارة مودي العديد من القرارات، بما في ذلك التخلص من الوضع المستقل لكشمير التي تديرها الهند، وهي ولاية ذات أغلبية مسلمة، وإصدار قانون تعديل الجنسية، الذي كان قانونا معاديا للمسلمين. وقد أكملت هذه التحركات مطالب القوميين الهندوس وأفسح المجال لغطرستهم ".
وحذر ليو أيضاً من أن "حزب بهاراتيا جاناتا" سوف يزيد من تحريض المشاعر المعادية ضد المسلمين لجذب الناخبين مع العلم بأنه لم يبق إلا أقل من شهر في الانتخابات النيابية في خمسة من الولايات.
وبينما يتصاعد التطرف الهندوسي، أصبحت حالة المسلمين الهنود والمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى صعباً بشكل متزايد. ومن السخرية أن الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، التي تزعم دائماً اهتمامها بحقوق الإنسان، لا تهتم كثيراً بوضع الأقليات الدينية في الهند. بل إنهم يمدحون الهند باعتبارها مثالا للديمقراطية الجيدة. وكانت الهند ضيفة أثناء ما يسمى قمة الديمقراطية التي عقدتها الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2021. في يوليو 2021، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الديمقراطية الهندية هي "قوة للخير في الدفاع عن الهند والمحيط الهادئ وللعالم الحر ".
إن بعض السياسيين الأميركيين الذين يتحدثون كثيراً عن حقوق المسلمين، مثل ماركو روبيو وكريس سميث، أمسكوا ألسنتهم على قضايا المسلمين في الهند، وإن السياسيين الأمريكيين والنخب العالمية يدركون ماذا يحدث في الهند، ولكن اعتبارا لموقع الهند الهام في المشهد الجغرافي الاستراتيجي العالمي، وخاصة لدورها مع الصين، فإن إدارة بايدن التي تعتبر نفسها مدافع عن حقوق الإنسان، تجاهلت عن هذه القضايا بشكل تام، واختارت تعزيز الروابط العسكرية والسياسية مع الهند.
"ولم تهتم الولايات المتحدة والغرب اهتماما وافيا لقضية المسلمين في الهند، ولا يهُمّ لسياسة الولايات المتحدة إلا السيطرة والانتصار على نيودلهي استراتيجيا وفي المحيط الهندي والمحيط الهادئ واستخدام الهند ضدّ الصين ولتحقيق هذه الأهداف يمكن لهم الاِهمال بكلّ شيء.
قال ليو. "إن الولايات المتحدة سوف تستخدم قضية المسلمين ورقة مساومة في علاقاتها مع الهند، وإذا لزم الأمر، فإن واشنطن سوف تستخدم قضية المسلمين كأداة للضغط على إدارة مودي من أجل التنسيق مع الولايات المتحدة وخدمة الاحتياجات الاستراتيجية للولايات المتحدة.
وما دامت الهند قادرة على خدمة المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، فإن الأوضاع الحالية ومعاناة المسلمين والأقليات العرقية الدينية الأخرى في الهند لن يكون مصدر قلق كبير لواشنطن.
المصدر