TRENDS /الصفحة الرئيسية

مصير الهند يتوقف على اختارنا من الهندوتفا الاستبعادية وتعددية غاندي: يقول راما جندرا غوا

يرفض غاندي بشكل قاطع الاقتراحَ القائل بأن مجتمع الأغلبية لديه الحق في السيطرة على السياسة والحكم في البلاد.

صورة لمهاتما غاندي مؤرخة في 1 كانون الثاني 1948. اغتيل بنهاية ذلك الشهر

بعد أشهر من عودته من جنوب إفريقيا خاطب غاندهي في "كلية استافن دلهي" جمهورًا من طلاب ذوي خلفيات دينية متنوعة وتحدث غاندي في خطابه عن مرشده جوبال كرشنا فقال "إن مرشدي كان هندوسيا ولكن هندوسيا حقيقيا، ومرةً جاء إليه راهب هندوسي وقدّم أمامه اقتراحاً أن يمثّل القضية السياسية الهندوسية في لوحة عداوة المسلمين وأصرّ على اقتراحه بأدلة دينية خادعة. فرده المرشد بالكلمات التالية: "ان يجب عليّ أن افعل ما شرّحت لي لأنني هندوسيٌّ فاكتب وانشره بأنني لست هندوسيّا".
في العقود الأولى من القرن العشرين، ادعى بعض السياسيين الهندوس وكذلك العديد من رجال الدين الهندوس، أن الأغلبية العددية التي يمتلكها مجتمعهم أعطتهم الحق في السيطرة على السياسة والحكم في الهند، هذا الاعتقاد رفضه غاندي وأتباعه من السياسيين والمثقفين بشكل قاطع مثل مرشده، جوبال الذي رفض أن يعبر الهند "أمة هندوسية" لأنه كان يعتبر هذا التعبير إغراء.
في كتاب صدر مؤخرًا " قاتل غاندي" يقدم فيه كاتبه ديريندرا ك جا أدلة صارمة على أن علاقات ناتورام جودسي قاتل غاندي كانت قوية مع حركة هندوتفا راشتريا سوايامسيفاك سانغ (آر ايس ايس) طوال الأربعينيات من القرن الماضي، حتى وقت قتل غاندي في يناير. 30، 1948. ولا تنسي فيما وراء مسألة الانتماء الفردي، دائما تكمن المسألة الأعمق المتعلقة بالتقارب الأيديولوجي.
مثل قاتل غاندي حركة آر ايس ايس ايضا لا تزال تؤمن بأن الهندوس لديهم مطالبات مسبقة ومتفوقة في السياسة والحياة الثقافية في الهند.
المطالبات المساوية:
ولو تدعى حركة آر ايس ايس أن الهندوس لديهم مطالبة خاصة بالهند كان غاندي وأتباعه يثق بأن الناس من جميع الأديان لديهم حقوق متساوية في الدولة وكل ما تمثلها البلد. ولا شك فيه بأن رؤية غاندي الأخلاقية وممارسته السياسة توحّدت وتجسّدت فكرة شاملة للهند.
في عام 1945 نشر غاندي كتيبا عن البرنامج البناء لحزبه "المؤتمر الوطني الهندي" فكتب في تمهيده "أول شيء أساسي" لتحقيق الوحدة الطائفية هو "أن يمثل كل عضو في الحزب، أيا كانت ديانته، هندوسيا أو مسلما أو مسيحيا أو زوروستريا أويهوديا وما إلى ذلك، عليه أن يشعر بهويته مع كل واحد من الملايين من سكان بلد الهند وهذا الإدراك سيزرع كل عضو في الحزب صداقات شخصية مع أشخاص يمثلون عقائد أخرى غير عقائده. وينبغي أن يكون له نفس الاعتبار للعقائد الأخرى كما هو عليه بالنسبة لعقائده.
واغتل غاندي في سبيل اعتقاده ودعوته بأن الهند تنتمي إلى كل من يسكن فيها كائن ما كان هندوسيا أو مسلما.
الكراهية للمسلمين:
والكاتب السياسي فينوبا شرّح الفجوة الشاسعة بين الحركة الوطنية بقيادة غاندي وأنصار الهندوتفا. وقال كان منهج حركة آر ايس ايس مناقضا لتطبيقنا دوماً. وفي الاحتجاج عندما كنا ذاهبين إلى السجن، كانت سياستهم للانضمام إلى الجيش أو قوة الشرطة. وكانوا يسارعون دائما إلى مواضع تسبب حدوث أعمال شغب بين الهندوس والمسلمين. ولقد رأت الحكومة في يومها "الحكومة الانغليز" مصالحها السياسية فتشجّعهم والآن نحن نتعامل مع العواقب".
وهناك آخرون من بين أتباع غاندي، الذين درسوا الهندوتفا درسا عميقا فتصدقوا ما قال الكاتب "فينوبا" في حق الهندوتفا والناشط "مشرُ والا" بعد دراسة عميقة على هندوتفا أعرب عن شعوره البالغ وقال "أصبح مخاوفي حول الهندوتفا أقوي مع مرور الأيام".
والناشط ماشروالا كان يدرس الأدب الماراثي من قبل وعن "حركة آر ايس ايس" ولخّص قراءاته في كلمات تالية وقال ولو "من شعار هندوتفا هو حب الهندوسية وسوء النية تجاه لا شيء"، ورأيي هو أن النصف الأخير غير صحيح، ومن كل ما سمعت عن الهندوتفا وقرأتها من مؤلفاتها، سوء النية والكره للمسلمين ".
وقد ملئت كتابات غولوالكار الرئيس السابق لحركة آر ايس ايس، وهو كاتب رئيسي عندهم ب "سوء الإرادة والكره للمسلمين" الذي حدده الناشط ماشروالا بوصفه مبدأ أساسيا في حركة آر ايس ايس، ولو يتمتع رئيسها الحالي، موهان باغوات بأسلوب أقل تشددا من بعض أسلافه لكنه يؤيد نفس أيدولوجية- التفوق الهندوسي- وصمته المستمر عن الخطابات الكراهية في التجمع الديني في مدينة هاريدوار يكشف في هذا الصدد.
واليوم في عام 2022، بين أيدولوجية الهندوتفا التي تصطاد الأقلية والأخرى الفلسفة التعددية والشاملة لغاندي التي توفر للجميع المساواة، لم تزل فجوة واسعة حائلة كما كانت في عام 1948، والآن على جميع المواطن الهندي أن يختار بين أحدهما أو الآخر بكل حكمة وشجاعة لأن مستقبل جمهورية الهند يعتمد على اختارهم اليوم.

الملاحظة: الآراء المعبر بها هي آراء المؤلف فحسبُ

المصدر

Take Me Top