POLICIES /الصفحة الرئيسية
أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا إلى رئيس الوزراء الجديد لولاية أترابراديش، أكبر ولاية في الهند وطلبت فيه التراجع عَلَنا بتصريحاته المعادية للمسلمين. ومن الجدير بالذكر أن المنظمة أصدرت آخر بيانها من هذا القبيل إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأصدرت المنظمة هذا البيان بعد أن تولى الراهب الهندوسي المتشدد "يوغي آدتياناث" زمام السلطة الأسبوع الماضي في ولاية أوترا براديش، وهي ولاية يبلغ عدد سكانها إلى 200 مليون نسمة. (ومن الجدير بالذكر أن عدد سكان البرازيل يبلغ إلى 200.4 مليون). ولاية أوترا براديش تتمتع بتأثير كبير على السياسة الوطنية باعتبارها أكبر ولاية في الهند. إنها أيضا ولاية مضطربة الأحوال، حيث قتل أكثر من ألفين شخص في أعمال شغب حول قضية معبد متنازع فيه عام 1992م.
آدتياناث هو شخصية مثيرة للجدل بسبب تصريحاته المتشددة والمضادة للنساء والمسلمين. ويعتبر مؤيدا كبيرا لحملة تسمى "جهاد الحب"، وهي حملة تسعى إلى توقيف الشباب المسلمين من الزواج بالنساء الهندوسيات، مدعيا دون أدلة بأن النية وراء مثل هذا الزواج هي تحويلهن إلى الإسلام. ودعا مؤيدوه إلى حفر قبور النساء المسلمات واغتصابهن. وصرّح في عام 2015م حيث قال إنه إذا حصل على الفرصة، فسيقوم بتثبيت أصنام الآلهة الهندوسية في كل مسجد. وفي مقطع فيديو تم تحميله في عام 2014، قال آدتياناث: "إذا كان المسلمون يأخذون (يزوجون) فتاة هندوسية واحدة، فسوف نأخذ 100 فتاة مسلمة. إذا قتلوا هندوسي واحد، سنقتل 100 مسلم".
ويتم احتفال شهر ديسمبر ذكرى مرور 25 عاما من تلك الحادثة التي كانت بقيادة مجموعة من المنظمات الهندوسية الدولية المتطرفة (فشوا هندو بريشد) وشركائها، بما فيها حزب بهارتيا جاناتا الحاكم في الهند حاليا، حيث دمروا في تلك الحادثة المسجد البابري التاريخي في بلدة أيوديا بولاية أوترا براديش من أجل بناء معبد مخصص للإله الهندوسي راما.
ويدعي الهندوس أن المسجد تم بناءه على أنقاض معبد خلال عصر المغول، ويمثل هذا العام ذكرى مرور 25 عاما من وعد حزب بهارتيا جاناتا ببناء معبد راما في نفس الموقع.
كما أن هذه المستجدات تشير إلى ارتفاع موجة إسلاموفوبيا في الهند، مع صعود الحزب اليمين بعد الفوز الغير المتوقع لناريندرا مودي في الانتخابات الوطنية لعام 2014م.
قام النشطاء الهندوسيون المتطرفون بقتل رجل مسلم في بلدة دادري بولاية أوتار براديش باتهمامه أنه ذبح بقرة، المقدسة لدى الهندوس. وأفاد آدتياناث، الذي يقدس ويعبد البقر مع أنصاره، أن عائلة الرجل المقتول يجب أن يواجه تهم جنائية. وردت التقارير بأن آدتياناث وعد خلال حملات انتخابية في ولاية أوتار براديش بأن الهند سوف تكون خالية من المسلمين، إذا صوت الهندوس لصالح طبقتهم ديانتهم، ويبدو أن الخطة نجحت بشكل تام.
إن أوجه التشابه بين مودي وآدتياناث أيضا ملفتة للنظر بشكل كبير حيث يستقطب الإثنان في السياسة الهندية عن طريق القضايا الدينية والعنصرية. تورط مودي في أعمال الشغب في ولاية غوجارات الغربية في عام 2002م – وذلك ما جعله منبوذا في السياسة الوطنية وكذلك داخل حزبه. وآدتياناث أيضا غير مرغوب فيه داخل حزبه، ويبدو أن الجماهير يحبونهما لأن كل من مودي وآدتياناث تمكنا من وضع أنفسهما كالمحافظ للرموز الهندوسية - البقرة ومعبد أيوديه – حيث قاما بإقناع الجماهير على ما يبدو أن هذه الرموز تحت تهديد من القوات الإسلامية. وأصبحت البقرة بشكل سريع هاجسا وطنيا. ويقوم موقع آدتياناث بإجراء الاستطلاع على ما إذا كان ينبغي معاقبة ذابح البقر معاقبة شديدة؛ و 98 في المئة من المستطلعين يعتقدون أنه ينبغي أن يكون كذلك.
وكانت وعود مودي عن التنمية مطرحة خلف الستار لفترة من الوقت وإلغاء العملات القديمة أدى إلى انخفاض كبير في عدد المعجبين به. وقضية الهندتوفا تبدو أنها قد تنقذه في مثل هذه الأوضاع غير المواتية له.
الدين كما قال ماركس، الأفيون للجماهير. يمكن أن يكون هذا القول أكثر صحة في ضوء أوضاع الهند الحالية.
الملاحظة: الآراء المعبر بها هي آراء المؤلف فحسبُ
المصدر: