POLICIES /الصفحة الرئيسية

تختفي إزدواجية هوية المسلمين الهنود


العديد من المسلمين الهنود الذين هاجروا من بلادهم بحثًا عن فرص اقتصادية أفضل وحصلوا على الجنسية الأجنبية لم يفقدوا علاقتهم مع وطنهم الحبيب ولا شك فيه بأن حبهم لوطنهم يسمو في الروح ويعلو بها ويجعلها تطير بجناحين من الهمة التي تشحذها مشاعر الانتماء وقلوبهم تنشد دائما:

وكل مسافر سيؤوب يومًا.......... إذا رزق السلامة والإيابا

ويروي واحد منهم حكايتهم للجميع كما هو كان ممن ذاقوا مُرة الحوادث وقاسيتها وتعرضوا لأعمال الشغب التي اندلعت في ولاية غوجرات عام 2022 ضذ المسلمين وكان نريندرا مودي رئيس الوزراء للولاية آنذك.

في أوائل عام 2002 بدأ تقرير يتداول في البلاد كلها، مع ادعاءاته المزعومة بأن المسلمين أحرقوا النار في قطار كان يحمل الزائرين الهندوسين الذين كانوا يرجعوا من المعبد، وبعد مرور سنوات، أقر التحقيق الرسمي بأن الادعاءات لا أساس لها من الصحة ولكن خلال هذه السنوات، واجه المسلمون من عواقب قاسية و ردود سريعة عنيفة ضدهم ادت إلى أعمال شغب ضد المسلمين في ولاية غوجرات.

وأشارت عائشة منصوري، كاتبة وصحفية في مقالتها الصادرة في صحيفة 'دي نيو عرب' إلى إنه كان عام 2002 اندلعت أعمال الشغب ضد المسلمين في ولاية غوجرات وقوات الشرطة المعادية للإسلام يدعمها رئيس الوزراء ناريندرا مودي آنذاك، كانت توفر الحِماية والحراسة للهندوس مما يوضح بأن الحِماية كانت حسب الديانة، والدين كان يحدد بأن المظلموم يستحق حِماية الشرطة أم لا، يا للأسف، وفي وقت نفسه، كان الهندوس يتمتع بحرية مهاجمة المسلمين.

فارتكب الغوغاء أشنع جرائم من القتل والاغتصاب على أراضي غوجرات، فتعدوا على المسلمين بضربات شديدة وقتلوا رجالهم في كل درب ومكان حتى ملئت الشوارع من الدم والنار وانتهكوا حرمات النساء العفيفات واغتصبوهن كالبهائم ثم دمّروا بيوتهن واضرموا النيران في البيوت مع أجساد القتلي والمظلومات فباتوا رمادا مع بيوت عاشوا فيها آباءهم وأجيال منهم.

وأضافت الكاتبة قائلة لمدة شهرين، كانت المقابر الجماعية تنتظر جثث الآلاف الذين قُتلوا ظلمًا. وتوحي الأحداث التي وقعت ضد المسلمين على أراضي الهند بأن المسلمين مرّوا بأوقات عصيبة من قبل ولكن هذه المرة أقسي من كل المحن الماضية وتحقيق السلام سيكون صعبًا ويري بأن خطر التشريد السياسي أو الموت الذي يتعرض له السكان الأصليون يتصاعد يومًا بعد يومٍ.

بعد عشرين عامًا مع مرور عقدين من الزمن دون عدالة، جلست مع والدتي وأسمع القصة بصوت عالٍ لأول مرة.

وهي بدأت، إني اتصلت بالسفارة البريطانية للمساعدة فى الليلة التي بدأت فيها أعمال الشغب. فأجابوا عليكم أن تصلوا إلى المطار سِرا وكنا خمسة أشخاص- أبوك وأنا مع أطفالنا الثلاثة الصغار- فجهّزنا للرحلة وصوت صفارات الإنذار كانت تعلوا من الشوارع.

وكانت مشكلتنا أن الطريق الوحيد إلى المطار يمر عبر المجزرة مباشرة ، وكانت تحرسه قوة شرطة فاسدة كانت تطلق النار على المسلمين. وكان نفس الضباط واقفين فى قاعة الفندق بالطابق الأرضي.

كان هذا بعد كل شيء وطنًا أصليًا لأبيك يعرفه جيدًا، وفي تلك الليلة كنا محظوظين لاتساق الحكومة الفاسدة والامتياز الذي لا يمكن إنكاره الذي يمنحه لنا جواز السفر البريطاني.

مودي، رئيس الوزراء الحالي، يواصل نظامه في تأييد الكراهية الإسلامية، حيث أثارت تجمعاتُه نفس الانقسام العرقي الذي يذكرنا بحقبة ترامب. لم تكن دعاية الإسلاموفوبيا وأيديولوجياته المتعصبة أقل من كونها مرعبة وصالحة للحث على التطهير العرقي.

وتؤكد التقارير ان المخاوف لاضطهاد المسلمين يتصاعد في البلاد كلها كما أشارت التقارير الإعلامية إلى خطابات القادة الهندوس تدعو لـ "دعوات مباشرة للإبادة الجماعية" ومقاطع فيديو والصور تظهر تجمعات "تحطم زجاجات النوافذ والأبوب داخل المسجد" ويزداد الطين بلة من إنشاء موقع مزادات مزيف يعرض فيه صحفيات ونشطاء مسلمات للبيع، وجدير بالذكر بأن أغلبيتهن كانت تنتقد حزب بهارتيا جانتا.

واستمرت قائلة أن جراح المسلمين الهنود لم تلتئم بعد ولا يمكننا المشاهدة من البعيد.

وكمواطن بريطاني الآن ، أشاهد مجزرة رهيبة تواصل من خلف شاشة التلفزيون وأتألم لعائلتي التي تعيش في الوطن تبذل جهودهم في الدفاء عن حقهم للبقاء في وطنهم الذي يحبونه.

والاسلام له تاريخ طويل يجلله المجد ويكسوه الشموخ في الهند ولن تتوقف رحلته بل ستستمر مع مواطن الهند كلها وهي فكرة مودي عن 'الأمة' و'الدولة' التي تضع المسلمين في مكان آخر ومحرج.
 
ويُزعم بأن العالم الغربي يتجاهل من إبادة جماعية تستمر منذ عقود، وقد حان الوقت للمسلمين أن يتقدموا ويدركوا وضع الإسلام في الهند ويعزموا لوفاء بمسؤوليتهم.  

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

المصدر: العربي يو ك

English    |    Türkiye

Take Me Top