بلقيس بانو تعرضت للاغتصاب الجماعي الشرس خلال أعمال العنف الطائفي التي اندلعت في ولاية غوجرات 2002 عاما، بعد نشوب حريق في قطار غودهرا.

ولكن يوم الاثنين، 15 أغسطس، أطلق سراح 11 رجلًا حُكم عليهم بالسجن مدي الحياة في قضية الاغتصاب الجماعي لبلقيس بانو عام 2002، من سجن منطقة غودهرا  بعد أن وافقت لجنة شكلتها حكومة غوجارات على طلبهم بإعفاء العقوبة.

مأساة بلقيس بانو  ما بين بُؤس الحياة وعُقم القانون

 بلقيس بانو امرأة حامل تعرضت للاغتصاب الجماعي الشرس من قبل حشود من أتباع هندوتفا ومؤيديها، في واحدة من أبشع حوادث العنف التي اندلعت في ولاية غوجرات في عام 2002 ضد المسلمين.

بلقيس بانو

عندما اندلعت أعمال الشغب والغوغاء كانوا يقتحمون المنطقة من كل درب وطريق، لجأت بلقيس بانو مع ابنتها وأفراد أسرتها إلى حقل فهاجم عليهم حشد من 20 إلى 30 شخصًا بالسلاح والمسكينة بلقيس بانو تعرضت للاغتصاب الجماعي الشرس من قبل المهاجمين، وقُتل سبعة من أفراد عائلتها أمامها.

وكانت بانو تبلغ من العمر 21 عامًا وكانت حاملًا في شهرها الخامس عندما تعرضت لاعتداء جنسي في قرية راندهيكبور بالقرب من أحمد أباد في 3 مارس 2002 ، وأيضًا قُتل أطفالها الثلاثة أثناء أعمال الشغب ضد المسلمين.

ورئيس الوزراء الهندي نريندرا مودي كان رئيس وزراء الولاية في ذلك الوقت واتُهم بعدم القيام بما يكفي لوقف عمليات القتل وحتى استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يقاومون للضحايا.

أشوك موشي، وجه هندوتفا لولاية غجرات، أثناء أعمال الشغب عام 2002

وفي 21 يناير 2008، محكمة المكتب المركزي للتحقيق الخاصة حكمت على المتهمين الأحد عشر بالسجن مدى الحياة بتهمة اغتصاب جماعي وقتل سبعة أفراد من عائلة بلقيس بانو.

وقد أدينوا جميعًا باتهامات التآمر لاغتصاب امرأة حامل والقتل والتجمع غير القانوني بموجب قانون العقوبات الهندي.

أحد المدانين يفتخر على عقوبة السجن مدى الحياة ويشعر بالسعادة بدلًا من الندامة على ما ارتكب

ولكن اتخذت لجنة تشكلت قبل بضعة أشهر، قرارًا بالإجماع لصالح إعفاء جميع المدانين الأحد عشر في القضية. وتم إرسال التوصية إلى حكومة الولاية، وتلقت سلطات السجن أوامر بالإفراج عنهم.

وقال محامي حقوق الإنسان شمشاد بتهان: "إنه عندما تتخذ الحكومة مثل هذا القرار يتضاءل أمل الضحية في النظام".

وأضاف قائلا: ""هناك العديد من المتهمين الذين انتهت مدة إدانتهم لكن لم يتم إطلاق سراحهم من السجون على أساس أنهم كانوا شركاء عصابة أو متورطون في جريمة قتل واحد أو أكثر. ولكن حكومة ولاية غُجرات توافق على إعفاء المدانين في مثل هذه القضايا الشنيعة المروعة وتسمح لهم بالخروج من السجون".  

وكيف ننسا بأنها لم تكن مجرد قضية قتل، بل كانت جريمة اغتصاب جماعي من اشنع وأوحش أنواعها.

بلقيس بانو تحمل ابنتها الصغيري البالغة من العمر عامين بينما ينظر زوجها يعقوب رسول والحزن والكرب يفيض في عيونهم، خلال مؤتمر صحفي في نيودلهي في عام 2017 [ملف: كاثال ماكنوتون/رويترز]

يقول يعقوب رسول، زوج بلقيس بانو، "أننا لا ندري كيف تم إطلاق سراح المدانين ونحن لم نسينا المقتولين بمن فيهم كانت ابنتنا لحظةً ونتذكرهم كل حين".  

وفي بيان صادر، انتقدت جمعية 'AIPWA' قرار حكومة ولاية غُجرات وقالت إن قرار إطلاق سراح مغتصبي بانو يشجع هؤلاء الرجال وأتباعهم على أن يعملوا حسب تهديداتهم بدون خوف.

ويقول البيان: " إن إدانة القتلة والمغتصبين الطائفيين هو انحراف في الهند، ولا يحترم الحكم والقانون، فهل تهدف الاعفاء إلى استعادة حكم الإفلات من العقاب للقتلة والمغتصبين الطائفيين؟ ".

ويوم الاثنين، بعد إطلاق سراحهم من سجن غودهرا - بعد إعفاء حكومة حزب بهاراتيا جاناتا من عقوبة السجن مدى الحياة - تم الترحيب بالمدانين بالحلويات والأكاليل.

يوم الاثنين، تم ترحيب بالمدانين باغتصاب جماعي لبلقيس بانو وقتل سبعة من عائلتها، بالحلويات والأكاليل على باب السجن.  (المصدر: تويتر)

انتقدت الناشطات والقادة من المسلمين انتقادات شديدة على حكومة حزب بهارتيا جانتا في ولاية غُجرات لإفراج عن المدانين بجرائم الاغتصاب الجماعي والقتل ووصفوا هذا القرار "بأنه حكم إفلات القتلة والمغتصبين الطائفيين من العقاب".

في هذه الأيام بات شعار "مودي هاي تو سب كُج هي" شهيرا ومقبولًا لدي مؤيدي هندوتفا ويترجم هذا الشعار "كل شئ ممكن مادام مودي يبقي في السلطة".

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

المصدر:  بزنس استيندر  |   اندين اكسبريس   |   الجزيرة   |    كلارين انديا

English    |    Türkiye