TRENDS /الصفحة الرئيسية

الخادمات المسلمات للمنازل يغيرن أسماءهن خوفا من التمييز في الهند

تشير التقارير الإعلامية إلى أن مظاهر التمييز وعدم المساواة تعتبران قضيتان رئيسيتان يواجهما المسلمون الهنود منذ تولى ناريندرا مودي على زمام السلطة عام 2014م. 

والاتجاهات والسياسات المعادية للمسلمين التي تبنتها الحكومة الهندية الحالية هي قضية معروفة للعالم، ولكن هناك جهود أقل بكثير من قبل المجتمع الدولي وخاصة من العالم الإسلامي للتعامل مع هذه الظاهرة. 

وتعد وظيفة الخدم في المنازل مهنة أكثر شيوعًا للنساء في المجتمعات منخفضة الدخل وأقل أشكال العمل تنظيماً واحتراماً حيث يسود التمييز في هذا القطاع بشكل كبير الذي يؤدى إلى المهانة والإذلال. وأكثرمن 15٪ من عمال المنازل وعاملاتها في الهند ينتمون إلى المجتمع المسلم المتواجد في الهند. 

تصل جذور التمييزعلى أساس الطبقات إلى الديانة الهندوسية والذي يلعب دورًا رئيسيًا في التعامل مع خادمات المنازل ومن هنا تواجه الخادمات المسلمات المزيد من التهميش بسبب هويتهن الدينية. 


سيما، المعروفة سابقًا باسم شاهانا برفين في نيودلهي (مصدر الصورة: روميتا سالوجا / الجزيرة)
 
ويضطر العديد من الخادمات المسلمات إلى إخفاء أسماءهن وهويتهن الإسلامية من أجل الحصول على وظيفة وتجنب مواجهة المزيد من التمييز. ولا تحصر عملية تغيير الأسماء عليهن فقط بل أطفالهن الذين غالبًا ما يرافقون أمهاتهم للعمل وأزواجهم الذين يتولون أحيانًا وظائف مثل القيادة في نفس المنزل يضطرون إلى إخفاء الهوية الدينية.

 ولذلك يجب على جميع أفراد الأسرة أن يمروا بهذا الصراع لتفادى التمييز.

وتوقف الهندوس العاديون عن توظيف الخادمات المسلمات بعد أن نجح ناريندرا مودي في تأجيج أيديولوجية الهندوتفا في أذهانهم ومن هنا يضطر العديد من المسلمين بتغيير أسمائهم إلى تسمية مثل الهندوس للحصول على الوظائف.


اضطرت شبانة رائيل إلى ترك العمل في المنازل بسبب التمييز على أساس الدين (مصدر الصورة: روميتا سالوجا / الجزيرة)

وبدأت ترتدي بعض النساء المسلمات الساري والبيندي (علامة ملونة صغيرة مستديرة مرسومة بين الحاجبين تتخذها نساء هندوسيات لإثبات أنهن متزوجات) والتي ترتبط تقليديًا بالثقافة الهندوسية. ويفضل الكثير منهن العمل حتى بمناسبة عيد الفطر وعيد الأضحى لتجنب الشبهات. وتوقفن عن تقديم تحية إسلامية مع المسلمين الآخرين أثناء العمل وبدلاً من ذلك يستخدمن كلمات التحية الهندوسية ناماسكار.

تقدم الخادمات المسلمات خدماتهن بشكل جيد فيما يتعلق الأمر بأعمال منزلية مثل الطهي والتنظيف وما إلى ذلك ولكن السؤال عن الديانة يأتي أولاً أثناء المقابلة للتوظيف. 


تجتهد رخسانه شيخ بشكل كبير للحصول على نفقاتها بعد الفترة ما بعد الوباء (مصدر الصورة: روميتا سالوجا / الجزيرة)

لا يسمح البراهمة -أعلى طبقة في الديانة الهندوسية- المسلمين بدخول منازلهم. وترك بعض النساء المسلمات وظائفهن بسبب الإذلال اليومي بسبب ديانتهن.

لا تتعلق أحداث التمييز ضد المسلمين الهنود فقط بل تشتعل الكراهية ضد الإسلام أيضاً كالنار في الهشيم في المجتمع الهندي. 

ترجع الأسباب الجذرية للتمييز في مكان العمل إلى القمع المؤسسي والمنهجي للأشخاص المهمشين. وأكثر أشكال التمييز في مكان العمل شيوعًا هي ضد النساء.

ويمكن أن يوجد التمييز في أشكال مختلفة ولكنه في معظم الأحيان يحدث بسبب عدم التوازن في القوة بين الجماعات والطبقات حيث تميز الجماعات التي تمتلك السلطة ضد أولئك الذين ليس لديهم سلطة من أجل الحفاظ على هيمنتها.

وحان الوقت للمجتمع الدولي أن ينتبه من معاناة مجتمعات الأقليات في الهند. ولا بد أن يعتبر شعور عن ألم ومعاناة المسلمين الهنود أمرًا مهمًا في الدول الإسلامية وفي جميع أنحاء العالم. 

الملاحظة: جميع الأفكار والآراء المنشورة على الموقع هي من آراء كتابها وأصحابها وليس بالضرورة تعبر عن رأي إدارة الموقع أو اللجنة أو المترجم أو الشركاء الآخرين من الموقع

مصدر: موقع " الجزيرة" 

English    |    Türkiye 

Take Me Top